السبت 21 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
علي البخيتي
بعض حيثيات الجريمة التي ارتكبت بحق نبيل سبيع
الساعة 20:16
علي البخيتي

ما حدث اليوم 2 يناير 2015م للصحفي والكاتب نبيل سبيع جريمة بشعة، مجموعة مسلحة تفاجئه بضربه في رأسه من الخلف حتى سقط على الأرض، وقبل أن يغادروا مكان الجريمة أطلقوا عليه رصاصتين في رجليه، احداها في الفخذ الأيمن، والأخرى تحت الركبة في الرجل اليسرى، والطريف في الجريمة أن أحد المارة انضم للمجرمين مسرعاً وصائحاً "فلتوه"، وفور اقترابه من جسد نبيل باشر بضربه وركله، دون أن يثير تصرفه أي مخاوف لدى المنفذين قبل أن يدركوا أنه استحسن فعلتهم واندفاعه نحوهم كان بهدف المساهمة في الاعتداء على نبيل.

مكان الجريمة وزمانها وكيفيتها والثقة التي ظهر بها المنفذون تضعنا أمام الكثير من التساؤلات، فالمكان في شارع هائل أكثر الشوارع ازدحاماً في أمانة العاصمة صنعاء، في التقاطع الأول لمن دخل هائل من الزبيري، أمام محطة الوقود وشركة الكريمي للصرافة، الكثير من المحلات التي في ذلك المربع المهم والحيوي تستخدم كاميرات لتصوير الحركة في الشارع، الزمان في وضح النهار بعد الظهر.

تلك المعطيات تجعل أي متابع يُرجح أن مُنفذ العملية يحظى بغطاء أمني من نوع ما، ومثلما كنا نحمل سلطة هادي والحكومة المحسوب وزير داخليتها على الإخوان المسلمين "حزب الإصلاح" والمسؤولين الأمنيين وقتها مسؤولية الاغتيالات التي كانت تحصل ضد أنصار الله "الحوثيين" في وضح النهار -ويختفي المجرمون بسهولة- اما مباشرة أو عبر توفير الغطاء الأمني والتسهيلات للجناة أو عبر التقصير، اليوم وبنفس المنطق نحمل الحوثيين المسؤولية، وعليهم كشف من يقف وراء العملية لدرء تلك التهم عنهم.

الكثير من الكتاب والصحفيين الذين وجدهم عند زيارتي لنبيل في المستشفى يحملون الحوثيين المسؤولية وبشكل واضح لا لبس فيه، معتمدين في اتهامهم ذلك على المعطيات التي توفرت عن الجريمة وكيفيتها ومكان وزمان التنفيذ والأريحية التي بدا عليها المنفذون، إضافة الى مساهمة أحد المارة فيها دون أن يُثير ريبة المنفذين..

شخصياً لا أرجح لجوء أنصار الله كحركة لمثل تلك العمليات القذرة، وأرجح مسؤولية طرف آخر يهدف الى خلط الأوراق، لكن المتابع  لبعض الممارسات التي حصلت للكثيرين على يد الحوثيين والتجاوزات الخطيرة من قبل جناحهم الأمني تحديداً –الذي فقدت قيادة الحركة القدرة في السيطرة عليه ومحاسبته- وارسالهم نساء للاعتداء على البعض وتعذيب البعض وبشكل بشع واخفاء بعض خصومهم لأشهر لا يمكنه أن يستبعد فرضية أن يكون بعض المحسوبين على جناحهم الأمني وراء العملية، قد يكون جناح خاص مثلاً، كالجناح الخاص الذي كان ذراعاً لحركة الإخوان المسلمين في مصر أيام مؤسسها المرحوم حسن البنا، حيث نفذ ذلك الجناح الكثير من عمليات الاغتيال، ، أو مثل الذراع المخابراتي للزعيم الراحل جمال عبد الناصر -صلاح نصر وجهاز المخابرات العامة المصري في حينه- الذي مارس عمليات تعذيب وجرائم بشعة بحق خصوم النظام دون علم عبدالناصر.

أطلب من سلطة الأمر الواقع ممثلة في أنصار الله اجراء تحقيق شفاف وعاجل في الجريمة وكشف نتائجه للجميع، وعرض محتوى كاميرات المراقبة على الرأي العام بغرض التعرف على الجناة والتبليغ عنهم، فوصول التحقيق الى نتيجة سيدرأ التهمة عنهم، وتعاطيهم وفقاً لمبدأ "الدعممة" مع جريمة بشعة كهذه، ليست موجه الى نبيل سبيع لوحده، انما لكل الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي، سيؤكد شكوك البعض تجاه علاقتهم بها.

حالة نبيل سبيع الصحية مستقرة ومعنوياته عالية، ويمازح أصدقائه كعادته، أتمنى له الشفاء العاجل، وأتمنى من الكتاب والصحفيين –وبالأخص من لهم تأثير على الرأي العام وينتقدون الكثير من الأطراف- أن يكونوا أكثر حذراً في تحركاتهم.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً