- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
في مثل هذا اليوم تم دفن صديقي عبدالرزاق سنان الذي قتل في مجزرة المركز الثقافي بمدينة إب بتأريخ ٢٠١٤/١٢/٣١ في آخر يوم من أيام العام وتم دفنه في تأريخ ٢٠١٥/١/١ في أول أيام العام ، فجعل لي ذكرى مؤلمة جداً اختلف فيها عن الجميع الذي ينظرون إلى آخر ايام السنة بأنه يوم توديع عام وينظرون إلى اول ايام السنة بأنه يوم عام جديد ، ولكنني انظر بأنها ذكرى رحيل وفراق صديق غالي ورفيق مثالي قتل في آخر ايام السنة ودفن في أول ايام السنة التي تليها.
في مثل هذا اليوم اخرجنا جثة صديقي عبدالرزاق من ثلاجة الموتى في مستشفى ناصر بمدينة إب ، وعندما وضعنا الجثة على سيارة الاسعاف واراد سائق السيارة ان يشغلها لم تشتغل السيارة إلا بعد دف طويل ، فتلك السيارة كانت رافضة ان تنقل صديقي إلى القبر لدفنه وهو في عمر الزهور وعز الشباب ، وعندما صلينا عليه صلاة الجنازة في جامع البر لم استطع ان أرفع يدي للتكبيرات واحسست بثقل ووقفت كالأبله غير مصدق ان ذلك الصديق الغالي قد مات ، وعندما حملوه على الجنازة كنت أبكي كالثكلى وسارت الجنازة نحو المقبرة واخطأت الطريق لتذهب نحو مقبرة أخرى لم يحفر فيها قبر وذلك لأن الجنازة لاتريد ان تضع صديقي في الثرى ، وعندما عدنا نحو المقبرة الأخرى ووصلنا إلى القبر المحفور هناك كانت اللحظات الصعبة فعندما وضعوا صديقي عبدالرزاق في القبر وهلوا عليه التراب شعرت بأنهم سلبوا روحي وفؤادي وانفاسي .
في مثل هذا اليوم دفنت صديقي عبدالرزاق ، ومنذ ذلك اليوم إلى اليوم وأنا لم أعرف من الذي قتل عبدالرزاق ، فالجريمة تمت في المركز الثقافي بمدينة إب وسقط ضحيتها أكثر من ٣٠ قتيل أثناء الاحتفال بالمولد النبوي ، وكان هناك تقصير من اللجان الحوثية بالتفتيش وتأمين المكان ، وإلى اليوم لازالت تلك الجريمة غامضة ومدير أمن المحافظة الحوثي لم يظهر أي نتائج حقيقية واقعية مقنعة عن منفذ الجريمة والواقف ورائها مع الادلة ، وانما مجرد اتهامات فقط ، مماجعلني اتسائل منذ ذلك اليوم إلى الآن من الذي قتل صديقي ؟
في مثل هذا اليوم دفنت صديقي عبدالرزاق فأستقبلت بدفنه عام هو أسوء عام في حياتي ، فعام ٢٠١٥ كان عندي عام بلا وطن بلا أمن بلا استقرار بلا اطمئنان بلا فرح بلا سعادة بلا هدوء بلا عمل بلا اعياد بلا مادة ، وهو ايضاً عام بلا صديق .
في مثل هذا اليوم دفنت صديقي فدفنت روحي واشواقي واحساسي وراحتي وعشت مشرد خائف قلق ملاحق مطارد من ميليشيات الحوثي وتم فصلي من عملي بسبب رأيي ، وتم سجن وتعذيبي في سجون الحوثي فلم أجد يوم هناء ولم أشعر بساعة من الراحة .
في مثل هذا اليوم رحل صديقي وجلست مايقارب خمسة أشهر وأنا ازور قبره في كل خميس من كل أسبوع وهو اليوم الذي دفن فيه ، وكنت اسولف معه على قبره سوالف الخيال واشعر أنني أراه واسمعه ثم ادعوا له وانصرف ، وبعدها لم أستطع أن ازور قبره كل أسبوع بسبب مطاردتنا وملاحقتنا من قبل ميليشيات الحوثي الاجرامية التي تحارب حريتنا وآرائنا ويزعجها حروفنا واقلامنا ، ولكن صديقي عبدالرزاق قد ثمان مرات في المنام وقال لي في إحداها انه لايزال منتظر لغريمه الذي قتله .
في مثل هذا اليوم رحل صديقي عبدالرزاق بعد أن ترك لي ذكرى في كل مكان ، وحيث مااتجهت اتذكره ، فمن يريم حتى حبيش حتى وراف حتى بحر عدن حتى مدينة صنعاء أجد ذكرى صديقي ، فقد كان يلازمني في السفر وفي الذهاب للعزاء والافراح وفي الانشطة والمقيل والمنام والأكل والرحلات والزيارات ، وعشت معه في السراء والضراء ، وتمتعنا بأوقات المزح والضحك واللعب ، وتبادلت معه الملابس الداخلية والخارجية ، وكان يستشيرني في كل شئ ويشكوا لي كل همومه .
في مثل هذا اليوم رحل صديقي ومنذ ذلك اليوم وأنا لم أستطع أن أنساه ، ففي كل يوم اسمع الاناشيد الرثائية التي انتجتها لفراقه ، حتى في سجني كنت اهيم مع نفسي بأناشيد رثاء عبدالرزاق .
في مثل هذا اليوم رحل عبدالرزاق ، وكنت قبل رحيله بشهر اعاني من مرض الجدري أو مايسمى بالحصبة الألمانية ، وكان عبدالرزاق بجانبي يلازمني دوماً يأتيني بالأكل والدواء ويمسح بالعلاج على كآفة أجزاء جسمي .... وها أنا اليوم اكتب هذه الكلمات وأنا على فراش المرض أعاني من الآم التعذيب في السجن الذي خرجت منه ... ولكن للأسف لم يعد صديقي عبدالرزاق بجانبي كما كنت اعهده ، فقد رحل وتركني بلا صديق ... ومن هنا وعلى فراش مرضي اتسائل واكرر التسائل للجميع وأقول من الذي قتل صديقي عبدالرزاق ؟؟؟
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر