السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
سام الغباري
سندخل الجنــة !
الساعة 19:11
سام الغباري

- يحمل الحوثيون مفاتيحاً من حديد يقولون أنها لأبواب الجنة ، فهل سيدخلونها ؟ ، لست بواباً على بابها ولا ضارباً بالغيب ولا مسترقاً للسمع ، لكني أثق أن قتلاهم في الجحيم !
- لست بكاهن ، ولا تروق لي كل الجماعات الإسلاموية ، خبيثها وطيبها ، مذاهبها وأفكارها ، غثها وسمينها ، فأنا عاشق للحكومات ونابذ للجماعات ، محارب عنيد لكل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة ، لا أعشق الأنظمة لكني أقدس الدول ، فهل سأدخل الجنة ؟

- من يقاتل اليوم الحوثيين ، يتحد مع الحقيقة لقتال آخر الخرافات في العالم ، يناضل ضد أوقح إستيطان يغزو اليمن ، غزو جاء من العدم وأستوطن العقل ، وهتك الأرض والعرض ، والقانون والاستقرار .
- نحن نقاتل من أجل الدستور ، يريدنا الحوثيون أن نشاركهم حروبهم القذرة على أبرياء تعز وأحباب عدن ، وفي صعدة التي ما تزال مستعمرة منذ ١٢ عاماً ، غدرتنا القوى السياسية ونائحي المنظمات المدنية الممولون من الغرب لإشاعة فوضى التوازنات ، ومحاولة لبننة اليمن ، وزرع ذراع إرهابي مسلح في الجسد اليمني الغض ، بإسم الحوثيين أو داعش التي تنشط بلا غطاء ، تبادلت إيران الإنتصار في عدن بتحويل البندقية من الحوثيين إلى متطرفي الحراك الجنوبي ، خُدعت بعض دول التحالف ، لكننا لم نُخدع ، فنحن نعرف الإيرانيين جيداً ، حتى أولئك الذين يهاجمون طهران طمعاً في التهدئة التي تجعلهم يتنفسون جيداً .

- مشكلتنا السابقة مع الحوثيين أن "علي عبدالله صالح" لم يكن مستعداً لحسم المعركة معهم ، تدني نسبة الوعي بخطورة الميليشيا ، ونكاية أحزاب المعارضة بالنظام السابق ، أهدت مناطق الشمال الأعلى لهذه الجماعة البغيضة ، فأعادت تشكيل وعيهم ، وأرهبت بهم اليمن ، وقاتلتهم واحتلتهم ، رغبة في الوصول إلى مابعد الحدود الوطنية وإقلاق الجيران السعوديين ، وما لم تُحل هذه المعضلة ويتلاشى الحوثيين ستُعلن إيران أنها قبضت على اليمن فعلاً ، الحراك المتطرف ودواعش طهران في الجنوب ، الحوثيون في الشمال ، وستبقى القوى السياسية ضعيفة بلا جمهور ، تتنازعها إنتهازية السُلطة وحقائب الوزارات وصراعاتها الفارغة ، بينما يُطل الحوثيين كأقوى مايمكن ، توحدهم سلالة الهاشمية العصبية التي ترى في مكة حقاً أبدياً ينازعون بها النظام السعودي .

- سندخل الجنة ، لأننا ما اعتدينا ولكننا قاومنا ، لأننا ما قتلنا ولكننا دافعنا عن جمهوريتنا وحريتنا وكرامتنا واصطفافنا الوطني ، لأننا نحمل الخير لكل اليمن ، لا نؤمن بالمناطق والجغرافيا والتكتلات المذهبية الفاسدة ، ليس معنا صك مزور لإستعباد الناس بإسم الكهنوت ، ولا تغييب العقل بإسم الأولياء والمخرفين ، إننا أبرياء من كل دنس وقح وهمجية متصلة بالعصبية ، وأفيون يُخدر الناس ، إننا نقاتل بكل اللذة التي نراها في الفردوس الأعلى ، بصدق التوجه والإيمان ، نمنع السلاليين من حكم بلادنا بالقوة ، فقد إختفى الأوغاد ولاحقهم القانون وقيدهم وصفدهم ، ولما حاولوا ابتعاث كراهيتهم بعد خمسين عاماً إنتصرنا لكل الثوابت التي إحترمتنا كبني آدم ، وعاملتنا كأناس لا فضل لأحدهم على غيره إلا بالتقوى .

- سندخل الجنة لأنها لنا ، سواء إرتقينا شهداء ، أو متنا على فراشنا بعد أعوام طويلة ، سنتذكر بفخر أننا خُضنا أهم معركة في تاريخ العالم ، ضد القذارات ، والنفايات والخرافات والأوهام والعفن والأوبئة وأمراض العصبية السلالية .

- سندخلها لأننا نخاف الله ، ولا نخافكم ، نعشق الحرية ونكرهكم ، نؤمن بالسلام ونقاتل لأجله ، نعرف الحق ونتبع أهله ، ستقول لنا الملائكة : أدخلوها بسلام آمنين .

سندخلها لأننا قضينا على القناصين والمحاربين وقطّعنا أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وأقمنا الدولة على الميليشيا ، وما طلبنا سواها ، نحتكم إليها فتحكمنا ، ونقاتل لأجلها ، فتذود عنّا وتحمينا ، دولة لكل اليمنيين ، دولة يرتفع فيها الوعي لنعرف أن اعدائنا التاريخيين ، اليوم وأمس وغداً هم السلاليون الذين ينظرون لعِرقهم النازي كأغلى ما يكون ، يمثلون الشيطان المتكبر ، ونحن نناضل بإسم آدم عليه السلام ، حينما أخرجه كبيرهم من الجنة ، فتاب ووعى وأدرك عدوه من صديقه ، فكان بذرة الحياة التي ملئت الأرض بالصالحين ، فتباهى الله بنسله أمام ملائكته وحملة عرشه ، وخاب الشيطان وعياله الحوثيين والدواعش والارهابيين ونكسوا في جهنم ، يصلون سعيرا.

- نحن في الجنة لأننا نقاوم وما ارتضينا الظلم ، ولو فعلنا ذلك لصرنا مثل الظالمين صامتين متواطئين ، نحن في الجنة لأننا نعرف مفاتيحها الحقيقية ، الصبر والإيمان والعدل والدفاع والقوة والصلاة والسلام والفضل لأولي الفضل والمنعة والوعي والعلم والنور ، نحن كذلك لأننا نرى الجريمة كما هي بلا سياسة ، مُدانة ومرفوضة ، نستعيد الدولة لنحاكم المجرمين ونعلم أولادنا حق الحياة وحق البناء وحق الفضيلة وحق خدمة الاخرين وعمل الصالحات ، نحن هؤلاء الذين ما طمعنا ولا نهبنا ولا كذبنا ولا أردنا إلا العيش في دورنا وبيوتنا نكتب ما نريد ونُسلم للقانون ونسعى وراء رزقنا وحياتنا ، فأبى الأشرار إلا أن يلاحقوننا ، فحق علينا القتال ورفض الظلم ودفع المعتدي ، والله مولانا ولا مولى لهم .
.. سندخل الجنة .. 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً