الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
هل اعترفوا بأخطاءهم
الساعة 18:42
محمد عبدالله القادري

إذا سألتني عن السبب الذي جعل المشروع الإيراني يتوغل وينتشر في الوطن العربي ؟ سأجيب عليك ان السبب في ذلك هم العرب كل العرب ! 
وإذا سألتني من الذي سمح لإيران ان تغزو موطن العرب بمشروعها الذي يشكل اكبر خطورة على شعوب العرب ؟
سأجيب عليك ان الذي سمح لها هو العرب كل العرب ! 
وإذا سألتني من هو السبب فيما يحدث اليوم في بلاد العرب ؟ 
سأجيب عليك ان السبب هو العرب كل العرب ! 
وإذا قلت لي أن العرب اليوم قد شكلوا تحالف عربي لمحاربة المشروع الإيراني ! سأسألك واقول هل اعترف العرب بأخطاءهم السابقة ؟

وإذا قلت لي ان الدول الإسلامية قد شكلت تحالف إسلامي ضد إيران ! 
سأقول لك هل اعترفت تلك الدول والجماعات الإسلامية بأخطاءها السابقة ؟ 
ففي حالة اعتراف العرب بأخطاءهم فهذا يعني أن العرب عرفوا اخطاءهم وسيصححوها حق التصحيح وسيستفيدوا منها حق الإستفادة ولن يكرروها مستقبلاً وسينجح تحالفهم ،،، وفي حالة عدم اعتراف العرب بأخطاءهم فهذا يعني انهم لم يعرفوا اخطاءهم السابقة ولن يستفيدوا منها ولن يصححوها حق التصحيح وسيكررونها مستقبلاً ولن ينجح تحالفهم .

أكبر مشكلة لدى العرب هي أن العرب لم يعرفوا ماهي مشكلتهم ، وأكبر خطأ يقترفه العرب هو ان العرب لم يعترفوا لبعضهم بأخطاءهم ، فإذا اختلف العرب فيما بينهم لا تجد فريق منهم يشمل انظمة وعلماء ومفكرون يسعى إلى الصلح على أساس انهم عرب ، واذا اتفق العرب وتعاونوا لم تجدهم يتعاملوا على أساس انهم عرب ، ولذلك اصبح العرب يجيدون التعصب ضد بعضهم وليس مع بعضهم ، ويتجهون مع التحالف مع غيرهم ضد بعضهم وليس ضد غيرهم ، فكانت النتيجة ان اصبحوا يعانون من انفسهم وكل مصيبة تحدث فيهم هي ناتجة بماكسبته إيديهم ، فكل مايحدث في بلاد العرب ناتج عن العرب فهم السبب هم السبب .

لو أردنا ان نقارن إيران بجانب الوطن العربي سنجد أن إيران لاشئ يذكر بجانب دول العرب وسكانها وثرواتها ومساحتها وإقتصادها وتأريخها وحضارتها ، فمن هي إيران اذاً ، ومن الذي جعلها قوية بهذا المستوى ، ومن جعلها تشكل هذا الحجم ،،، والحقيقة لولا أخطاء العرب لما استطاعت إيران ان تشكل شئ ممايذكر ، ولو كان العرب موحدون ويهمهم مصلحة بعضهم بعضاً لما استطاع المشروع الإيراني او اي مشروع آخر ان يتوغل في ارض العرب قيد أنملة .

الخطأ مشترك وهو ناتج عن وجود مشكلة عربية داخلية كانت سبباً رئيسياً لوجود كل المشاكل القادمة من الخارج ، وجميع العرب مشتركون في الخطأ من انظمة حاكمة واحزاب وجماعات ومنظمات وافراد ، فدول الخليج لها اخطاء ويجب عليها ان تعترف باخطاءها ، وبقية انظمة دول العرب لها اخطاء ويجب عليها ان تعترف بأخطاءها ، وجماعة الاخوان المسلمين وغيرها لهم اخطاء فادحة ويجب ان يعترفوا بأخطاءهم ، والاحزاب القومية والمفكرون والعلماء والدعاة لهم اخطاء ويجب عليهم ان يعترفوا بأخطاءهم، الجميع مشاركون في إقتراف خطأ سابق سمح للمشروع الإيراني ان يتوغل في بلاد العرب ويجب على الجميع ان يعترفوا بأخطاءهم حتى نستطيع ان نقتنع ان محاربتهم للمشروع الإيراني وتحالفهم ضده سينتصر وسينجح وسيصمد ، وأما اذا اصر بعضهم ان سياسته السابقة كانت صحيحة وصائبة ولم يعترف بأي اخطاء ، فأن هذا الطرف يقف مع التحالف العربي ويحارب المشروع الإيراني لحاجة في نفسه محدودة ومصلحة ذاتية وليس لهدف جماعي وقضية عربية عامة، خطأ دول الخليج العربي : أنها منذ وقت مبكر لم تعمل وتتجه نحو محاربة المشروع الإيراني قبل ان لا يتوغل في أي بلد عربي ويتقدم ويزحف نحوها ، بل اتجهت دول الخليج نحو بعض الدول العربية لتشجع وتدعم مشاكل وثورات داخلية مماجعل دول الخليج تنقسم إلى قسمين ، قسم يشجع ويدعم مشكلة داخلية في دولة عربية ضد نظامها ، وقسم يدعم ويشجع ويقف مع نظام تلك الدولة ضد مشكلتها الداخلية ، وايضاً دول الخليج لم تدرك حجم الخطر الخارجي الذي يستغله عدو الجميع من خلال وجود اي مشاكل عربية داخلية وإنشغال العرب فيها ، ولو نظرت دول الخليج بعيون النظر البعيدة وفكرت بعقول البشر الكبيرة لما توغل مشروع إيران بهذه الصورة ،،، فهل آن لدول الخليج العربي ان تعترف بخطأها .

خطأ جماعة الإخوان المسلمين : فالجماعات الإسلامية في الوطن العربي اقترفت اخطاء فادحة ساهمت وشاركت في توسع وتوغل مشروع إيران في بلاد العرب ، فعندما نجحت جماعة الإخوان في الانتخابات الرئاسية المصرية بالاضافة إلى سيطرتها شبه الكلية في ليبيا وتونس ، وحصولها على رئاسة الحكومة في اليمن ، لم تستغل جماعة الإخوان الربيع العربي استغلال ذكي يخدم مصالحها ومراكزها ، وانما اتجه هدفها بعد مصر وليبيا وتونس واليمن نحو المملكة العربية السعودية كمخطط من مخطط الجماعة لإقامة خلافة إسلامية ، وكان الاحرى بالجماعة ان تنظر إلى المشاريع الاخرى التي تستهدف العرب ككل والجماعات الاسلامية من وهابية وسلفية وعلى رأس تلك المشاريع هو المشروع الإيراني ، ولو كانت الجماعة صاحبة سياسة ذكية وذات نظرة بعيدة لكانت تتجه نحو السعودية ودول الخليج للتحالف معها ، وهذا ماكان سيضمن لجماعة الاخوان وقوف دول الخليج معها في مصر لا الوقوف ضدها وهو مانتج وقوف السعودية والامارات مع الشعب المصري في ثورته ضد الرئيس مرسي ، وايضا كان يفترض على جماعة الاخوان ان تنفتح في قبول الآخرين والشراكة معهم من احزاب قومية وجماعات إسلامية ، فالخلافة الإسلامية لايمنع اقامتها من شراكة الاخوان والوهابية السلفية وكل الجماعات الإسلامية المعتدلة والوسطية ، والاستفادة من الربيع العربي لايمنع تحالف مصر مع السعودية بهدف استقرار الوطن العربي وايجاد تعاون عربي مشترك بين الدول العربية ذات النظام الجمهوري وذات الانظمة الملكية وبين من قامت فيها ثورات الربيع العربي وبين من لم تقم فيها ، فهل آن لجماعة الإخوان ان تعترف بأخطاء سياستها العالمية السابقة إن كانت بالفعل تحارب المشروع الإيراني وتقف ضده في كل بلاد العرب .، أم انها لا زالت مصرة بأن على صواب ولا تريد ان تقدم تنازلات في بعض الدول العربية من اجل مصلحتها في دول عربية أخرى ومن اجل مصلحة التحالف العربي والتحالف الإسلامي بصورة عامة .

اعترفوا بأخطاءكم ايها العرب كي تنتصروا وتثبتوا لنا أنكم على حق ، اعترفوا بأخطاءكم كي نعرف انكم تحملون نية سلمية واهداف نبيلة من تحالفكم الذي ينبغي ان يكون شامل لكل السياسات ولديه دراسات واقعية من الاخطاء السابقة التي تقرون بها وتعاهدوا بعضكم بعضاً انها لن تتكرر ، اعترفوا بأخطاءكم ايها العرب وليس عيب في ذلك فأنتم بشر وليس العيب ان لا تخطأون ولكن العيب ان لا تتعرفوا فيه ، ومن واجبنا نحن ان نصارحكم باخطاءكم ، فإن لم يصارحكم بإخطاءكم ابناءكم فلن يصارحكم بها اعداءكم ،، والكلام كثير في مواضيع كهذه وسنكمل في مقالات أخرى تحمل مواضيع الوطن العربي ومصلحة اراضية ووحدة شعوبه.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص