الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد جميح
"الحياد" هو الــــ "انحياز"
الساعة 21:59
محمد جميح

هناك ضمن أصوات الحياد التي تداعت لإعلانه مؤخراً في اليمن، من هم محايدون حقيقيون يريدون إحلال السلام بالفعل.
وهناك من هو أصلاً منحاز يتدثر بعباءة الحياد..
المنحازون المتدثرون بعباءة الحياد، يمكن كشفهم بسهولة، بالعودة قليلاً للوراء في تصفح صفحاتهم على الفيسبوك.

وحينها يعرف أن حيادهم هو انحياز مغلف.
المحايدون الذين يوجهون رسائلهم إلى طرف واحد على طول الخط هم أصلاً منحازون للطرف الآخر.
المحايدون الذين لا يقولون إن العدوان الداخلي هو الذي جلب ضربات التحالف، ولا يقولون إن وقف هذه الضربات يكون بوقف العدوان الداخلي، هؤلا محايدون ينقصهم الحياد.

لا يجوز أن يكون الدافع للمحايدين لاتخاذ موقف الحياد، هو شعورهم بأن الطرف الذي كانوا يؤيدونه قد بدأ يتقهقر. هذا ليس حياداً، هذا قفز من السفينة الغارقة. الحياد موقف أخلاقي أصيل، والقفز من السفينة انتهازية مطلقة.

بعض المحايدين يتخذ الحياد مرحلة انتقالية، للتمهيد لانتقاله من طرف إلى آخر، وبعضهم يتخذ من الحياد فترة انتظار يترصد فيها لمن تكون الغلبة قبل أن يعلن انحيازه للطرف الغالب.
هناك محايدون دفعهم للحياد القبضة الأمنية الشديدة للمليشيات، التي تعتقل على مجرد كبسة إعجاب على مقال ينتقد هذه القبضة، هؤلاء لهم ظروفهم التي ينبغي تفهمها.

هناك محايدون زجت بهم بعض الأطراف لتصدر "حراك الحياد" لصالح هذه الأطراف..
لا نريد حياداً يشبه "حياد الجيش"، عندما كان الحوثيون يتقدمون صوب عمران وصنعاء، الحياد الذي قتل القشيبي هو انحياز للحوثي...
وقد عشنا ورأينا كيف تحول "حياد الجيش"، إلى انحياز تام وتحالف واضح مع الحوثيين..حياد كهذا هو انحياز مكتمل الشروط...

وعلى كلً، فإن المحايدين الحقيقيين غير معنيين بهذه السطور، هؤلاء لهم كل التقدير على قلتهم، في وقت الجمهوريين نهاراً، الملكيين ليلاً.

الحياد الذي ينحاز لضحايا الحرب من المدنيين، الحياد الذي يقول لا لضرب الأبرياء، سواء كان الضرب من قوات التحالف أم من الحوثيين وحليفهم صالح، الحياد النابع من عمق الإحساس الإنساني بآلاف الضحايا من أطفال ونساء هو الحياد المطلوب.

الحياد الذي يطالب بوقف الحرب لإحلال السلام، لا لكي يسترد طرف من أطرافها أنفاسه، هذا هو الحياد الصادق النزيه.
وأخيراً:
الحياد هو الانحياز للقيم

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص