السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
خسارة المؤتمر في محافظة إب من خلال وقوفه مع الحوثي
الساعة 01:47
محمد عبدالله القادري

هذا مقال كتبته في تأريخ ٦/ ٨ ٢٠١٥ وتم نشره عبر الواتس ولم انشره في المواقع لأنني كنت لدي قصور في اسلوب التواصل مع المواقع الالكترونية والان اعيد نشره ليعرف الجميع مدى مطابقته على الواقع حالياً.

كنت اود في هذا المقال ان اوضح خسارة حزب المؤتمر الشعبي العام من خلال وقوفه مع الحوثي على مستوى الجمهورية ولكنني فضلت ان اتحدث عن خسارة المؤتمر في محافظة إب لأنها تعتبر اكبر الخسائر ومع ان بعض النقاط التي سأتحدث عنها يمكن قياسها على مستوى الجمهورية .. ولأني اعرف قادة مؤتمريون من خارج محافظتي وعندما أجلس معهم يتضح لي انهم ليس راضون بجماعة الحوثي ولكني عندما أرى قادة المؤتمر في محافظة إب يخالطني الشك هل الحزب الذي انتمي اليه يسمى المؤتمر الشعبي العام أم المؤتمر الحوثي العام وهل رئيس المؤتمر هو علي عبدالله صالح أم هو السيد عبدالملك الحوثي.

من خلال انقلاب الحوثي واستيلائه على السلطة بالقوة نجزم بالقول ان اكبر الخاسرين من ذلك هو المؤتمر فتقدم وتوسع وانتشار الحوثي هو على حساب المؤتمر اذا يعتبر نسبة ٩٨٪ من الهاشميين او آل البيت كانوا مؤتمريون بينما نسبة ١٠٠٪ من الزنابيل او اللجان الشعبية كانوا مؤتمريون ولايعني ذلك انهم سيعودوا المؤتمر اذا ظل الحوثي مسيطر ولكن سيتمسكون بالحوثية انتماء وفكر .. ورغم ان المؤتمر صمد في ازمة ٢٠١١ وزادت شعبيته ولكن في انقلاب الحوثي العكس صحيح فالمؤتمر خسر الكثير من قواعده بينما حزب الاصلاح لا يعتبر خاسراً من خلال انقلاب الحوثي فان كان خسر المناصب فهو لم يخسر القواعد فقواعده صامده وانما زادت ثباتاً ورسوخاً وهنا يتضح انه لو اجريت انتخابات وشاركت فيها جماعة الحوثي سيكون المستفيد هو حزب الاصلاح .

المؤتمر في محافظة إب الاكثر خسارة فقد خسر الكثير من القواعد وهناك قواعد مؤتمرية صامتة ولكنها مستائة وليست مقتنعة بموقف المؤتمر مع جماعة الحوثي مما ولد الانفصام في هذا الحزب الذي انحرف مساره تماماً واحياناً تعتقد ان مؤتمر إب مختلف عن موقف المؤتمر على مستوى الجمهورية فعلي عبدالله صالح قال انه قال ان السلطة يديرها الحوثي الذي يعتبر متحمل مسؤوليتها وحده ولكن في محافظة إب الواقع يقول ان السلطة في يد الحوثي والمؤتمر ويتحمل الطرفان مسؤوليتها ومسؤولية الفساد والفشل والجرائم والاعتقالات .

هناك مؤتمريون في محافظة إب كانوا يتحدثوا عن الميثاق الوطني واصبحوا يتحدثوا عن ملازم السيد حسين بدر الدين ويتحدثوا عن ايران وعن سلاحها ونوويها ولم يعرفوا شيئاً عن القومية العربية ... يدافعون عن ايران وكأن المؤتمر استمد فكره من طهران ولم يستمد فكره من بلد الايمان والحكمة ومنهجية الوسطية والاعتدال ... مؤتمريون يحدثونك عن صفات القيادة في عبدالملك الحوثي وروعة خطاباته ولم يعودوا يتحدثوا عن زعيمهم عفاش ومنجزاته ومواقفه ومستقبل نجله احمد حتى وصل الامر انهم لووجدوا حوثيا يسب عفاش ويتطاول عليه لايردون عليه بكلمة ولو وجدوا مؤتمرياً عفاشياً ينتقد جرائم الحوثي سبوه وشتموه وقالوا له انت لست مؤتمري ويجب فصلك من المؤتمر فأنت عميل وخائن و.مدسوس ... وعندي ادلة واثباتات كبيرة عن قياديين مؤتمريين في إب اصبحوا يوافقوا الحوثي في كل شئ حتى في سب عفاش .

حقيقة الأمر ان الجناح الحوثي داخل المؤتمر الشعبي العام حقق نجاحاً كبيراً في محافظة إب واستطاع الاتفاق والتأطير والاقناع والاغراء للقيادات المؤتمرية بالمحافظة وحولها الى شخصيات حوثية من الدرجة الأولى فقيادات المؤتمر هي السبب في انحراف مسار المؤتمر وهي من جعلت المؤتمر يخسر الكثير من قواعده ويخسر مصلحة المحافظة ويخسر التأريخ .

قيادات المؤتمر في محافظة إب قيادات لاتبحث الا عن مصالحها ولا تريد او تفضل المصلحة العامة.... قيادات تعشق المناصب وتتنافس عليها وتلهث وراءها ... ولاعجب فتلك القيادات هي من استقبلت جماعة الحوثي ورحبت وسهلت وهاهي اليوم تشارك في فساد الحوثي وفشله وتتقاسم فرئيس فرع المؤتمر هو المحافظ ونائبه هو نائب المحافظ ورئيس الدائرة السياسية اصبح رئيس لجنة جمع الزكاة لبيت مال الحوثيين .
المؤتمر انحرف مساره تماماً في محافظة إب فنهج الحرية والديمقراطية اصبح متحالف مع نهج الاستبداد والانقلاب ونهج المساواه اصبح تابعاً لنهج العنصرية واقامة الحواجز بين الطبقات ....ونهج السلمية والنظام والقانون اصبح تابعاً لنهج الدموية والفوضى ... ونهج بناء الجيش الوطني القوي اصبح مشاركاً في نهج الميليشيات وان اختلفت مسمياتها .

ضمن سياسات الجناح الحوثي داخل المؤتمر هو اقصاء المؤتمريين الحقيقيين الذين يحملون الوطنية و لا يمكن ان يقبلوا بافكار الامامة والاستعباد وقد نجحوا في ذلك ولعل اهمها السيطرة اخيراً على جامعة إب واجراء التغييرات فيها .

بعد ان نجح الحوثيون في شراء وكسب ؤضم قيادات المؤتمر بالمحافظة الى صفهم وابرموا معهم اتفاقات سرية ساوضحها لاحقاً ... اتجهوا بعد ذلك الى جامعة إب ومن خلال معرفتهم ان الدكتور عبدالعزيز الشعيبي لايمكن يوماً ان يتراجع عن المؤتمر ويؤيد الحوثية من اجل منصب او اغراءايضاً الدكتور محمد الجوفي الذي يصنفوه من المؤتمريين المتشددين .. اتجهوا لابرام التغييرات وان كان ظاهرها يحمل المؤتمر وباطنها عكس ذلك ... الحوثيون يريد القضاء على المؤتمر في جامعة إب والمحافظة بأكملها واقصاء القيادات المخلصين وجعل المحافظة في تحت ادارة والحوثيون والجناح الحوثي داخل المؤتمر 
فاختيار الدكتور طارق المنصوب رئيساً لجامعة إب لم يأتي على أساس انه مؤتمري ولكنه على اساس انه كان منتمي لحزب البعث الاشتراكي قبل انتماءه للمؤتمر مع انني احترم الدكتور طارق واعلم كل العلم انه وقف في عام ٢٠١١ وقفة الرجال وصمد صمود الابطال واصبح مؤتمري اصيل ولكن اقول له ان الحوثيين لم يختاروك على اساس ذلك وانما جعلوك من حصة حزب البعث ويأملون منك مستقبلاً ان تغير افكارك ومواقفك وتلبي مطالبهم وتتبع سياستهم ...وايضاً نواب رئيس الجامعة الذين تم تعيينهم فالاول اشتراكي والثاني حوثي والثالث الذي يعتبر نائب رئيس الجامعه لشؤون فقد اختاروا شخصية محسوبة للمؤتمر ولكنها في تصنيف الحوثي شخصية ضعيفة وليست مؤتمرية متشددة او مخلصة وستمضي وراء الحوثي في كل مايريدولا يمكن ان يستفيد منها المؤتمر مع العلم ان هناك شخصية مؤتمرية داخل الجامعة مؤهلة وقوية ولكن الحوثي استبعدها .

الحوثيون هم من اقصوا المؤتمريين في محافظة إب وليس الاخوان وقيادة المؤتمر بالمحافظة لاتحرك ساكن والاقصاء يتدرج اكثر فأكثر وهنا يتضح ان المؤتمر غير مستفيد من قياداته المتشاركين بالسلطة مع الحوثي فأولئك القيادات لم يهمها الا مصالحها الشخصية ولايهمها مصلحة الحزب وكما هي ايضاً يهمها مصلحتها ولايهمهامصلحة المحافظة .

بكل صراحة اقول ان قيادة مؤتمر إب هي عدو المحافظة وهي عدو المؤتمر والمؤتمريين وهم من باعوا المحافظة وهم من باعوا المؤتمر فهم مسؤولين فاسدين في ادارة المحافظة لم يلمس الناس خدماتهم وليس لهم اي بصمات وهم فاشلين في قيادة الحزب لم يقفوا مع أي مؤتمري ولم يشجعوا أي كفاءة وقد اتضحوا في عام ٢٠١١ اذ توقعوا ان النظام سيسقط في اليمن كما سقط في مصر وتونس وحينها توجهوا للاستيلاء على الاموال المؤتمرية التي كانت تنزل من صنعاء بالاضافة الى موازنة المحافظة واستمر مخيم الاعتصام التابع للمؤتمر في بوابة الاستاذ الرياضي مدة ٢٥ يوما يقيمه الشباب المتطوعين دون ان تموله قيادة المحافظة التي تجاهلت ذلك تماماً منتظره فرار صالح وان كان لي الشرف في رئاسة اللجنة الثقافية للمعتصم والاستمرار فيه وكما قلتها في ذلك الحين ان قيادة المؤتمر في محافظة إب عجزت ان تدير اعتصاماً مكون من خيمتين فالقاضي الحجري وشلته وامين الورافي وسجدته وعبدالواحد صلاح وتخزينته وعقيل فاضل وهنجمته وعلي الزنم وضحكته وعبدالكريم السماوي ومزغاجته .... هؤلاء كلهم عجزوا ان يديروا اعتصام للمؤتمر والذي انتهى ذلك الاعتصام بجريمة قتل داخل احدى الخيام .

قيادة مؤتمر إب ضحت بقواعدها وجعلتهم كبش فداء للحوثي ليخسر المؤتمر الكثير من الارواح تحت مسميات كثيرة ومغالطات عدة ولكن اظن قواعد المؤتمر لن تستجيب لهم لذلك ..... فاذا كان حزب الاصلاح خصم فالحوثي ايضاً خصم وكان الاولى من موقف المؤتمر ان يصمت او ان يقف موقف المتفرج وليس المطلوب منه ان يساند الحوثي او يقف معه او يقاتل خصومه .... يجب ان نقولها ويسمعها الجميع حافظوا على المؤتمر وحافظوا على المؤتمريين واعلموا ان التأريخ لن يرحم أحد والاعمال بخواتيمها .

هناك ايجابية لتدخل دول التحالف استفاد منها المؤتمر والمؤتمريين وهي انه لولم يأتي الحرب لكان الحوثي قد انتهي من بسط يده على الجنوب والوطن واتجه بعدها للقضاء على اخر خصم وهو عفاش ومحاكمته وتغيير قادة حزبه كما يريد ليجعله حزباً شكليا ووجوده وجوداً صورياً .... فعفاش والمؤتمر هو آخر محطات الحوثي التي سيصفي معاها خصومه لكي يتسنى له بعد ذلك تأكيد وتأمين اقامة دولته العنصرية السلالية التي لاصوت يعلو فيها فوق صوت السيد .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص