الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
من الخائن غداً..؟
الساعة 22:47
أحمد طارش خرصان

يبذل البعض - وبتفانٍ - الكثير من الجهد ويسعى لأن لا يكون محترماً ، دون أن يدرك أن قليلاً من الجهد يكفي لأن تكون سيئاً ، وبدرجة كافية لأن تحصد إشارات المقت والإمتعاض وإيماءات مقتضبة من قلة التهذيب .

يندفع البعض لأن يظهر الحقيقة التي هو عليها ، ويكشف بمجانية رخيصة أولئك الذين ، نجحوا في أن يكونوا أدوات مستهلكة وتافهة .

لم يقل بحاح في توضيحه لما حدث سوى ما يجب أن يعيه الجميع ، ويدرك خطورة ما أقدم عليه هادي ، إعتماداً على كافة المرجعيات التي ينادي بها اليمنيون ، كي تكون نقطة أو محطة لاستعادة البلد من براثن التمرد والإنقلاب .

أثار بيان أو منشور بحاح ردود أفعالٍ ، كان معظمها منفلتاً وفاقداً للتهذيب واللياقة ، وبما يمكن أن يضعنا أمام حقيقة مرّة وبائسة تقول ( إننا لم نتعلم بعد ، وأن ما تعرض له البلد ونحن ، لم يكن كافياً لأن نبتعد عن حماقاتنا وخيباتنا ).

يذكر الإعلامي أحمد الشلفي في منشوره نقلاً عن هادي حيثيات إقالة بحاح ، والقول بحسب هادي : إنه لم يعد ممكناً للشرعية أن تمضي في طريقين مختلفين ، مضيفاً وعلى لسان هادي : إن علاقته ممتازة مع جميع دول التحالف، وفي المقدمة السعودية والإمارات .

ما يعني أن بحاح كان يسير بالحكومة صوب طريق آخر ، لم يصرح به الشلفي ، برغم إدراكنا لما يرمي إليه الشلفي .

بعد ساعة واحدة من منشور الشلفي أتحفتنا توكل كرمان من منفاها الوطني بما يمكن أن يكون توجهاً جماعيا لها والقطيع الذي ترعاه ، متهمةً بحاح ومطالبه بأنها لم تعد لتمثل غير الجماعة الإنقلابية .
ولعل ذلك ما دفع بياسين التميمي لكتابة مقاله الموسوم ( بحاح إذ يحاكم إقالته بحجج الإنقلابيين ) والذي لم يحد عن سابقيه في اتهام بحاح وتخوينه .

وذلك هو ما جعل عبدالحكيم هلال لأن يؤكد حقيقة هذا التوجه عبر منشوره في صفحته ، ويحاكم بحاح وكأنه جندي( حوثي ) أسير ، تمكن المقاومون من أسره وبحوزته ما يثبت تورطه في علاقة مشبوهة مع الرئيس السابق صالح .

لم يبتعد سام الغباري كناشط ( وحزبي جديد ) أدخلت عليه بعض التحسينات الضرورية ، لأن يذهب لكتابة مقاله الموسوم( بحاح برادعي اليمن.....) ، فيما ذهب آخر ليقرر في مقاله إن بحاح انتحر سياسياً .
طيلة الأعوام السابقة كنا نحذر من هذه الإنفلاتات الحمقاء ، والإستحواذ الخادع لقيم الوطنية والنضال والكفاح والمقاومة ، والتهور القميء لإتهام الآخر بالخيانة والعمالة والإرتزاق ، وفوق ذاك تجريده من وطنيته .

ينتهج ناشطو الإصلاح هذا النهج المتهور بعيدا عن القراءات النزيهة والواضحة لكل ما يحدث ، وبما يثبت أن ناشطي الإصلاح وإعلامييه ، ما زالوا أسرى حقبة التعميمات الموحدة ذات البعد الواحد والحكاية الواحدة والهدف الواحد والتهمة الواحدة .

لا زلت أحتفظ بالشتائم والنعوت السيئة - التي أطلقها من يتهمون بحاح اليوم بالخيانة - والتي طالت هادي عقب مقتل القشيبي في عمران .

ربما تأخذنا هذه العقليات المنفلته للتنبؤ بمنْ عليه الدور غداً ...؟
مع إبماني أننا في الداخل - وبنظر أولئك المناضلين - لن نكون سوى أدوات طيّعة ، قدمت خدماتها الجليلة لميليشيا الموت ، ولن نحظى بأكثر من تهمة لائقة بخائن وعميل ومرتزق ، وسنعيش لكي نرى من يمارسون بطولاتهم الورقية من غرف الفنادق والمنتجعات ، أكثر وطنية وولاء للوطن 
الوطن الذي أسقطه الغوغائيون من حساباتهم ...

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص