- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
بعد قضاء فترة مايقارب ستة أشهر وأنا هارب مشرد خائف متنقل مابين المناطق والمحافظات ، عشتها كئيب قلق معاني حذر من أن أقع في أيدي الميليشيات الحوثية وادخل سجونهم بسبب مقالاتي وانتقاداتي لتصرفاتهم والوقوف مع الوطن والمصلحة الوطنية وابداء رأيي معبراً عن حريتي، وطول تلك الفترة وأنا امد يدي إلى قيادات المقاومة وجهات عديدة كي تنقذني وتساعدني إلى الوصول إلى مكان آمن فلم ينقذني أحد رغم أن هناك جهات كانت قادرة على انقاذي ولكنها لم تستجب لي، وفي اليوم الذي تم القاء القبض عليّ كنت منتقل إلى مكان آخر ولكنني فضلت البقاء عند أحد الاصدقاء في منطقة العدين لمدة يوم واحد، وفي ذلك اليوم كتبت مقال يحمل عنوان "المقاومة شرف عظيم لكل أبناء اليمن"، وما إن انتهيت من كتابته وبدأت بنشره إلا واخبرني صديقي أن المكان الذي نحن فيه تم الابلاغ عليه ولم يعد آمناً، فأتصلت بأحد الاشخاص الذين كنت منسق للذهاب إليه من قبل فقال لي انتقل إلى مكان محدد واخبرني بذلك المكان، فخرجت من ذلك المكان الذي كنت فيه وقت المغرب، واتجهت إلى المكان الذي حدده أحد الاشخاص ........ وهناك وقعت في الفخ وتم القاء القبض عليّ.
في الوقت الذي تم فيه القاء القبض عليّ ، قامت ميليشيات الحوثي بالعصب على عيوني وآذاني بقوة بعصاب واحد فلم أعد أرى ولم أسمع شئ، ثم نقلوني فوق سيارة لست ادري كيف هي وسافرنا مايقارب اربع او خمس ساعات، ولما وصلنا تم إنزالي إلى السجن وهناك أبعدوا العصاب عن عيني وأذني فوجدت نفسي إلا في وسط زنزانه كبيرة مظلمة فيها بصيص من الضوء الذي ينير من خازن كهرباءي لاتكاد ان ترى من حولك بوضوح تام، وكان في تلك الزنزانة أثنين مجانين شعرهم كبير ووعيهم مفقود عرفت انهم مجانين من خلال محاولتي الحديث معهم، وبعد أن تركوني الميليشيات في تلك الزنزانة عاد لي أحدهم بعد قليل وقال لي: كيف المكان هل أعجبك ؟
فقلت له: مكان حلو ودافئ وانا مرتاح فيه لأني كنت في مكان أسوأ منه، فما كان منه إلا أن غضب ونقلني إلى الحمام ثم تركني قليلاً وعاد فقال لي: كيف الحمام هل اعجبك ؟
فقلت له : مكان ممتاز جداً واذا جاء البول ماعاد يحتاج تعب ، فما كان منه إلا أن قال لي: والله ماعاد في إلا أن أشل رأسك واضعه في كرسي الحمام .
في ذلك السجن لاتدري متى الليل أو النهار، وتم نقل الاثنين المجانين الذي كانوا في تلك الزنزانه، وكان الأكل عبارة عن قليل فول وكدمه ولست ادري هل كانوا يعطونا في اليوم وجبة واحدة ام وجبتين، ولم نأكل غير الفول والكدمه أي شئ، واما الماء فلم يعطونا نطفة ماء طول الفترة ولم اجد شربة ماء في السجن ولم اجد ماء في الحمام الذي سجنت فيه طول الفترة اطلاقاً.
تم تعذيبي في السجن تعذيب شديد وقاسي ولست قادر الآن أن أصف وصف مفصل عن وجعي وألمي ومعاناتي، ولكن التعذيب تنوع بين الصفع بالكف والركل بالقدم وبالضرب باللوح الذي كان صغيراً واظنه كان مجموعة من اعصي خيزرانية ، بالاضافة إلى التعذيب بالكهرباء، وكنت لا ادري متى ينتهون من تعذيبي ولم اشعر إلا أن يأتيني احدهم بالطعام إلى الحمام الذي كنت استلقي فيه وانام بدون فراش او رداء دفئ.
تم تعذيبي لفترة كبيرة اظنها اسبوع والسبب لأني رفضت أن اعطيهم رمز احد هواتفي الذي وقع في ايديهم، حيث كان لدي هاتف اخذته معي عندما انتقلت وهاتف تركته عندي صديقي مع مجموعة اوراق دون ان اعلم اني تركته وكنت اظن ان هواتفي الاثنين في لدى الميليشيات ، وبعد طول تعذيبي سأل المحقق عن السبب الذي رفضت فيه اعطاء رمز هاتفي فقلت له: ان لدي في الهاتف رسائل مع زوجتي وصور ولن اعطيكم الرمز ... ولم يعلم ذلك المحقق انني لازلت عازب ولم اتزوج ، ولكنه اقتنع بماقلت .
التحقيقات تنوعت بين عدة اسئلة كان يتم تكرارها يومياً ويريدون الاعتراف بها كمايقولون ثم يعذبوني، وتلك الاسئلة تتضمن ماهي الجهة التي تتبعها، ومع من تتواصل وماهي الخطط ومن هو الممول ، وكنت أرد بأنتي لا اتبع اي جهه وليس هناك من يمولني ولم اتواصل مع أحد، وانا أعبر عن رأيي واقتناعي، ولكنهم كانوا يعذبوني يريدونني ان اعترف حسب ظنونهم.
عندما خرجت من السجن لم اشعر إلا وانا في احد مستشفيات صنعاء وبجانبي أحد الاشخاص اشبهه سألته من انت فقال لي: فاعل خير وقد وجدتك بغير وعي كالمجنون، فقلت له: أنا كنت في سجن الحوثي ، فقال لي: انا اعرف ذلك ياولدي ثم تحدثت معه عن اشياء أخرى.
تحدثت هنا بكل اختصار ولم استطيع ان اشرح بتفصيل لأنني لازلت متعب ومريض إلى الآن، ولكنني سأشرح لاحقاً عندما أشعر بالصحة الجيدة، فالسجن الذي كنت فيه هو غير ماتتصورون ومالا تتوقعون.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر