- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
أستطيع احياناً أن اجزم واقول ان نسبة 90 % من ابناء محافظة إب يكرهون الجماعة الحوثية ويتمنون زوالها في أقرب وقت من الاوقات ، وذلك من خلال ملامستي واستطلاعي وتعايشي وحديثي المتنقل مع صاحب البقالة وسائق الباص والطالب والمدرس وجميع اصحاب المهن ، وايضاً مع الأمي والمتعلم والمؤتمري والاصلاحي والسلفي والاشتراكي والناصري والمستقل ، حيث أجد ان هناك اجماع كلي يفيد بعدم الرضاء والقبول بالجماعة الحوثية وهناك اقتناع تام بأنها سيئة ولايمكن ان تصلح للحكم او يتم التعايش معها .
في ذات مرة ركبت مع صاحب سيارة ، وعندما وصلنا إلى احدى نقاط الميليشيات الحوثية المنتصبة في الطريق ، إذا بسائق السيارة يقول لتلك العناصر : كيف حالكم يا أنصار الله اشكركم كثيراً والله يعينكم ياوحوش ! فقلت في قرارة نفسي هذا الرجل غبي وجاهل وبليد مادام يشكر تلك العناصر الاجرامية ويتخاطب معها بطريقة الاشادة ! ولكن مجرد ان خرجنا من جوار تلك النقطة الحوثية إذا بذلك السائق يقول : عليكم لعنة الله ياحوثيين ياكلاب ياأبناء الكلاب والله من حين شفناكم ماشفنا إلا نجوم البلاء ، فضحكت بأعلى صوتي وقلت لذلك السائق كنت اظنك حوثي أو متحوث ، واذا به يرد عليا بكلمات وسوالف تبين خطر الجماعة الحوثية وخطر إيران وحدثني عن تأريخ سلالي وفكر طائفي واندمجت معه في الحديث الذي من خلاله وجدت نفسي انني امام سائق ليس كماكنت اظنه بأنه جاهل وبليد ، وإنما وجدته هامة تستحق ان أقف امامها إجلالاً وتقديراً ،،، ولما أردت النزول من السيارة أردت ان أعطي ذلك السائق أجرة الركوب ، ولكنه امتنع عن أخذها وقال لي : والله ماتدي ريال رح لك ، فأنصرفت من امامه وانا متعجب من الوعي والمعلومات التي حصلت عليها من ذلك السائق .
بينما ذات مرة ركبت مع صاحب دراجة نارية ، واذا به مشغل في مسجلة الدراجة اناشيد وزوامل حوثية بصوت مرتفع ، فقلت في قرارة نفسي : هذا شاب جاهل صعلوك طرطور غبي مادام مندمج كل هذا الاندماج مع زوامل الحوثي ، وعندما اردت النزول من دراجته سألته عن الشئ الذي اقنعه وجعله يقف مع الحوثي ، ولكنه قال لي : أنا لست حوثي ولامتحوث ! فقلت له : إذاً لماذا تسمع الاناشيد والزوامل الحوثية مادمت لست حوثي !
فقال لي : أنا مندمج مع اللحن والحماس فقط ولست مقتنع بالمضمون والمعنى ، ثم حدثني مايقارب مدة عشر دقائق عن خطر جماعة الحوثي على الوطن فكرياً وحدثني عن معاناة الشعب من تصرفاتهم وعنصريتهم إلى غير ذلك ، وعندما أردت ان اعطيه أجرة الركوب قال لي : والله ماتدي ريال وسامحني لقد ازعجتك بزوامل الحوثي واناشيده ، فقلت له : سامحني أنت فقد أسأت الظن بك وكنت اتوقع انك مجرد شاب صعلوك متحوث ولم اتوقع انك بهذه العقلية وهذا الوعي .
مشكلة محافظة إب تكمن في المشائخ والمسؤولين ، حيث يستعين المشائخ والمسؤولين بالقوي والحاكم لظلم ابناء إب والتسلط عليهم ، فأولئك المشائخ كانوا مع المؤتمر لأنه حزب حاكم للاستقواء على أبناء إب وليس للوقوف معهم وخدمتهم ، وعندما جاءت ميليشيات الحوثي أصبح أولئك المشايخ مع انصار الله للتسلط وظلم كل عباد الله ، وفي عام 2011 كان اغلب المشائخ والمسؤولين ينتظرون لحظة تفجير الوضع في إب للانضمام إلى ساحة الاعتصامات ، ولكن دهاء المحافظ الحجري وتعامله مع حزب الاصلاح والمحافظة على سلمية إب لم تتيح لهم فرصة للانضمام لاعتقاد ان المؤتمر هو الاقوى والمنتصر ، ولو سيطر حزب الاصلاح على المحافظة مثلما سيطر عليها الحوثيين لأصبح مشائخ إب ومسؤوليها كلهم إصلاح وكلهم من ثوار فبراير ، بل لوسيطر تنظيم القاعدة على إب لأصبح مشائخ إب كلهم مع القاعدة ومع داعش .
بيئة محافظة إب تختلف عن البيئة التي ترعرعت ونشأت فيها الجماعة الحوثية ، وممكن ان تجد المناطقية والعنصرية في اغلب المحافظات اليمنية ولكن في إب لن تجدها ، وهذا مايجعل أبناء يتضادون مع مناطقية وعنصرية الجماعة الحوثية ، بالاضافة إلى الفكر المذهبي القديم الذي يختلف أيضاً ، وهذا ماسيجعل الاغلبية الكبيرة من أبناء إب يكرهون الحوثي ولن يتقبلوه ، ومن يقف مع الحوثي ويسانده ليس إلا فئة قليلة تتمثل في مشائخ المحافظة والمسؤولين الذين يعانون منهم أبناء إب منذ زمن طويل لأسباب كثيرة ولم تأتي فرصة للتخلص منهم .
نعم ابناء إب يكرهون الحوثي ، ولكن ما الذي بمقدورهم ان يفعلوه طالما وهناك مقاومة لم تحتوي الجميع وتغوص في كافة ارجاء المجتمع وتستقطب الشباب والرجال من جميع الاحزاب ، وهنا ليس امام ابناء محافظة إب الا الصمت والانتظار حتى يأتي الوقت المناسب والملائم الذي تستطيع ان تظهر وتتحدث فيه الفئة الصامتة .
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر