الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد القحطاني
(يا حب ) !!
الساعة 18:14
محمد القحطاني

نشر عبدالرشيد الفقية منشورا في صفحته على الفيس بوك ، قال فيه إنه استيقظ صباحاً و لم يستطع إيجاد بعض الأدوية التي يستخدمها كونها معدومة ، و لمن لا يعرف عبد الرشيد ، فهو الناشط الحقوقي زوج ' الناشطة الحقوقية ' رضية المتوكل صاحبة السبق العلمي لمصطلح " ضحايا الراجع" و مصطلح "مليشيا هادي " و " الحياد و الأطراف المتصارعة " ، فبادر الدكتور الشاب الأنيق حمزة الكمالي - من وفد الشرعية بالرياض - بالرد عليه قائلاً : ( الف سلامة عليك يا رشيد اسمعني ابعث لي اسمه وانا بارسله لك من هنا يا حب). هكذا نسختها كما رسمها في التعليق. 

( يا حب ) و حدها هذه الجملة كانت كفيلة بجعلي ابتسم مستشعراً دفء العبارة كما لو أن فاتنة نادتني بها ذات ليلة محفوفة بالضجر و الأرق ..! 

جميييل جداً أن تجد هكذا أشخاص يحتفون بك للوهلة الأولى دون أن تطلب حتى مساعدتهم ، ياله من شعور ؛ فعلا شعور قلما نجد من يهدينا إياه في عالم اليوم . كم نحتاج الى من هم أمثالك يا حمزة في حياتنا؟ لا أستطيع إخفاء مشاعر الغبطة تجاه عبدالرشيد لحصوله على هكذا صديق .. هنيئا لكما هذا الود و هنيئا لحمزة هذه الشهامة التي لا تعكس سوى أصالة  اليمني صاحب النخوة و رجل المواقف..! 

(يا حب ).. أعذروني لتكرارها، فللعبارة و قع السيمفونية على مسامعي .. تباً لك يا موزارت ، و تباً لك يا بيتهوڤن لأنكما لم تستطيعا تشتيت سمعي عن دفء هذه الجملة.

كيف سيبدو حمزة أنيقاً لو قال بالأمس أرسلوا لي ملف الجريح رامز الشارحي الذي يحتاج ١٢٠٠٠$ و أنا أقدمه للجنة معالجة الجرحى كي ننــقذ قدمه من البتر؟ تخيلوا معي فقط كيف كانت ستبدو ربطة عنقه تشع نوراً و هو يقرأ منشورات المناشدة التي نُشِر أحدها في صفحة الناشطة لطيفة علي تطلب فيه من يتبرع للجريح رامز؟! 

هل عرف حمزة و بقية وفد الشرعية بالجريح عبدالرحمن العامري الذي سافر الهند يرتجي دعم فاعلي الخير لإنقاذ حياته و هو يحتاج ثلاث عمليات أقلها بـأربعة ألف دولار  ؟! 
ما لا تعرفوه عن العامري هو أن ولده الوحيد سافر معه مرافقا و بقيت ابنته في تعز لا تعرف ماذا تصنع و أبوها و أخوها في الهند يناشدان فاعلي الخير فاضطر أحد الأشخاص إلى نشر اسمها و رقم جوالها على صفحات الفيس بوك طالبا عون الكرام.  و أنا أقرأ المنشور في حينه ، تخيلت كيف حالها و هي تستقبل مكالمات و رسائل من أناس لا تعرفهم ؟ كم ستجد من فاقدي الضمائر من يتصل ليعاكسها ؟! كم 'حيوان ناطق' سيرسل رسالة غرامية؟! لا تستغربوا .. هذه أشياء تحدث و متوقعة ١٠٠% و لو كان والدها طريح الفراش!! 

هناك مئات الجرحى تعفنت جراحهم و لم يجدوا حتى من يكتب عنهم منشوراً فيسبوكيا !! 
الحديث عن الجرحى مؤلم جداً و تفاعلنا معهم أمر يجعلنا ندس أنوفنا في التراب خجلا إن كان لا زال معنا حياء أو بقية منه. تعفنت جراحهم ، بُترت أقدامهم ، عوزت عوائلهم ، لنتبجح نحن بعنفوان ثوريتنا من خلف شبكات التواصل الإجتماعي ! ليس ثمة شيء أقبح من هذا النفاق! 

أعود للعزيز حمزة.. أنا لم استهدف انسانيتك التي قد يراها غيري مهترئة ، فأنت مشهود لك بالنضال و مقارعة الباطل، و ربما أكبر من أن ينالك قلم ، لكن ألم تستشعر ألم جريح و هو يقرأ تعليقك و يتمنى قطعة قطن؟! ألم تفكر في مراسلة عبدالرشيد بالخاص و لو تسمع معه حتى أغنية ميادة الحناوي ( أنا بعشقك )!
أما الشرعية ماذا عساي أن أقول : سوى قول الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا .. و لكن لا حياة لمن تنادي. 

و سلامتكم و المعذرة من حمزة!!

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص