- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
في 26 مارس من العام 2014 قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجب أن تعود مصر إلى عهدها قوية وقادرة، وكرر ذلك في أكثر من مناسبة، وآخرها في حوار أجرته معه مجلة “جون أفريك” التي تصدر في فرنسا، ونحن كشعوب عربية ننتظر ذلك بفارغ الصبر، لاسيما وأن عروبتنا على المحك مع تراجع دور مصر المحوري، في وقت خرجت دول حديثة لتمارس هذا الدور بطريقة متهورة اﻷمر الذي يشكل ذلك خطرًا على اﻷمن القومي العربي.
بلد عربي لا يتعدى عمره التسعين عامًا، بدلا من أن يشكر مصر بالسماح لها ممارسة دورها القيادي؛ إلا أنها طمعت في هذا، وعكفت وما زالت على تنفيذ خطط ممنهجة تسعى لجعل “أم الدنيا” بلدًا ثانويًا، “مجرد تابع لها” من خلال إغراقها في مشاكل سياسية واقتصادية. ولدي الثقة بقيادة مصر على استعادة دورها من خلال تفادي الهفوات التي ابعدتها عن دورها المحوري، ونتمنى أن يكون ذلك قريبًا..
من خلال رأي المتواضع فإن بعض تلك الهفوات بعد ثورة 25 يناير، تتمثل في السماح لبعض الدول بالسيطرة على دور مصر القيادي التي تحاول إشراكها في مسارات مختلفة بحجة الدفاع عن “اﻷمن القومي” وهو ما قد يؤثر ذلك على اقتصادها، إن لم يكن قد حدث ذلك بالفعل.
اعتقد أن تراجع الجنيه المصري أمام الدولار ليس من فراغ، وإنما بسب الخطط التي تنفذ ضد مصر، وأهما دخولها بـ”تحالف عاصفة الحزم” التي طالت ومرشحة بأن تستمر.
ربما قد يسأل أحدهم، ما علاقة تراجع الجنيه المصري بـ”بتحالف عاصفة الحزم”، الجواب، هو أن إعلان هذه العاصفة على بلدٍ متكامل اقتصاديا واجتماعيا مع مصر، إضافة إلى أنه يطل على أهم ممر ملاحي دولي، بكل تأكيد ذلك يؤثر على حركة التجارة الدولية التي تمر عبر قناة السويس، في وقت كانت مصر تستعد لاستقبال مليارات الدوﻻرات بعد افتتاح القناة الجديدة، إضافة إلى هفوات أخرى أقلها منع اليمنيين الدخول إلى مصر إلا بفيزا مسبقة، في وقت فتحت بلدان أخرى أبوابها على مصراعيها لليمنيين، ﻷنهم يذهبون إليها بعملة صعبة.
مصر تتعرض لضربات متتالية لمنعها من الوقوف على “رجلها” لمواجهة المخاطر اﻹقليمية وﻹبقائها تنظر إلى دول بعين الرحمة والشفقة، حسدًا منها وكمدًا وحقدًا أسودًا، وهذا له دلائل عدة سأحاول أبرزها في التالي.
عندما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تكوين قوة عربية مشتركة، سبقته في ذلك الشقيقة الكبرى وإعلان “تحالف عاصمة الحزم” بحجة مواجهة إيران والدفاع عن اﻷمن القومي العربي، اتضح مؤخرًا أن إيران ليس داعما للحوثي بحسب ما أعلنه البيت اﻷبيض وبثته قناة الجزيرة والقنوات التي تمولها الرياض.
إعلان تشكيل “التحالف” كان له رسائل عديدة، تسرد في ثناياها أن لمصر لم يعد لها دورًا قياديًا، ويجب أن تتحول دفة القيادة إلى أصحاب المال وتجار النفط، وأن تكون لهم الكلمة بمعنى “اﻵمر والناهي”.
إعلان تشكيل تحالف “عاصفة الحزم” كان من شأنه إجهاض القوة العربية المشتركة التي دعا إليها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حتى لا تعود مصر إلى ريادتها لزمن القومية العربية التي ترى بعض الدول أن ذلك خطرًا على كراسيها.
عندما عاد الحديث مرة أخرى عن القوة العربية المشتركة بعد أن وضعت أوراق المقترح في أدراج الجامعة العربية، أعلنت أيضا الشقيقة الكبرى فجأة بتحالف عسكري إسلامي من شأنه محاربة ما تمسيها “الدولة اﻹسلامية”، وبدأت تعد العدة للتدخل العسكري في سوريا، لكن هنا فطن المصريون لذلك، وأظن أن اﻷمر أكتشف لهم “أن هنا من يعد لهم فخًا آخر”.
ﻷن مصر غائبة عن دورها القيادي البارز في المنطقة، أصبح العرب بدون راع، ورقابهم تحت رحمة من يمتلك المال والنفط، فالجماعات المتطرفة انتشرت في بقاع كثيرة من الوطن العربي بسبب ذلك المال، ويجري حاليًا تخصيب أراض أخرى في الشام واليمن للتمدد أكثر.
نتيجة لتخلي مصر عن ريادتها المطلوبة بشكل عاجل، أصبح القرار العربي يتحكم به أسرة واحدة، و ما يحدث في اليمن ولبنان وليبيا وسوريا والعراق يعد نماذج مصغرة، وصل اﻷمر إلى أن العرب عجزوا عن عقد دورتهم الاعتيادية في جامعة الدول العربية، بسبب ما أسمتها البلد الذي كان من المقرر أن يستضيف الدورة “إن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة قادرة على اتخاذ قرارات في مستوي ما يقتضيه الوضع”.
طبعا كان البيان الذي خرجت به الخارجية المغربية لا يفقهه عقل ويشكل مغالطة واضحة للمواطن العربي، فكيف تغيب المواضيع والقرارات واليمن يتم تسليمها لجماعات إرهابية ومليشيات متطرفة، كيف تغيب القرارات ولبنان تسلم على طبق من ذهب إلى إيران بسبب أمير تاجر!
وماذا يحدث في سوريا.. وليبيا والعراق.. وقبل ذلك فلسطين.. أو ليس تلك بلدان عربية؟
ما يجري حاليا في الوطن العربي، هو ناتج عن المساعي الخبيثة اليومية ﻹزاحة مصر من دورها الريادي المسلّم له كافة شعوب المنطقة، ولهذا نحن نحتاج إلى عودة مصر لحل هذه القضايا الجوهرية، فلست أعرف إلى متى مصر ستبقى صامتة لما يحدث..
اليمن بحاجة لمصر وقيادتها، لبنان وسوريا وليبيا والعراق كذلك، وشعوب المنطقة تحتاج إلى عودة مصر المحروسة الرائدة، ودورها المحوري لتخلصهم من كابوس قد يطول، هذا أولا.. وثانيًا لدرء الغدر ﻷتفه اﻷسباب.. ومن يدري قد تتهمها غداً” دولة” أنها ضد القومية العربية وأنها تقف مع إيران ضد العرب ﻷنها لم تمد بيدها إلى التهلكة، ويغسلون عقولنا مرة أخرى ويجعلون نصدق ذلك مرة أخرى.
[email protected] كاتب ومحلل سياسي
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر