السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أروى عبده عثمان
إلى: شقاة وقشاوش حنشان الضمأ
الساعة 22:30
أروى عبده عثمان

بروق حيفان والأعروق لم تعد تلمع .. لقد غَدّرت حيفان !! 
عن "رحمة هايل" و"نزوحات " أخرى !
**

إلى : شقاة وقشاوش "حنشان الضمأ " / شقاة "القرآن الناطق" سيد الكهف ، وزعيم النفق "الحوث – فاشي" من مشائخ وأعيان حيفان والأعروق " سُبلة العكفة " : مدراء مدراس ، والشيخ الطبيب ، والشيخ التاجر والشيخ مدير المدرسة والشيخ الأكاديمي ، والشيخ الناشط الحقوقي والمدني ، والمهندس الشيخ ، والبرلماني الشيخ ، والأولياء من متصوفي "قبل أمس العشي "الذين عادهم ذكروا اليوم أن لهم عرق البطنيين المقدس "سبحااااانه " !! و " الصوفي الخيبة يفرح بالتهم" ، إليهم ولسان حال أية عكفي في سلم الآدمية " امض بنا واحنا جنودك سيدي " ، وحين يؤشر القرآن الناطق من كهفه ، يتداعى شقاة السيد في جبال حيفان والأعروق يلبون نداء المذلة المُزمنة .. " نحنا شقاتك واسيدي" .. أخزاهم الله دنيا وآخرة .. 

                                                     **
قتلت رحمة ياسبلة العكفة للقرآن الناطق وماتت بقرتها أيضاً ويُتموا أولادها وبناتها وزوجها وأمها الثمانينية الفاقدة الذاكرة ، واليوم هُجروا .. نعم تشردوا جميعهم ..
شُردت أسرتها الصغيرة بالكامل ، مثلهم مثل سكان قريتها "ظبي" أعبوس .. تركوا موطنهم ورحلوا في أكثر من منفى وتبدلت هويتهم من مواطن ، إلى نازح مُجبر ، لم يبق من يوميات الحياة والحكاية سوى أصوات قناصة حنشان الضمأ" المنفلتة تجول في البيوت الخالية والسقوف والشبابيك العارية والحقول الجرداء ، و"أسفال " الأبقار الخاوية ، وحضائر الدجاج التي نفقت ، ومجاول الريحان بلا ريحان ، وسقايات المياه "المبجوشة " على الهوام ، وصفير الريح الذي يعوي كاستذئاب "الجهاد القرآني الناطق المستشرس على الإنسان والتراب والرماد ،والحياة برمتها ، الذي لم يبق ولم يذر ، ويستمر جوعه وشبقه للدم والدمار والموت بالقرآن الساكت والناطق والمتحول : " هل من مزيد" .. 

" رحمة" تشبه كل رحموات اليمن المقتولات بالكاتيوشات وجعب شقاة الجهاد وكذلك "ظبي" ليست القرية ذات الجغرافيا الصغيرة لحيفان بل وفي كل اليمن أكثر من ظبي مغلقة على الموت والتهجير القسري.. 
وكأن حروب الفقر ، والمياه الملوثة ، واللاكهرباء ، والمشفى الصغير ، والمدرسة الضيقة ، وشقاء النساء الأبدي في الحقول والبيوت ، والرحلة المكوكية للطلاب والطالبات للإلتحاق بمعهد المديرية ، والنساء الحوامل اللواتي يمتن بعُسر الولادة ...الخ كأن هذا لا يكفي .. بل لابد أن تأتي مافيات "السيوف الحيدرية من كهوف "لبيك ياحسين " و" القرآن الناطق " و" الأمة القرآنية " لتمسخ البلد وتشتته وتحرقه بالطائفية وحروب الكراهية ، باسم "الله أكبر" وهذيانات المسوخ الشائهة ل"المستكبرين والمستضعفين " وليس بآخر مكافحة الدواعش والتكفيرين والعدوان والخونة واللاوطنيين .. التي قنصت بها رحمة وتشردت عائلتها معها ظبي واليمن ريفاً وحضراً .. 

من أين ل"رحمة هايل "أن تكون داعشية ، أوأمها هند دغيش الثمانينية ، أو بقرتها وحيواناتها أن يتدعششن ، ويصبحن تكفيريات خطيرات على السلم والأمن والدين والعرض والشرف ، ومهددات للسيادة الوطنية للكهف والنفق ؟ 

هل للحوح رحمة وحقينها وسمنها البلدي وحبوب الدخن والغَرب ، واللبأ ، والكُبان وأقراص كعك البر " العيش والملح " الذي أطعم أفواه سكان ظبي والقرى المجاورة ، وكل من يطأ دارها ، بل هذا العيش والملح مفتتح الإناسة الذي يسافر إلى تعز وعدن ، وصنعاء .. أن يتهموا بالخيانة والدعشنة ، واللاوطنية ، ليقصفوا ويشردوا برتبة " نازح" ؟ 

أما يكفي أولادها بعد مقتلها ذات صباح وهي تطعم بقرتها التي تحبها كأحد أولادها ، أن ييتموا و يضيع مستقبلهم بعد حرمانهم من الدراسة بسبب هذه الحرب وتلغيم الطرقات ؟ 
ألم يكفهم وهم لأشهر يحتمون من حمى القصف تارة بالسفل ، وتارة في "صبل " الجدة ، وفي الزواوي والأركان والجدران والهلع اليومي من رصاصة / قذيفة طائشة تفني ما تبقى ؟ 

الم يكفهم أن يعيشوا في الظلام لأشهر ، فأي شمعة أو شخطة عود كبريت ، أو ضوء خافت من أية كوة في البيت أو أي بيت في الأعبوس ، حتماً يواجه بهدير الرصاص والقذائف ؟ وكم من أناس لقوا حتفهم بسبب طرقة ضوء أو ولعة سيجارة ؟ 
لم يبلغ كاتيوشتهم القرآنية فلقة القمر والنجوم وهي تبث أنوارها على الجميع بما فيه القتلة ، وإلا لما ترددوا في قنصها أو خطفها أو طردها من السماء.. !

لا يحدث هذا كمشاهد من فيلم من خيال هوليود ، أو حروب النازية والفاشية في حروبها الأولى والثانية ، بل يحدث في ظبي ، وبني علي والغليبة ، الأعبوس ، والقبيطة وقرى حيفان وتعز ، وشتى محافظات الجمهورية اليمنية .. 

يروي أحد أهالي المنطقة بألم وهو يرى الأبن الصغير لرحمة "أمجد" الفتى الذي لا يعرف من الحياة سوى قريته وحيواناته التي يربيها كأنها أحد افراد العائلة .. وهوايته الأخيرة في تربية النحل .. كيف وزعها على بعض الأهل في القرى المجاورة ، لأنه سينزح .. ؟ يقول هذا الراوي : فرت الدمعة من أعيننا ونحن نراه يسحب حيواناته ليوزعها .. بما فيه "العجل" اليتيم بعد موت بقرة رحمة قبل أيام .. 
ترك أهالي ظبي كل شيء خلفهم ، تركوها للرعاع والقبضة الهمجية للقرآن الناطق وشقاتهم"سُبلة العكفة" من أبناء المنطقة للأسف ممن ذكرتهم أعلاه ,.

تركوا كل شيء ليحافظوا على ما تبقى من حياة مهشمة روحاً وجسداً .. تركوا كل شيء خلفهم ، ومازالوا على أمل أنهم سيرجعون في القريب العاجل ، مثلهم مثل سكان فلسطين 48 فما يربطهم بموطنهم سوى مفاتيح الدار ، وبضع حكايات ورائحة تتعتق كل يوم بأمل العودة .. 

وداعاً رحمة هايل ، المقتولة بأسئلة الفجيعة لأول مشهد من سيناريو " ما نبالي ، واجعلوها حرب كبرى عالمية " وهي ترى كائنات مبندقة بسحنة شرسة كأنها آتية من كوكب لا تعرفه ولا تعرفهم رحمة هايل ولا ظبي ولا الأعبوس ولا الأعروق ولا تعز ولا عدن ، ولا حتى اليمن .. اغتيلت رحمة ورغوة الأسئلة في فمها المدمى لم تجد من يجبها : 
- من هم ؟
- من أين جاؤوا ؟
- مايشتوا ؟ 

قتلت رحمة وهي لا تعرف من هم الحوثيون ؟ حدودها ليست حدود القرآن ، حدودها المعلومة : البقرة ، العويلة ، ودبية الحقين ، والحقل ، ومجول الريحان ، والأم المكلومة على ابنتها التي رحلت في 2011 ، والبيت المفتوح والآمن للجميع .. 

                                                         **
ملحوظة :
هند دغيش والدة رحمة ، المرأة المحبة للحياة إلى أقصى مدى ، للأسف أكتمل تآكل ذاكرتها بعد مقتل ابنتها الكبرى "رحمة" في يناير2016 ، لكن بقى من ذاكرتها المفقودة ومضة خافتة تسع وجهها الحزين : صُفة شعرها /النبعة ، المُشقر ،الهرد ، الحناء ، وملوس وجهها ، والسؤال : اينووووو ؟!!

                                                      **
كيف تشوفوووا ياشقاة عكفة سيدي والزعيم الذين هددوا وتوعدوا وكذبوا ، وشتموا ، وخونوا ، وراجعي نفسك ياعميلة العدوان ، عندما كتبت أول مواضيعي "لمع البروق على حيفان والأعروق "محذرة من إقحام واجتياح القرى في الحروب الطائفية .. الحرب القذرة التي أحرقت البشر والشجر والحجر ؟؟؟ كيف تشوفوووا يادقامة " حي بداعي الموت على أسركم وقراكم والسبول ؟ 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً