الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
الرئيس الماضي
الساعة 17:59
أحمد طارش خرصان

ظهر صالح في خطابه الآخير أعزلاً إلّا من غروره وادعاءاته المناقضة تماماً ، لكل ما يجري على أرض الواقع ، لم يكن خطابه الأخير ليرفع معنويات بلدٍ ، أنهكه صالح بزيف ما يرفعه ويدعيه من أكاذيب ، بقدر ما كان مبعثاً للشفقة ، إزاء رجلٍ يبدو أنه فقد أنيابه ومخالبه ، ولم يعد ليصلح لسوى العظة والعبرة وتقلبات الأيام .

لا تشبه صالح الرئيس الماضي ، سوى صحيفته الخاصة ( اليمن اليوم ) ، وهي تقتفي أثر وسيرة صالح وسلوكياته ، في تأكيدٍ صريح على المثل الشعبي القائل ( شي ما يشابه صاحبه .... كان امتلاكه حرام ) ، وكأن اليمن اليوم ( الصحيفة ) نسخة مطابقة ل ( صالح ) الرئيس الماضي . ربما كان توصيف العزيز أحمد الحسني للرئيس الماضي بالداهية ، كما جاء في مقابلته في صحيفة ( لا ) المقدسة ، توصيفاً مجازيا فضفاضاً ، إذْ كيف لداهية أن يسقط في متسلسلة من التناقضات خلال خطابه الأخير والذي استغرق فنرة زمنية قصيرة ، لا تكفي لظل داهية أن يظهر ذلك الكم من التناقضات الفاضحة .

كتب العزيز محمد عايش مرة عقب إحدى المقابلات المتلفزة لصالح - ربما مع قناة الميادين - مقالاً عنونه ب ( صواريخ صالح الباليستية ) والذي نشرته اليمن اليوم ( الصحيفة ) ، تناول في مقاله الصواريخ التي أطلقها الرئيس الماضي صوب الداخل ( مؤيدي هادي ) والخارج ( العدوان الصهيوسعوامريكي ) ، وبلغة أنْسَتْنا ما كنّا فيه ، وأشعرتنا بدويّ الإنتصارات التي حققتها صواريخ الرئيس الماضي ، التي أطلقها من على منصات الإطلاق في قناة الميادين آنذاك .

خلال خطابات صالح منذ العدوان على اليمن ،وحتى خطابه الأخير والذي نسف به كل ما قاله عن ( جارة السوء ) ، ليقرر في خطابه الأخير أنْ ليس بيننا وبين النظام السعودي أيَّ خلافٍ ، وكأن السعودية بابا ( نويل ) وهو يوزع الهدايا في أعياد الميلاد .

في اليمن اليوم ( الصحيفة ) والتي كانت صفحتها اليوم 12 يناير 2016م ، عنواناً بائساً للحالة التي يعيشها الرئيس الماضي وصحيفته ، إذ تصدر هذا العنوان ( التحالف يقصف داخل المملكة )
ولا أدري ما الذي دفع اليمن اليوم ( الصحيفة ) ، لإظهار كل هذه الألفة والحميمية ، والتي تماد تتفجر من جنبات هذه التوصيف الأليف للجهة التي تمطر اليمن بالموت والمرتزقة ، بحسب ما تطالعنا به الصحيفة اليومية ( اليمن اليوم ) .

ربما استرجاع ومطالعة عناوين اليمن اليوم ( الصحيفة ) تمُدّنا بتشخيص جيد للحالة التي يعيشها الرئيس الماضي ، والخلل الذي تمكن من إحكام قبضته على اليمن لثلاثة وثلاثين عاماً مضت .

تبدوا عناوين الصفحة الأولي لصحيفة اليمن اليوم ، كافيةً لمن يودون ضبط الرئيس الماضي ، في أخلص خصاله - بحسب ما قاله العزيز خالد عبدالهادي - وكذلك اليمن اليوم ( الصحيفة ) . ليدرك حجم اللامبالاة والمقامرة ببلدٍ ، لا أحد سوى الرئيس الماضي منْ يتحمل ما نحن فيه .
في الصفحة الأولى العدد( 1132) / 29أغسطس 2015م كنبت اليمن اليوم هذا العنوان ( العدو يقصف جيزان ) وفي صفحتها الأولى العدد( 1170) /17 أكتوبر 2015م 
كان هذا العنوان يزين واجهة الصحيفة (العدوان يقصف الشرعية )
وفي صفحتها الأولى العدد ( 1171 ) 18 أكتوبر 2015 ،كان هذا العنوان يزين صدر الصفحة الأول ( العدو ينكسر في جيزان ) .

ربما أدرك الرئيس الماضي صالح - وهذا ما يبدو - متأخراً ورطة ما وقع فيه ويكاد يلتهمه ، لتبادر الصحيفة بمداعبة العدو وجارة السوء من خلال توصيف الصحيفة الأخير لدول العدوان ، بالتحالف والتخلي عن العدوان الذي أصمَّ أذاننا ، وقضَ مضاجعنا وصادر أرواح يمنيين ، حاول الزعيم الماضي أن يعيش زمنهم مرةً أخرى .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص