الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود الطاهر
هل تصنع مفاوضات الكويت سلامًا دائما في اليمن؟
الساعة 17:32
محمود الطاهر

يبدو لي أن اﻷمر جديًا هذه المرة ﻹحداث سلامًا في اليمن، من خلال الاهتمام العالمي والضغط المتواصل على المملكة العربية السعودية وأطراف الصراع على السلطة، بالرغم من الخروقات والاستعدادات العسكرية الضخمة ومحاولة التقدم والسيطرة بين الفينة واﻷخرى.

الضغط المتواصل من بعض دول غربية وروسيا لاستمرار المفاوضات، وفي اﻷثناء الشحن اﻹعلامي، هل يمكن أن يصنع السلام في اليمن بعد عام دام سقط فيه الكثير من اﻷبرياء وهدمت البنية التحتية التي بناها اليمنيون في ثلاثة عقود؟

من خلال اﻷحداث الجارية والمستجدة، يطفو للسطح من وسط الفتنة تجار الحروب الذين لا يريدون للنار أن تخمد، ويعم بدلها اﻷمن والسلام، ليصبوا عليها الزيت، ويتهمون تارة صالح وتارة أخرى اﻹمارات وتارة أخرى اﻹعلام بخرق الهدنة؛ يبدو أن هناك محاولات كثيرة من قبل اﻹخوان المسلمين لصب الزيت على النار لما يرون أن استمرار ذلك ارتزاقا خاص لهم، لاسيما وأن المملكة امتنعت عن الصرف خلال فترة الخمسة اﻷشهر الماضية نظير اﻹساءة لبلدانهم.

منذ بدء المفاوضات اليمنية في الكويت بين أطراف الصراع، ينبري نشطاء اﻹخوان المسلمين التي فتحت القنوات الخليجية والمصرية فضائها لهم لبث سمومهم للشعب اليمني، يعملون على تشكيك وتفريق وجهات النظر اليمنية كل ما اقترب الفرقاء على الحل.

خلال الفترة الماضية ومنذ أول جلسات يعملون على صناعة إشاعة وتسريبها الغرض منها تكدير السلام وخلط اﻷوراق، حتى لا يصل المتحاورون أو المتفاوضون إلى الحل. فاعتبروا أن الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام يفاوضون من أجل شرعنة “الانقلاب”، وفي نفس الوقت يتهمون وفد الرياض بالمتردية والنطيحة ليمارسوا عليهم ضغطًا إعلاميا، ويخوفون هادي الذي يقضي كل يومه لمتابعة حديث هؤلاء النشطاء على تلك القنوات.

واعتبروا أن تنازل وفد “شرعيتهم” أيضا هو تنازل عن العرض والدين كما يقولون، ويتحدثون كل يوم في اﻹعلام وقلوبهم ليست مع اليمنيين أو وطنهم، وإنما أيديهم عليها خوفًا من أن يعم السلام.

عندما قدم وفد صنعاء رؤيته إلى إسماعيل ولد الشيخ لتنفيذ القرار اﻷممي 2216، والتي نصت على تشكيل حكومة شراكة وطنية جديدة من القوى السياسية كافة، تكون مهمتها تسلُّم الأسلحة، باعتبارها سلطة رسمية.

وسيكون على هذه الحكومة مهمة التحضير لاستكمال الاستفتاء على مشروع الدستور والتحضير لانتخابات جديدة، اعتبرها نشطاء اﻹخوان المسلمين إنها شرعنة “للانقلاب”، علمًا أن حوارات السلام في أي مكان بالعالم تحتاج إلى توافق سياسي وتنازل من أجل السلام.. فلماذا يرفض ذلك اﻹخوان؟

آخر ذلك هي الحملة التي يشنها اﻹخوان المسلمين وحلفاء الرياض فيما يخص معسكر العمالقة الذي سقط في اﻷساس مع سقوط العاصمة اليمنية صنعاء وأصبح الحوثيين هم من يتحكمون به، وذلك بحسب رأي مقدمة لجولة أخرى من الحرب.

ولدي يقين أن إيعاز الرياض لعملائها بفتح الحديث عن هذا المعسكر في التوقيت الحالي له رسائل ودلالات واضحة، أهمها.

- صرف النظر عن حديث الرئيس السابق علي عبدالله صالح لقناة روسيا اليوم، كاشفًا ملفات قوية غابت عن اليمنيين لقرون.

- محاولة ﻹفشال محادثات الكويت بعد أن وجدت أن المفاوضات ستنتهي باستقرار وسلام لليمن.

- إعادة طائراتها لقصف المزيد من اﻷهداف والمدن والبنية التحتية زودها لها جواسيسها في العاصمة اليمنية وبعض المدن اليمنية.

وما تعزيزها بمعدات عسكرية وصفت بالضخمة إلى مأرب اليمنية إلا مؤشرات لذلك..

ومع كل ما ذكر آنفًا هل تستمر قافلة المتحاورين في المضي قدما استجابة للضغوط الدولية، وتخيب آمال اﻹخوان المسلمين ودولتهم الكبرى.. أم أن هناك خططًا أخرى يتم ترتيبها حتى لا تقوم لليمن قائمة؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص