الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
السر الحقيقي وراء ذهاب الحوثي إلى الكويت
الساعة 17:19
محمد عبدالله القادري

 ثمة تساؤلات وعدة استفسارات تدور حول مؤشرات رضوخ الجماعة الحوثية للصلح كمايبدو ، وذهابهم للسعودية لتناول الكبسة وتوجههم للكويت للجلوس على مائدة محادثات ومفاوضات قد تنتج إلى حل سياسي في اليمن ، ولكن ياترى ماهو السبب الحقيقي وراء ذهاب الحوثي إلى الكويت الذي قد  ينتج عنه القبول بالحل السياسي وتطبيق القرار الاممي وتسليم اسلحة الدولة ومؤسساتها ؟؟؟

  كما هو معروف ان المشروع الإيراني الصفوي حقق خطوات نوعية في اليمن فيما يتعلق بالجانب الفكري  بعد تحقيق الانقلاب الحوثي ، واستطاعت الجماعة الحوثية ان تسقطب عناصر كثيرة من اغلب المحافظات اليمنية وتؤثر عليهم تأثير فكري عقائدي قوي ، وهي تعتمد على قياس القناعة الفكرية في تصنيف من يواليها ، ولأن هذا الأمر يهمها كثيراً فقد خافت مؤخراً على انتهاء كل ماحققته من تأثير  فكري في المجتمع ، فقررت ان تحافظ على ماتبقى من كوادرها ولو كلفها الأمر ان تذعن للصلح وتسلم الاسلحة وتتخلى عن مؤسسات الدولة .

  الجماعة الحوثية ذهب لتفاوض في الكويت من اجل مصلحة مشروعها الفكري وليس لأنها تريد مصلحة الشعب اليمني فلو كانت تريد مصلحة الشعب لما انقلبت على دولته وعبثت بمؤسساته ، ذهب الحوثيون للمفاوضات من اجل الحفاظ على ماتبقى من ارواح كوادرهم الفكرية أبو تمساح وأبو بنانة وأبو .... وليس على أرواح ابناء اليمن فاليمنيين في نظر عقيدة الشيعة ليس إلا مجرد زنابيل تزهق ارواحهم وتراق دماءهم فداء للسلالة المقيتة والدفاع عنها .

 اغلب الذين سقطوا في المواجهات وهم يقاتلون في صفوف الحوثي وانقلابه ينتمون إلى القبائل اليمنية الذين يعتبرهم الحوثي "زنابيل" ، وأما الكوادر الفكرية الحوثية فقد تم الحفاظ عليها وجعلهم في المناصب والكراسي والغرف المحصنة يديرون اموال الدولة وينهبون خيرات الشعب ، ولأن الحوثي يدرك ان اطالة امد الحرب وعدم الرضوخ لحل سياسي سيكلفه استنزاف كوادره الفكرية والقضاء عليها في حالته ان استمر في المواجهة حتى النهاية ، وهذا جعله يذعن للمفاوضات كي يحافظ على مشروعه الفكري حتى وإن خسر مشروعه الانقلابي .

 قبول الحوثي بأي حل سياسي يعتبر هزيمة عسكرية للمشروع الإيراني الحوثي الإنقلابي في اليمن ، ولكنه في المقابل انتصار سياسي يتمثل في شراكة الجماعة الحوثية في السلطة ، وانتصار فكري يتمثل في الحفاظ على العناصر الفكرية ، وهذا مايجعل المشروع الفكري مستمر في اليمن حتى تتسنى الظروف لتحقيق إنقلاب آخر في ظل ظروف عالمية ودولية أخرى ، تمكن إيران من ترسيخ اقدامها في اليمن والتوجه بعدها نحو بقية دول الجزيرة .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص