الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
غيلان العماري
إلى المتحاورين في جنيف2
الساعة 16:08
غيلان العماري

إلى  الذين  سيحضرون  مؤتمر الحوار القادم في جنيف ؛ كل  يمني  شريف ، وغيور  على ما تبقى  من  حاضر  وطنٍ  ماثلٍ  للإحتضار، كونوا  - هناك - على  مقربةٍ  من  كلّ  هذه  الأوجاع  والعلل ، لنضمن - هنا- ما أمكن من  أسباب  التعافي ، والعودة  بسلام ، قدّموا  هذا  الوطن  على  ماسواه  من  مآرب  شوهاء  وأطماع ...

قدموه  على  أنه  المبدأ  والمبتدأ  والمصير قدموه  على  أنه  الأصل  وهو  الفصل ، وأنه  الضوء  وهو  الظل ، وأنّه  القافلة  والدّرب  وهو  المسير،  قدموه  على  انه  الوطن  الأم  لا  الوطر ، قولوا  هذا  وطننا  وقد  أخطأنا  جميعا في  حقه ، وقد  آن  آن  العود ،  والعود  أحمد، لا  تعودوا  بغير  ذلك، كونوا  ولو  لحظة  بحجم  هذه  الأوجاع ،  ولتحضروا،  وهذا  الوطن  حاضر  في  قلوبكم، ونُصبَ أعينكم ، تبرز احتضاراته  ومآسيه...
الفرصة  مواتية  لكم  بالخلود، فخلدوا  هذه  اللحظة  بتوافق  وطني أخّاذ ، يعيد  إلينا  يمننا  المختطف، المسلوب، منذ  أمدٍ  بعيد، لا  تحضروا  بغيركم ، ومثلوا  إرادة   هذا الشعب  لا  سواه ، اخلعوا عن  كواهلكم  كل  ما تبقى  من  تلك  الأسمال  الرثّة  من  التبعية  والإرتهان  للغير ، كونوا  يمنيين  وهذا  شرف - صدقوني -  لا يضاهيه  أي  شرف ، كونوا  كذلك وستكسرون  بوحدتكم، وتسامحكم ، وتآلفكم ، كل  يدٍ   ضالّة ، تسوّل  لها  نفسها  العودة  للإضرار بهذا  الوطن  العظيم!

ابتعدوا  عن  كونكم  جزء  من  المشكلة  حتى يبزغ  فجر  الحل ، وذلك  لن  يتأتى  إلّا  بطيّ  صفحة  الماضي ، ووأد  الضغائن  والاحقاد، وترتيب  الحاضر ، وتأثيثه  بالولاء الوطني الصادق  المتين.

الكرة اليوم في ملعبكم ، فتقاربوا ،وتماسكوا، لنضمن  ولو هدفاً  وطنيا واحداً ، يمسح عنا بعض  ما تيسر من  تلك  الهزائم المتتالية  "المتلتلة" التي  قذفت  بنا إلى  ذيل  ترتيب الدول  الأكثر   فقراً  وضعفاً وضآلة.

احضروا  من زاويا  الود  الجادّة، لا  من  زوايا  الحقد  الحادّة، مارسوا  فضيلة :
"والرجوع  إلى  الحق  أحق  أن  يتبع"  وستقطفون  وهذا  الشعب  الأبيّ  المكافح ثمار  الخير  والسؤدد  والفلاح.

قولوا  للخارج  الشرير  كفى ..كفى، ومدوا الأيادي  - برفعة  وسمو - لكل  الخيّرين  في
هذا  العالم، مازال  في  الوقت  متسع  لأن تتقدموا...

تقدّموا ، وسيتقادم  عهد الإنفلات وتشرق  في  الآفاق  مرحلة  عهد جديد ، تنبت على  حقوله  سنابل المحبّة  والخير  والنماء..
آمال  ولا  استحالة  في  أن  تتحقق، فقط كونوا بمستوى  الحدث  وحدثوا  أنفسكم  عن ضرورة  الخروج  من  هذا  المأزق  المخيف كخيارٍ  للنجاة  أوحد  ووحيد.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً