السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أحمد طارش خرصان
من الخائن غداً..؟
الساعة 22:47
أحمد طارش خرصان

يبذل البعض - وبتفانٍ - الكثير من الجهد ويسعى لأن لا يكون محترماً ، دون أن يدرك أن قليلاً من الجهد يكفي لأن تكون سيئاً ، وبدرجة كافية لأن تحصد إشارات المقت والإمتعاض وإيماءات مقتضبة من قلة التهذيب .

يندفع البعض لأن يظهر الحقيقة التي هو عليها ، ويكشف بمجانية رخيصة أولئك الذين ، نجحوا في أن يكونوا أدوات مستهلكة وتافهة .

لم يقل بحاح في توضيحه لما حدث سوى ما يجب أن يعيه الجميع ، ويدرك خطورة ما أقدم عليه هادي ، إعتماداً على كافة المرجعيات التي ينادي بها اليمنيون ، كي تكون نقطة أو محطة لاستعادة البلد من براثن التمرد والإنقلاب .

أثار بيان أو منشور بحاح ردود أفعالٍ ، كان معظمها منفلتاً وفاقداً للتهذيب واللياقة ، وبما يمكن أن يضعنا أمام حقيقة مرّة وبائسة تقول ( إننا لم نتعلم بعد ، وأن ما تعرض له البلد ونحن ، لم يكن كافياً لأن نبتعد عن حماقاتنا وخيباتنا ).

يذكر الإعلامي أحمد الشلفي في منشوره نقلاً عن هادي حيثيات إقالة بحاح ، والقول بحسب هادي : إنه لم يعد ممكناً للشرعية أن تمضي في طريقين مختلفين ، مضيفاً وعلى لسان هادي : إن علاقته ممتازة مع جميع دول التحالف، وفي المقدمة السعودية والإمارات .

ما يعني أن بحاح كان يسير بالحكومة صوب طريق آخر ، لم يصرح به الشلفي ، برغم إدراكنا لما يرمي إليه الشلفي .

بعد ساعة واحدة من منشور الشلفي أتحفتنا توكل كرمان من منفاها الوطني بما يمكن أن يكون توجهاً جماعيا لها والقطيع الذي ترعاه ، متهمةً بحاح ومطالبه بأنها لم تعد لتمثل غير الجماعة الإنقلابية .
ولعل ذلك ما دفع بياسين التميمي لكتابة مقاله الموسوم ( بحاح إذ يحاكم إقالته بحجج الإنقلابيين ) والذي لم يحد عن سابقيه في اتهام بحاح وتخوينه .

وذلك هو ما جعل عبدالحكيم هلال لأن يؤكد حقيقة هذا التوجه عبر منشوره في صفحته ، ويحاكم بحاح وكأنه جندي( حوثي ) أسير ، تمكن المقاومون من أسره وبحوزته ما يثبت تورطه في علاقة مشبوهة مع الرئيس السابق صالح .

لم يبتعد سام الغباري كناشط ( وحزبي جديد ) أدخلت عليه بعض التحسينات الضرورية ، لأن يذهب لكتابة مقاله الموسوم( بحاح برادعي اليمن.....) ، فيما ذهب آخر ليقرر في مقاله إن بحاح انتحر سياسياً .
طيلة الأعوام السابقة كنا نحذر من هذه الإنفلاتات الحمقاء ، والإستحواذ الخادع لقيم الوطنية والنضال والكفاح والمقاومة ، والتهور القميء لإتهام الآخر بالخيانة والعمالة والإرتزاق ، وفوق ذاك تجريده من وطنيته .

ينتهج ناشطو الإصلاح هذا النهج المتهور بعيدا عن القراءات النزيهة والواضحة لكل ما يحدث ، وبما يثبت أن ناشطي الإصلاح وإعلامييه ، ما زالوا أسرى حقبة التعميمات الموحدة ذات البعد الواحد والحكاية الواحدة والهدف الواحد والتهمة الواحدة .

لا زلت أحتفظ بالشتائم والنعوت السيئة - التي أطلقها من يتهمون بحاح اليوم بالخيانة - والتي طالت هادي عقب مقتل القشيبي في عمران .

ربما تأخذنا هذه العقليات المنفلته للتنبؤ بمنْ عليه الدور غداً ...؟
مع إبماني أننا في الداخل - وبنظر أولئك المناضلين - لن نكون سوى أدوات طيّعة ، قدمت خدماتها الجليلة لميليشيا الموت ، ولن نحظى بأكثر من تهمة لائقة بخائن وعميل ومرتزق ، وسنعيش لكي نرى من يمارسون بطولاتهم الورقية من غرف الفنادق والمنتجعات ، أكثر وطنية وولاء للوطن 
الوطن الذي أسقطه الغوغائيون من حساباتهم ...

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً