السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
فكرية شحرة
كن غيرك
الساعة 10:23
فكرية شحرة

رمضان فرصة سانحة كي تلتقي بإنسانيتك الغائبة, وتشعر بأحاسيس من هم دونك معيشة فقد برزوا أشد بؤسا وفقراً , و وضع الناس لا يحتمل التجاهل ولو حرجا.

و رغم أن المليشيا حولت الشعب بظرف عام واحد إلى طبقة متساوية المعاناة إلا أن هناك من مازالت الأرزاق تعرف طريقها إلى حجورهم بقدرة قادر.

هؤلاء القادرون هم الذين يقع على عاتقهم مساندة الآخرين فهذا الشعب كالطفل اليتيم الذي قتل الانقلاب أبيه و اغتصب أمه واستولى على مالها وماله  ورماها شرعية بلا شرعية طريدة مهجرة في دول الجوار تتسول ما يستر عوارها وقد تركت بنيها خلفها بلا معيل و لا كفيل.

في هذا الوضع المعيشي الصعب أصبحت أعظم القربات إلى ألله هي التقرب إلى فقرائه و مواساتهم وتلمس حاجة المتعفف بالذات منهم.

هذا هو زمن الطوفان الذي اغرق البعير والقشة التي قصمت ظهره بعد أن سلمها رقبته.
وفي الطوفان تطفو حقيقة أنا وبعدي الطوفان أو تتجذر مقولة نفسي.. نفسي يا رب و قلة هم أولئك الذين يتذكرون الآخر  وحاجته فيؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم ألف حاجة.
هذا هو وقت التكافل والاكتفاء بأغنياءنا كي يعولوا فقرائنا فلا دولة تعيلهم أو توفر أشغالا لهم أو حتى عملة تعيشهم.

فلا داعي لإحياء طقوسك الرمضانية على مائدة رمضان فهناك من لا يجد مائدة من فتات.
ومن العار أن تنام مصابا بعسر هضم وهناك من نوى الصيام جائعا.
و من المعيب أن تستدير كرشك في رمضان والناس حوامل بكل هم وفقر.
ومن المستنكر أن تتجشأ في نهار رمضان و بطن غيرك تقرقر خاوية.

إذا لم تتجلى معاني الإنسانية والشعور بالآخر في زمن هذه الجائحة فلا فائدة من شعارات الإنسانية التي يرددها الحداثيين ولا معنى لمبادئ الدين التي يلوكها الأصوليين.
لعل الشيء الذي سيجمع قلب هذا الشعب هي النكبات وليست المفرحات وكما وحدتنا ضربة زلزال من أقصى اليمن إلى أقصاه بشعور الخوف والقلق يجب أن توحدنا ضربة الفقر هذه وتجعلنا نشعر بشعور الأخر وهو الجوع والشبع.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص