الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمود الطاهر
تغيير موازين القوى في اليمن!
الساعة 07:58
محمود الطاهر

تعيين علي محسن الأحمر وإقالة بحاح وتعيين بن دغر رئيسا للحكومة بقرارات من هادي لها محاور عدة..

فمقتضى التفاهمات الجارية في الرياض كانت قد وصلت إلى قرار تسليم هادي السلطة لنائبة المقال، وبالتالي فإن إقالة بحاح وتعيين بدله محسن هو خلطًا للأوراق ونية خبيثة من قبل أحد أطراف الصراع باستمرار نزيف الدم اليمني لأن المتحاورين يستحال أن يقبلوا بعلي محسن الأحمر إلا إذا كان هناك تطميان ولعبة سياسية ضد الحوثيين.. هذا محور.

المحور الثاني قد يكون هناك سباقًا كبيرًا بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اللتين تسعيان لتنفيذ أجندة خاصة بهما في اليمن خاصة أن علي محسن الأحمر مرفوض من قبل الإمارات كونه قيادي عسكري إخواني ويشرف على عدة حركات عسكرية جهادية.

المحور الثالث نكاية بعلي عبدالله صالح بعد أن وجدوا من طرفه رفضا قاطعًا لإغراءات تساعدهم على التخلص من الحوثي، لاسيما أن تعيين بن دغر رئيسًا للحكومة تزامنت مع قرارات تنظيمة للمؤتمر الشعبي العام بفصل عدد من قياداته الهاربة في الرياض، وﻻبد أن نقف عند هذه النقطة كثيرًا، ﻷن تعيين بن دغر ومحسن لها عاملين مهمين، وهي زعزعة استقرار حزب صالح وشق صف التحالف بينه وبين الحوثي.

من خلال إيكال بن دغر مهمة رئيس الوزراء الجديد، فهذا يعني الرد على حزب صالح وقراراته، وقد يتركز هذا التعيين على كيفية شق حزب “المؤتمر”، أو بالأحرى، زعزعة قاعدته الشعبية، ومحاولة جذب اكبر عدد من أعضائه، من خلال إيصال رسالة لهم بأن دورهم وحزبهم في الحكم الجديد ما زال مضمونا شريطة الابتعاد عن الرئيس السابق علي صالح، وستكون هذه المهمة مدعومة بميزانية ضخمة، وعروض مغرية بالوظائف والتعيينات في مناصب عليا ومتوسطة.

وفيما يخص شق الصف تبدو الصورة أكثر وضوحا أن السعودية ربما اقتربت من تحقيق النجاح في تعبيد الطريق لحلفائها من خلال استغلال الغباء السياسي للجماعة الحوثية وإهامهم أنها ستسلم لهم اﻹخوان على طبق من ذهب أو ربما تصالح مؤقت مقابل فك تحالفهم مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح..

ﻷن هذه هي الطريقة الوحدية ﻹجبار صالح للتحالف مع اﻹخوان المسلمين للقضاء على الحوثيين عندما يدرك باستمرار الخيانة من قبل حلفائه الحوثيين الذي رفض هو أصلا إغراءات كثيرة للوقوف ضدهم.

ﻷن القضاء على الفكر الشيعي هو هدفًا أسمى ورئيسي للملكة العربية السعودية التي ترى أن بقعة الشيعة باتت تتسع وتضيق على رقعتها في المنطقة.. ومن غير المعقول أنها تحارب الشيعة في الشرق والشمال وشمال الشمال وتتصالح معهم في الجنوب وتكرر التجربة اللبنانية وتقاسم الحصص في اليمن!.

وعلى كل.. فإن التعيينات الجديدة لن تفيد لا عسكريًا لكنها قد تكون إفشال متعمد للحوار المزمع عقده بالكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري.

فاﻷحمر لم يفلح في استعادة صنعاء عندما عندما تم تعيينه نائبًا للقائد اﻷعلى للقوات المسلحة ولم يستطع حشد قبائل الحزام اﻷمني لصنعاء، وعاد إلى الرياض بخفي حنين.

أما بن دغر ليس له قاعدة شعبية، وليس له الكارزيما السياسية والدبلوماسية لتقريب المؤتمريين منه، وهو دائما مسير لا مخير.

وهذا يعني أن الحرب في اليمن ما زالت في مشهدها اﻷول، وهناك أجزاء أخرى يتم صياغة سيناريو خاص بها.. والله مع المواطن اليمني البسيط اللاهث عن اﻷمن واﻷمان.

عن محيط 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص