السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محمد عبدالله القادري
الفوائد العشر التي تقدمها مفاوضات الكويت للحوثي
الساعة 20:26
محمد عبدالله القادري

تعتبر النقاط الخمس التي تم حولها التفاوض في الكويت  ليست الا مجرد هدية ثمينة تقدم للحوثي في طبق من ذهب ،  لأنها ذلك تصب في مصلحة الحوثي بشكل كبير ، ويجني منها فوائد عديدة تعود عليه قبل تنفيذها وبعده ، وسأتحدث هنا عن عشر فوائد للحوثي من خلالها .

١-  عامل "انتصار": فاذا فشل الحوثي في الانتصار داخل الميدان سينتصر من خلال المفاوضات ، واذا عجز عن الانتصار في الداخل سينتصر عبر الخارج ، واذا لم ينتصر عبر  المجال العسكري سينتصر عبر المجال السياسي، وكأن الحوثي يقول الله اكبر احد الانتصارين لنا اما الانتصار باللجان الشعبية او الانتصار بالمفاوضات والنقاط الخمس الاممية

٢- عامل "انقاذ": فكلما شعر الحوثي بالاختناق من شدة ارتباط الحبل على عنقه ، اعلن بقبول المفاوضات وتنفيذ النقاط  الخمس فاسترخى الحبل لينقذه من الموت، وكلما رأى تقدم زحف المقاومة نحو مشارف صنعاء توجه نحو المحادثات لتنقذه من الهزيمة ، وكلما احس بقرب مرحلة النهاية لجأ إلى ذلك الاتفاقات والمصالحة لتنقلة إلى مرحلة بداية جديدة ، وكأن الحوثي ليس الا مجرد صانع معروف وفاعل خير  وأتاه المفاوضات لتقيه مصارع السوء.

  ٣- عامل "عفو": فالحوثي يقتل الاطفال والنساء والشباب والكهول ويسفك الدماء ويقصف الاحياء ويحاصر المواطنين ، وينهب ويبطش ويتجبر ويفسد ، ويختطف ويعتقل ويسجن ويعذب ، ويفجر المنازل ويصادر الممتلكات ويتعدى على الحقوق .... ثم يعلن بعد ذلك تنفيذ النقاط الخمس الاممية ويذهب إلى المفاوضات فيمحى عنه كل ماسبق ويعفو عنه كل ماارتكب وفعل من جرائم ، وكأن الحوثي استخدم ذلك الصلح كفريضة الحج فغفرت جميع ذنوبه وخطاياه وعاد كما ولدته امه.

  ٤- "دافع معنوي": وهذا الامر تتم الاستفادة منه قبل تنفيذ الاتفاق والمفاوضات  ، وهو ماجعل الحوثي يقاتل براحته ، ويواجه بمعنوية عالية ، ويمتلك ثقة كبيرة ، وذلك من خلال معرفته بكيفية النهاية التي ستكون مستحسنة في الجانبين ، فاذا شعر الحوثي بالتعب والكل والملل والعجز والهزيمة ونفذ عليه السلاح والمال ، لجأ إلى المصالحة كمخرج حسن ومناسب من تلك الورطة التي قد تقع به ، وهذا ماسيجعل الحوثي رجل محظوظ توفرت له امكانيات الداخل ، وجاءته حلول الخارج .

  ٥-  عامل "حماية": وذلك من خلال الحصانة التي يمنحها والتي ستجعل الحوثي غير معرض للمحاسبة والمسائلة والعقاب والاقتصاص ، وهذا يعد بمثابة الدرع الحامي والواقي الذي يمنح الامان ويرمي السلام ويعطي الاطمئنان من حتمية الثأر وتنفيذ العدالة ووجوب الانصاف ، وهنا يكون الحوثي قد حصل على من يحميه ممن يقتص من سوء مما ارتكب وفعل.

  ٦- يعتبر القرار الاممي بالنسبة للحوثي عامل "شراكة": وذلك من خلال إذا فشل الحوثي في الحصول والسيطرة على الكل بطريقة الانقلاب فأن ذلك سيمكنه من الحصول على   الجزء في حالة العودة إلى القبول بالصلح ، فمحاولة الحصول على الكل لن تؤدي  في حالة فشلها إلى خسارة الكل ولكن ستؤدي الى الحصول على جزء باستخدام طريقة اخرى ، واذا فشلت عملية الانفراد من خلال الانقلاب ، فهناك عملية الحصول على الشراكة من خلال المفاوضات ، وهذا يعني ان الحوثي لن تحرمه جريمة انقلابه من استخدام المصالحة ليكون شريكاً في العملية السياسية التي جاءت نتيجة حل في تلك المفاوضات .

٧- عامل "مستقبل":  وذلك من  خلال الاحتفاظ بامكانيات ومقومات تساعد في تحقيق المستقبل المطلوب بسهولة ، فالحوثي الذي عجز عن بسط سيطرته على كل اليمن في الوقت الراهن فأن الصلح الاممي سيمنكه من تحقيق ذلك في المستقبل بسهولة من خلال وجوده كشريك سياسي ومركز اجتماعي وثقل قبلي ، وهنا يتضح لنا ان الامم المتحدة من خلال حلولها تقول للحوثي ان خدمتك واجبنا ومستقبلك يهمنا.

  ٨-  عامل "استمرار": 
وذلك يعني استمراره كعامل سياسي مؤثر ، وكتيار فكري طائفي بارز ، وكواقع فعلي له القدرة بأحداث التغيير واللعب في الاوراق على الساحة واستخدام اساليب اخرى يحقق بها اهداف خاصة من خلال تبني الغير القيام بها ، وخدمة الجوانب الظاهرة من خلال استخدام الوسائل الخفية ، وهي ماستجعل الحوثي يستمر في الخراب والدمار ونشر التطرف والارهاب باستخدام طرق مختلفة .


  ٩- عامل  "اعتراف": وكما هو معروف ان الجماعة الحوثية ليست حزب سياسي ولا مكون قانوني ، وانما هي جماعة متمردة انقلابية ارهابية يتطلب ان لايستخدم معها الحوار او يمنح لها السلام او يتخذ معاها الحل السياسي ، وهنا يتضح ان النقاط الخمس  التي تتضمن الحل السياسي تعتبر كاعتراف رسمي بالجماعة الحوثية .

  ١٠ - عامل "بقاء" ومعنى ذلك بقاء الخطر الحوثي في اليمن الذي يهدد كل اليمنيين ، وبقاء خطر ايران الذي يهدد كل المنطقة العربية ، فالحل الاممي ومفاوضات الكويت ليست حل جذري للمشكلة ولكنه الاحتفاظ ببقاء المشكلة .

هذه بعض الفوائد التي تدل على ان ان قبول الحوثي بأي حلول واتفاقات ليست الا مجرد اتجاه اخر  لبديل آخر يستخدمه وقت الحاجه إليه وكان المفترض ان يتم التعامل مع تلك المفاوضات وتنفيذ الحلول الاممية  من البداية وليس من بعد ان فعل الحوثي في اليمن كل مافعل  ، فأي حل او صلح او اتفاق مع الحوثي حالياً يعتبر خطوة متأخرة  قد فات اوانها.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً