الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود الطاهر
اليمن.. والقادم المرعب
الساعة 18:03
محمود الطاهر

المتابع للأحداث في اليمن والحوار القائم بشأنها في دولة الكويت الخليجية، والمستجدات العارضة قد يجد أمامه خطوطًا قريبة إلى بعضها في ألوانها لا يستطيع أن يفرق بينها، لكن هناك بعض أثقب تتصل بتلك الخطوط تكشف بعض التفاصيل.

لعل البعض يتفاءل بالمخرجات التي قد يخرج بها المتحاورون في الكويت بسبب ما يعتبرونه أن المجتمع الدولي لاسيما السلطات السعودية عازمون على إنهاء اﻷزمة السياسية في اليمن والخروج بأقل اﻷضرار بعد أن “فهمت الحوثيين وفهموها” وأن هناك سوء فهم حدث منذ البداية وأن لا وجود للمجوس في الجار الجنوبي كما أشاع البعض.

لنكون من المتفائلين رغم تشاؤمي من النتيجة التي سيؤول إليها المتفقين “المحاصصة” إن قدر الله للمؤتمر هذا النجاح، ولكن أقل اﻷضرار هي سمة نهاية حرب استمرت لعام ونيف دون أن تستطيع 11 دولة من حسم حربها في اليمن أو النجاح في أي بقعة وصلت إليها.

في يومه الثاني اختلف المتحاوين على أي النقاط التي يجب البدء في المحادثات بها، وكأنهم لا يريدون الحل رغم أنها نقاطًا سيتم الانتهاء منها وبدء العمل بها إن كتب للتفاوض النجاح ورحل هادي وجاءت بدله حكومة مؤقتة من كافة الأطراف لتنفيذ ذلك.

أول فشل يسجل على وفد الرياض هو رفضه لبيان تثبيت وقف العمليات العسكرية، ويرى أهمية استمرار الطلعات الجوية، ليأتي الرد سريعًا من الرياض، وأمر بتعيين عبد العزيز جباري متابعا لوقف إطلاق النار من طرف “الحكومة” وفي اﻷثناء أوقف التحالف الطلعات الجوية أو القصف الجوي لتكون تلك رسالة إلى وفد الرياض أن اﻷمر والقرار ليس بيدهم، وهم مجرد “كومبارس” وما يملى عليهم يجب أن ينفذ.. وهذا يؤكد حديثنا أن لا قرار لهم.

مفاوضات الكويت يا سادة نتائجها محددة سلفًا، وسجلوا هذا الكلام لديكم، ستكون النتيجة هي تخلي السعودية عن اﻹخوان المسلمين وهادي، التزاما منها بالمحادثات المباشرة التي جرت في الحدود اليمنية السعودية بينها وبين الحوثيين، مقابل شروط عدة أهمها قناة سلمان والطاعة التخلص من الرئيس السابق علي عبدالله صالح عقابًا له لعدم التحالف معها في قتال الحوثيين، وهي صفقة قد لا يستطيع الحوثيين تنفيذ النقطة اﻷخيرة منها بسبب قوة صالح، وفي حال أرادوا تنفيذ ذلك قد ينقلب السحر على الساحر.

حديث محمد عبد السلام المتحدث باسم جماعة الحوثي لصحيفة سعودية، والتي ينكر غالبية ما يتحدث عنها اﻹعلام الخاص بالحوثيين، لها رسائل هامة أوردت شيئا منها في هذا الموضوع ومواضيع أخرى سابقة.

ورغم يقيني أنه جرى على حواره تعديلات وتوجيها لبعض حديثه ليبدو أمام الرأي العام إعلان جماعته الاستسلام للملكة والخضوع لها، وإعلان النصر السياسي لمحمد بن سلمان الذي يقود الحرب، فإن فيها أيضا رسالة هامة عندما تحدث أن الرياض وعدته بأن تكون على مسافة واحدة من الجميع.. وأنه حان وقت السلام.

مسافة واحدة مع الجميع، أي أنها لن ترى اﻵن الحوثيين في اليمن مجرد إيرانيين أو مجوس يجب اقتلاعهم، أو يجب إعادة عبده ربه منصور هادي إلى الحكم بالقوة العسكرية، وإنما ستكون عادلة هذه المرة، والعدل هو أن يتنازل الجميع من أجل السلام، وفقًا للمبادرة الخليجية.

المبادرة الخليجية في أحد بنودها تقول إن اختيار الرئيس اليمني لمدة عامين فقط، وهذا يعني أن المبادرة في أي حل سياسي ستكون حاضرة، وأن عبده ربه منصور هادي الذي انتهت فترته الانتقالية وفقًا للمبادرة في 22 نوفمبر 2014، وهذا يعني أن هناك رئيس جديد يعلها هادي.

ولهذا استبق هادي لعرقلة هذا اﻷجراء بتعيين علي محسن اﻷحمر نائبًا له، والرجل ذو التاريخ الانقلابي أحمد عبيد بن دغر رئيسًا للحكومة ﻹثناء الحوثيين وصالح من مطالب نقل الصلاحية، وإعادة هادي لممارسة صلاحياته حتى لو لستة أشهر، لكنه غاب عليه الاتفاق السياسي الذي قد يبرم بعد انتهاء مفاوضات الكويت.

قد ينتهي الحوار بتشكيل حكومة وحدة وطنية من مختلف اﻷطراف هي حزب المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك والحوثيين والحراك الجنوبي، يمثل كل منهم ما بنسبته 25 % فيها، وسيكون رئيس الحكومة أحد الشخصيات المتواجدة في الكويت، وهذه الحكومة هي من ستتسلم صلاحيات الرئيس كاملة، وهنا قد تنتهي حرب السلطة الرئيسية ولتبدأ حربًا أخرى.

ما يقلق بالفعل هو ما خلفته الحرب في اليمن من آثار على المجتمع اليمني، ومآسي تنتظره خلال الفترة القادمة من خلال الثارات التي ستكون أحد عناوين المرحلة القادمة، وكذلك الاقتتال الداخلي على أساس مناطقي إضافة إلى الطائفي، وأبرزه تواجد القاعدة والدولة الإسلامية “داعش” التي دخلت بكل قوة إلى الخط اليمني.

عبده ربه منصور هادي سيكون أحد الشخصيات الذي سيتم إقصائه ولهذا سيلعب على إثارة الفوضى عن طريق أذرعه في عدن، وكذلك علي محسن اﻷحمر القيادي اﻹخواني سيحاول دب الفوضى في الشمال.. هذه جزء من عناوين حروب تنتظرها اليمن، وما القتال بين جماعة حسم السلفية وأنصار المخلافي في تعز إلا نواة لقادم مرعب.

 

عن محيط

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص