الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
نجاح مفاوضات الكويت انتصار للحوثي
الساعة 17:34
محمد عبدالله القادري

 بأي حال من الاحوال ، أو طريقة من الطرق ، تتم فيها نجاح المفاوضات في الكويت بين جانب الشرعية والانقلاب ، فأن ذلك الامر لا يعتبر إلا نجاحاً للحوثي فقط ، طالما وتلك المفاوضات ستبني نجاحها على اتفاق يتضمن مشاركة طرف الانقلاب في تسوية سياسية وحكومة شراكة ، وهو مايعني بقاءه على الارض بصورة مختلفة والحفاظ عليه داخل السلطة والحكم كشريك متواجد يستطيع الحفاظ على كيانه المتفشي داخل الوطن واجهزة الدولة .

كم يعتبر الحوثي "محظوظاً" عندما تنجح محادثات الكويت ، فلقد انقلب على الدولة وشرد الشرعية ونهب ممتلكات الوطن وثرواته ، وعاث في الارض الفساد ، ورفع صورة سيده في اغلب محافظات اليمن ، وفجر منازل خصومه ، واراق الدماء بشكل لم يشهده اليمن من قبل ، وملأ السجون بالمختطفين من اعلاميين وصحفيين وناشطين وعذبهم اشد العذاب ، وكان سبباً لنشوب حرب ضروس في الوطن ،وفعل وفعل وفعل ...... الخ ، وبعد هذا كله يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات ويخرج باتفاق يتضمن مشاركته في العملية السياسية والسلطة ، فأي حظ يحالف الحوثي كهذا الحظ .

 تنفيذ القرار الاممي او النقاط الخمس التي صاغت القرار بشكل آخر لا تصب إلا في مصلحة الحوثي أكثر من غيره ، إذ يقدم له هدية على طبق من ذهب تعفيه من كل الجرائم التي ارتكبها ، وتحميه وفق اتفاقات برعاية دولية وإشراف اممي ، وتحافظ عليه كشريك أساسي وفاعل سياسي مؤثر صعب القضاء عليه بأي طريقة أخرى كطريقة الحرب واستعمال القوة .

تسليم الحوثي للسلاح الثقيل لن تجعله يسلم كل مانهبه من اسلحة واختزنها في مخازن خاصة وسرية صعب اكتشافها بسهولة ، وانسحابه من النقاط المدن سيعوضها بتواجده بطريقة اخرى عبر الدولة والحكومة التي ستشكل ، وشراكة الحوثي في التسوية السياسية ليست إلا مجرد انتصار للحوثي ولإيران ولمشروعها الذي سيظل يحمل الخطر لليمن من داخله ، ويهدد الشعوب العربية خارجه .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص