الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
اليمن تحتاج نانسي، لا بطل
الساعة 15:43
أروى عبده عثمان

اليمن تحتاج نانسي ، لا بطل 
"نانسي عجرم " الضرورة ، لا القائد ولا السيد ولا الزعيم ولا الفقيه الضرورة .. 
                                                **
" طوبى للشعوب التي ليس بها أبطال " (بريخت )، و" تباً لأمة تحتاج إلى بطل " (جاليليو ) 
" سيلفي " مع نانسي : 
                                                 **
المجتمع الذي يخلو من فيروز ويجرم نانسي عجرم ، ويستخف بفريد الأطرش ، ويحرم الرقص والغناء ، ويجرم المزمار ، ويعتبر كل من يمتهن البهجة من غناء ورقص وموسيقى " ناقص / مزين /دوشان / خادم " ، بل ويسقط حقه في الدين والميراث والمواطنة ، المجتمع الذي يغتال بدم بارد أهم فنان في الساحة اليمنية علي السمة ، ونادر الجرادي ، ويلاحق نبيل العموش ، ويكتم كل دندنة ومهجل وإيقاع ، المجتمع الذي يعد وجه المرأة عورة ك " ..." وصوتها وحركتها عورة ، ويصورها بشكل حمار وشيطان ، المجتمع  الذي يستلذ بزواج الطفلات ويقتلهن في ليلة الدخلة ،  المجتمع الذي يعتبر الفرح لعنة ، والفنون فجور ، وحب الحياة ينقض الإيمان ، المجتمع الذي يتعايش مع الإرهابي أبو حزام ناسف ويعتبره المجاهد في سبيل الله ، ويستل سيف الله  ليقتل من يخالفه  في الدين والمعتقد ، .. المجتمع الذي يلهج بهستيريا ومسعورة "لا إله إلا الله والإرهابي حبيب الله " ، المجتمع الذي يعبد  العكفي والفقيه ، والشيخ والسلطان الجائر ، المجتمع الذي يبطش ببعضه باسم الجهاد ، وكلما جاع نهش جاره ، وصديقه ، ونفسه ، المجتمع الذي مدارسه وجامعاته وأساتذته وأكاديميه ونخبه يلتحفون قاع سيد الكهف وزعيم النفق ، وفقيه وشيخ " أخجلتمونا" ، المجتمع الذي يرهن حاضره ومستقبله لزعماء وأبطال لا يفكون الخط وأن فكوه يكون بفتوحات المجازر ، والغزوات ، وتفتيش الفكر والضمير ، وفنية حشود الله تلهج بسلام الله على الطغاة ، الذين صورهم تتسيد قوائم الإرهاب الدولي ، هذا المجتمع / الديناميت الذي تخلو مشتقاته من دندنة ،وملالة ، وآه ياليل ، و"السارع" ، و"الشرح" في رقصاته المتنوعة ،  وشجن "ظالم شغل بالي" ، وفرائحية "محلا نقشة الحناء"  وو..الخ ، المجتمع /البارود  الذي يفجر ويتفجر في كل من حوله ، ولا يقبل إلا بديناميت مثله يماثله في كم التفجير والأشلاء ، والسبب أنه لا يتنفس ، معكوم بغرائزه ، وانغلاقه على العالم و على الحياة ، فحياته الأبدية هي القبر والآخرة ، غرائزه واحتياجاته الطبيعية يفرغها بكم الحروب والحروب المؤجلة ، بالجهاد والجهاد المعاكس ، "خُلقنا للجهاد " ، و" وحيا بشربة الدم " و ط المعارك لعبتي والحرب فني " ،كما ترعد أناشيدهم وزواملهم في الشوارع والمدارس والجامعات والإذاعات والقنوات ،   مجتمع الديناميت في الألفية الثالثة /2016 بلا مسرح ، بلا سينما ، بلا متحف ، بلا حديقة ، وبلا فرقة غنائية ، بلا معهد موسيقي ، بلا نوتات "دو ، ري ، مي ، فا ، صول ..الخ ، بلا إيقاعات ، بلا مسرح مدرسي ، أطفاله في المدارس بلا حصص موسيقى ورياضة ،  مسرحه الوجودي الوحيد غزوات وانفلاتات وحصارات في تعز وعدن ، والحدود ، وصعدة ..الخ متحفه الأوحد مقتنياته من نهب الدولة ومؤسساتها ، وخزائنها والبنوك والمجهود الحربي للمليشيات والمليشيات البديلة والمناوبة في المدن والريف ، رقصته الوحيدة " رقصة الثعابين " ، كما عنوّن بها اليمن مخترع الرقصة الشهيرة "الرقص على رؤوس الثعابين ": علي صالح . 

لذا ، لا نستغرب هيجانات "السلفي" ، " صورني وأنا ..."  التي تطيش على وجوه من يعدون آلهات /أبطال ، أكانوا في مسرح العبث المليشاوي في ميادين " الستين" أو "السبعين " ، أو الرياض مؤخرا . 
فلكلور الهذيان والحرب "سيلفي / صورني " ، يغدو كجعبة متنقلة منفلتة هنا وهناك  .. فلماذا تستغربون ما يحدث في مجتمع الديناميت ، فجر " ببسملة "الله وأكبر" ، وصورني سيلفي .. لماذا؟ 

ولماذا تندهشون وتتبارون بمن يحشد أكثر وبأن حشد السبعين أقل من حشد الستين أو العكس ؟  المجتمع المغلق على الحرب والحصار والمنع والتجريم للحياة والموسيقى والبهجة يعيش كذبه ونفاقه وجيشاناته في مسرحه الأوحد : مسرح الديناميت ، وبمسرحيته الأبدية : " الطاعون " ! إنه المجتمع الذي يستلذ بعالمه السري المغلق المكتوم المعتم المريض والمأزوم  ، ويقتل ويكفر ويزعق في خطب الجمعة واحتفالات انتصاراته الإلهية على مدار الساعة ، في وجه امرأة فاتشة الوجه ،  يزمجر على خصلة شعر أنسلت من تحت حجاب وكأنها القيامة .!  مجتمع يحرم ويجرم كل شيء في الداخل ، ويحلل كل شيء إن غادر الوطن / الديناميت .

قبل ، قطف خبر :  
مجتمعنا يلزمه أن يتنفس دندنة ، يحتاج بالضرورة إلى أكثر من فيروز ونانسي عجرم ، أكثر من اديل ، أكثر من كاظم الساهر ، محمد منير ، ليناردو دي كابرو ، جوليا ربرورتس وو..الخ 
 لو كان معنا أحد هؤلاء  ، يمين الله ما يخرج نفر / إنسي /طُري  يبحث بهستيريا عن سيلفي مع  ديناصورات /أبطال الحرب والجهاد الطغاة وضدياتهم في ميادين  السبعين والستين ، وجرف سلمان ، حتى لو غرروا بالناس من أن لديهم  وصفات علاج الإيدز والفقر وفتوحات القدس والبيت الأبيض ، ومفاتيح الجنة وخزائن قارون ، لن يحتشدوا فنغم من "نحنا والقمر جيران " و" هللو" و" أطبطب" لا تساوي ملايين الحشود .. افتحوا مجالات الحرية لنانسي واحدة ، أسماء المنور واحدة ، واسمحوا لشروق ، ورويدا وأحلام وو..الخ يمين الله سينتكس ويخجل كل سيلفي يطرطق في حضور أصنام  الحرب والمنع والحرام والحلال ، والخصوصيات والثوابت ، والمجتمع المحافظ ، والقبيلي العسر وزواملهم القاحلة إلا من الموت والإستشهاد ..الخ ، بل ستتوجه الطرطقة و الأضواء مباشرة لسادة وسيدات البهجة والإنسان والحياة سادة وسيدات الموسيقى والرقص . 

                                                    **
في السبعينيات وبداية الثمانينيات أي قبل الغزو الوهابي المؤفغن للإسلام السياسي ، ومؤخراً نسخة الإسلام السياسي لولاية الفقيه ،  كانت سينما بلقيس والمراكز الثقافية ، وساحات صنعاء ، وعدن والجنوب تلتهب بالآلاف  من الباحثين عن السعادة الطبيعية  للإنسان في الفن والموسيقى والرقص ، والكاميرات تطرطق بملايين  الأضواء ، واليمنيون واليمنيات يقشننون بسعادة متناهية في حضرة ، رجاء باسودان ، وتقية الطويلية وصباح منصر ،وأيوب طارش  وثابتة ،  وعلي بن علي الأنسي ، والسنيدار ، والعزاني وأحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله وفيصل علوي ..الخ ، وفرق الرقص الشعبي في كل محافظات الشمال والجنوب ، الريف والحضر .. أيضاً كانت قاعات السينما تعج بالآلاف في كل أنحاء اليمن بما فيه قاعة السينما في ذمار ، ورداع ..

قطف خبر : 
اليمن تحتاج إلى نانسي ، لا إلى مجاهد صنديد عند الحدود أو في تعز ، لا نحتاج إلى مقاوم ، ومقاوم الضد  .. في حضرة سادة وسيدات البهجة سيختفي سيلفي وصورني ، ل : أسد السنة وقاهر الدواعش ووحش الروافض ، والحوثي أدام الله رعبه ، وذئب الثورة ، والنمر المفترس ، ومكافح الحوافيش ..الخ من ألقاب الإستذئاب ، القاب الوحوش إذا حشرت ، ألقاب أبطال الغابة للغابة المضادة والغابة المناوبة ..
نانسي ، وأديل تكفيان ،  لتكون اليمن : الوطن الذي يسير مع الأوطان الكثيرة المتقدمة لا خلفها ولا أسفلها بمليون قدم تحت الأرض ، اليمن المرتبط بالمنظومة الكونية لحقوق لإنسان ، حقه في الموسيقى والثقافة والفنون : حيث لسان حاله : "أنا إنسان يمني سعيد ، إذن أنا موجود " .. 
فما قحط إلا قحط الموسيقى .. لا قحط الرجال كما تقول حكمة مجتمع آلهات الجهاد في اليمن التي أجدبتنا وقتلتنا ولم تشبع بعد . 

                                                        **
سيلفي البهجة :
نانسي .. ممكن سيلفي في الحصبة ، و سيلفى في صعدة القديمة ، وسيلفي في قاع جهران وجرف سلمان ،  سيلفي عند باب اليمن ، وباب الكبير بتعز ، سيلفي على خشبة المسرح القومي بصنعاء القديمة ، سيلفي عند المدينة السينمائية في خور مكسر  أو أحسن عند معهد " السارع " الدولي للرقص  في الجراف ، أوالمتحف الدولي للفنون في مأرب ، ومعهد السالسا والسامبا في عطان .. 
و سلام الله على نانسي ..وكل فنان وفنانات اليمن ..
الخبر زلج 
وإلا كيف تشوفووووا؟ 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص