- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
عـُدت للتو الى غرفة ابن عمي حيث أقطن في إحدى أحياء الرياض الأنيقة ، مارست كالمعتاد رياضة الصباح "الإجبارية" منذ اعتلى وزني رقماً قياسياً أجبرني على الابتعاد عن "الكبسة" التي يسخر منا ومنها خصومنا في صنعاء وهم الحوثيون الذين جعلوا ساكنيها "رهائن" للمساومة بهم مع اقتراب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من أسوار العاصمة المختطفة .
صليت الفجر في غرفتي ، وانتعلت حذاءي القديم وانطلقت كدب طيب يحاول الجري في الشارع الذي وصلت اليه هارباً منذ خمسة أشهر تواجهني تلك الابنية الصماء ، والابراج الزجاجية ، الشوارع فسيحة وانيقة ، نظيفة ولامعة ، السيارات الجديدة تخترق عتمة الفجر بأنوارها الساطعة ، أصوات المساجد تتلو قرآن الصلاة ، تتداخل اصوات القراء ، ومازلت أجري .. أسمعهم يرددون ماتيسر من الذكر الحكيم ، ولا أراهم .
* مدن الاثرياء لا تشبهنا ، لليمن نكهة خاصة ، لذيذة و روحانية ، إنها المآذن "الصوامع" الحجرية المبنية على أسس هندسية فريدة وانيفة ، في مدينتي - يوم كنا آمنين - قبل أن يغزونا تتار العصر ، كنت أواعد اصدقائي المقربين عند الفجر، نراقب جمال المآذن ، المدرسة الشمسية ، بير خابوط ، الاخضر ، قبة دادية ، اسحاق، الجامع الكبير ، صوت ترنيمة "العزي السمهري " في خشوع الفجر يسحبني من فراشي الى الصلاة، تراتيل يوسف مفرح في المقام الحجازي للقرآن الشريف يسكرني ، روحانية ذمار ، عبقها ، وجوه الاصدقاء ، بساطة الاحياء والناس ، مقيل الشيخ الحبيب صادق المصري ، تنافسنا على الصيام مع بعض الأحبة والعشاء في منزل عبده علي حميدالعلوي الحربي الحربي ، كل تلك الاشياء والعادات ، قُـتلت ، حولنا الحوثيون المجرمون الى كائنات تتلصص على بعضها ، صوت المؤذن مات ، اختفى ، تقهقهر الخطباء واحتل عرشهم الخشبي لصوص من العصور الوسطى جاؤوا ليسرقوا أخوتنا وجيشنا وأمننا ومروءتنا التي فسدت كعلبة سردين انتهى تاريخها ، واتلفت موادها الحافظة .
- الهاشميون الذين في بلادنا يقولون الكثير عن الحروب والقتل ويرددون عبارات الكرامة والصبر والشجاعة وهم هاربون في جحور الخوف ، يزرعون الالغام ويرجمون الصواريخ ويعقدون الاتفاقات التي ينقضونها كلما لاح لهم تفكك جبهة المناوئين لهم . لم يعرفوا أن الشجاعة هي الحفاظ على الابرياء الذين قهرتهم بحروبك وادخلتهم ساحة حرب ماأرادوها ، ولا ارادوا انقلابك ولا غوغائية السلالة النتنة ، الكرامة هي صوان كرامة المحكومين ، العزة هي ان يعيش الذين توليت أمرهم اعزاء ، لا يقهرون ولا يحاصرون ولا يتمنون الضوء والغاز والقمح والدقيق .
- لماذا لا يتنازل عبدالملك الحوثي ان كان يحب "شعبه" كما يقول ، ويمنحهم يوماً بلا طائرات ، لماذا لا يتحدث كشخص محترم يعرف أن السلام هو قرار الشجعان ، لماذا لا يجوز أن يعود الرئيس #هادي ليحكم هو بلاده وشعبه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، لماذا كل هذا الاصرار والكبرياء والعناد ، لماذا هذه الروح القاسية المتجبرة التي تحصد وراءها الاف القتلى ومئات الكوارث والاحقاد .
- اليمن لم تخلق للحرب ، بل للسلام ، ليست مكاناً ملائماً للموت ، بل للحياة ، الهاشميون الذين في بلادنا صنعوا لنا مدافن جماعية وملئوها عويلا وصراخاً ، لم يمنحوا بلادنا نكهتها الجميلة وتنوعها الدائم المرتبط بالدعة والتسامح ، والمحبة ، تلك هي نكهة #اليمن التي اعرفها ، روحها الايمانية ، جوامعها ومساجدها ، صوامعها ومآذنها ، طينها وشوارعها ، قاتها وبنها، حصونها ودورها ، علمائها وأهلها ، الطيبون للطيبات ، واليمن طيبة لا تقبل الا الطيبين ، وعلى الحوثي الخروج منها فإنه رجيم .
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر