السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محمد عبدالله القادري
هل ستعاني اليمن من عدن كما عانت من صنعاء
الساعة 18:51
محمد عبدالله القادري

قبل ان يتم القبض عليا وايداعي سجون التعذيب الانقلابية قبل فترة مايقارب أكثر من شهر ، كنت أود أن أكتب مقال عن محافظ عدن جعفر ، ولكن للأسف تم القبض عليا قبل أن أكتب المقال ، ولما خرجت من السجن لازلت على وعدي مع نفسي لكتابة مقال عن جعفرمحافظ عدن يحمل عنوان أعانك الله ياجعفر ، حيث كنت أنظر لذلك الرجل بأنه شخصية محبوبة وذات كفاءة وجدارة بالمسؤولية ، ولكن تفاجأت بأحد الاخبار في مواقع الانترنت يتحدث عن محافظ عدن الزبيدي ، فأستغربت وسألت احد اصدقاءي على الفور عبر رسالة في الواتس آب ، وقلت له متى غيروا محافظ عدن ، فضحك صديقي وقال لي : جعفر تم اغتياله يوم كنت في السجن وتم تعيين الزبيدي محافظ على عدن ، فحزنت على جعفر واستاءت جداً من اغتياله وقلت لنفسي هل المقال سيتحول إلى رحمك الله ياجعفر ، بينما في نفس الوقت لازلت احمل تفائل في شخصية محافظ عدن الزبيدي الذي قد يعي الدرس جيداً ولن يجعل عدن بهذا الشكل الذي لا يرضاه اغلب أبناءها ، ولكن للأسف الزبيدي بدأ يتعرض لمحاولة اغتيال ولولا نجاته منها لأصبح مصيره كمصير جعفر رحمه الله .

 منذ قيام الوحدة اليمنية عام ٩٠ عانت اليمن من صنعاء كعاصمة ، حيث كانت صنعاء منطقة قبلية رسمت العنجهية والتسلط وأعاقت بناء الدولة اليمنية المطلوبة ، وعندما أصبحت عدن عاصمة مؤقتة اصبح لدينا تفاءل كبير في الانطلاقة نحو بناء الدولة اليمنية المنشودة ، كون عدن مؤهلة جغزافياً واقتصادياً وفكرياً وثقافياً ، وابناء عدن لم يكونوا مجرد قبائل غوغائية واهل فوضى وعنجهية ، وانما اصحاب كفاءات ومؤهلات واهل علم وسلام ونظام وقانون ولديهم خبرات في هذا المجال ، ولكن مايحدث اليوم في عدن يدل على ان عدن لم تعد عدن واهلها لم يعودوا اهلها الذي كنا نعهدهم ، وجعلنا نتسائل هل ستعاني اليمن من عدن كما عانته من صنعاء .

في عهد النظام السابق كان لدينا تعاطف وتضامن مع أبناء الجنوب بأنهم ظلموا وهمشوا وحوربوا وأُقصوا ، وكان لدينا تعاطف مع القضية الجنوبية وقلنا أن السبب في كل ماحدث في الجنوب من نهب وسلب وتعدي واقصاء وظلم وتهميش هو عفاش والنظام السابق وقبائل صنعاء ، وجعلنا هذا الأمر لانلوم ابناء الجنوب إذا كرهوا ابناء الشمال وطالبوا بالانفصال ،،، ولكن اليوم نتسائل من هو السبب في مايجري ويحدث في عدن ، فالنظام السابق قد انتهى وعفاش قد ولى ، والرئيس الحالي هو من ابناء الجنوب وليس من سنحان ، وقد عاد الوضع لينصف ابناء الجنوب من أي ظلم وتهميش واقصاء ، ولم يعد يوجد أي مبرر لابناء عدن ليطالبوا بأنفصال او يقفوا عائق امام بناء الدولة وعودة الأمن والاستقرار ، فإذا استمروا في ماكانوا عليه فهذا يدل على ان السبب هو انفسهم وليس النظام السابق في ماجرى لهم من قبل ، بل ويدل ايضاً أنهم ليس إلا مجرد اتباع ومقدمي خدمات لعفاش والحوثي وكل اعداء اليمن في شمالها وجنوبها .

 نريد اليوم من ابناء عدن ان يقدموا نموذج يثبت بأن عدن افضل واحسن لليمن من صنعاء ، ونريد من كل ابناء الجنوب أن يقدموا نموذج يثبتوا أنهم افضل لليمن من ابناء الشمال ،،، ولكن مايحدث اليوم في عدن يدل على ان هناك مؤامرة تضر ابناء عدن والجنوب وتسئ اليهم وتؤثر عليهم بالمقام الاول اكثر من ابناء الشمال ، بل انما إذا استمر مايحدث في عدن سيجعل اغلب ابناء الجنوب والشمال يقولون " سلام الله على صنعاء".

يا ابناء عدن انكم اليوم تحاربون عدن وتحاربون انفسكم وامنكم واستقراركم ، فجعفر الذي تم اغتياله هو ابن عدن ، والزبيدي الذي نجى من الاغتيال هو من عدن ، والرئيس هادي هو من الجنوب وليس من الشمال وليس من قبيلة سنحان او حاشد ، وبحاح هو من حضرموت وليس دحباشي ، فلماذا ياأبناء عدن تريدون ان تكونوا أسوء من ابناء صنعاء الذين دعموا الانقلاب ووقفوا مع العصابة الحوثية ، بل ووقفوا عائق منذ عقود امام بناء دولة يمنية تنعم بالمساواة والعدالة والنظام والقانون ، فأين سلميتكم يا أبناء عدن والجنوب واين علمكم وكفاءتكم وطيبتكم ، واعلموا ان صنعاء الغجرية القبلية الفوضوية لم يتم فيها اغتيال محافظ سواء كان من الشمال او الجنوب ، فهل يعقل ان تكون عدن الحضارة والطيبة والعلم مستنقع للإرهاب والفوضى ..... والله عيب عليكم  يا ابناء عدن .

  نحن نعلم ان النظام السابق ألحق الضرر على كل ابناء اليمن ، وصنعاء عانت منها كل اليمن ، واالقلة القليلة من ابناء الشمال اساءت لكل الشماليين ، وايضاً اليوم يجب على ابناء عدن ان لايجعلوا القلة القليلة من ابناء عدن يسيئون لكل ابناء عدن ، وليس هناك من طريق لابناء عدن الا ان يكونوا عوناً للدولة والامن والاستقرار والاصفاف وراء الرئيس هادي ، ونرجوا من ابناء عدن ان لايسمحوا لمن يسئ إليهم ويحاربهم ويحارب كل اليمنيين ،، كونوا يا أبناء عدن كما عهدناكم ونظن فيكم ،،،، وإلى لقاء معكم في مقال قادم .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً