الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وائل الهمداني
لا أمن بلا فرص عمل
الساعة 20:55
وائل الهمداني

ليس خافٍ على كل ذي لُب أن أي أختراقات أمنية أو أعمال تفجير وتخريب تتطلب تخطيطاً وتمويلاً واسناداً لوجستياً لتنفيذها لكن تظل ظواهر الفقر والاحباط وتدني الوعي التي يعاني منها الشباب هي المنجم الذي يجد فيه منفذو هذه الأعمال ضالتهم لتضليل البؤساء والدفع بهم لتنفيذ هذه الفظائع فيهلكون ويهلك معهم عشرات الأبرياء لا لشيء إلا لتحقيق أهداف من يخططون لها في الخفاء ، كما أن الحلول المنطقية لهذه المعضلات ليست خافية على أي متابع ولن يختلف اثنان على أن التوعية الدينية السليمة وتكريس قيم حب الوطن لدى أبنائنا هي المدخل الرئيس للحل بالاضافة إلى ( تحسين المستوى المعيشي ) للشباب يحميهم ويحصنهم من الاستقطاب من قِبل المسوخ والمتطرفين ولكي لا يكون حديثنا مجرد تنظير ينكأ الجروح ولا يورد الحلول فانه ينبغي على الجميع المبادرة إلى اقتراح الحلول والمشاركة في التطبيق كل حسب قدرته ووفقاً لاستطاعته وتحديداً في ما يتعلق بتوفير فرص عمل ومصادر للكسب الشريف لهولاء الشباب الذي لا يمكنه الانتظار حتى تضع الحروب أوزارها أو تؤتي الخطط التنموية الاستراتيجية أُكُلَها !! فماذا يتوجب فعله في الحال كتدخل سريع وآني لإنقاذ ابنائنا من براثن المتربصين ؟؟ سأسرد بضعة خطوات أجدها مجدية وقابلة للتطبيق وهي :

- الإسراع بإعادة تأهيل المدارس ( حيثما أمكن ) لإعادة الشباب وصغار السن إلى مقاعد الدراسة وتقديم حوافز معينة في المناطق الأكثر فقراً ومخيمات النازحين مثل تقديم الكتب والدفاتر والأقلام وبعض الأدوات الضرورية مجاناً وكذلك توفير وجبة غذائية للطلاب وهذا يستلزم تنسيقاً مباشراً بين المجالس المحلية والجهات المانحة كالصليب الأحمر او الامم المتحدة وسواهما من الجهات الإغاثية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المحلية ذات المصداقية والسمعة الجيدة . 

- المسارعة إلى توفير تدريب مهني سريع عبر برامج مجانية قصيرة ومركزة لشباب وفي أماكن تبنى بامكانيات محدودة كالخيام أو الهناجر لإكسابهم خبرات في مجالات ملحة ومطلوبة في الظرف الراهن مثل الخدمات الطبية الاساسية ومهارات البناء والترميم والتشطيب كالطلاء والنجارة واللحام وأساسيات الزراعة في المناطق الريفية مع تقديم حوافز كالبذور والسماد وحث القطاع الخاص المحلي والمهاجر للإسهام في مثل هذا النشاط الذي سيوفر للشباب فرص عمل معقولة وعلى وجه السرعة . 

- البحث عن مصادر لمساعدات مالية سريعة لإعطاء ( مِنح ) صغيرة للأسر الفقيرة خاصة مع تعذر وجود آلية لمنح القروض ومتابعة السداد ففي الظروف المماثلة تكون الهبات الصغيرة أكثر واقعية شريطة أن توجه لتوليد دخل ثابت و متجدد وليس لشراء مواد ومستلزمات سرعان ما تنفذ وتعود بعدها الأُسر معدمة بلا دخل أو مورد ثابت .  

قد يبدو ما أقوله حالماً أو بعيد المنال لكني على قناعة بأن توافر النوايا المخلصة والنزاهة يمكنه تحقيق المعجزات وإن لم نكن لنبادر ونخوض التحديات في مثل هذا الظرف فمتى ؟؟!!؟؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص