- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
أسئلة كثيرة تدور حول الأسباب الكامنة وراء تأخر عملية حسم معركة تعز بعد أن توقفت قوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف بمدرعاتها الحديثة وآلياتها العسكرية عند منطقة "الشريجة" الواقعة بين محافظة لحج وتعز والمحاذية لمدينة الراهدة ثاني أكبر المدن الواقعة شمال شرق محافظة تعز , ولا تزال تلك القوات تراوح مكانها منذ ما يقارب ثلاثة أسابيع على إعلان انطلاق عملية تحرير المدينة وفك الحصار عنها , وتخوض تلك القوات المزودة بأحدث الأسلحة النوعية معارك كر وفر حتى اللحظة دون تمكنها من تجاوز حدود "الشريجة" وإحداث تقدم فعلي على الأرض, مع أنها قادرة على حسم المعركة في غضون أسابيع قليلة على غرار ما حدث في المحافظات الجنوبية كما يرى كثير من المحللين العسكريين.
توقع الجميع أن تتحرك القوات المشتركة فورا بعد تطهير عدن ولحج إلى تعز لكنها توقفت عند منطقة "كرش" التي لا تبعد سوى عدة كيلومترات عن تعز في الوقت الذي كانت فيه الأخيرة ترزح تحت نيران وبطش ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح وتقاوم بإمكاناتها البسيطة وأسلحتها الشخصية .
كل ما تحتاجه تعز هو قرار عسكري وسياسي بالدرجة الأولى, فهي لا ينقصها الرجال بقدر ما ينقصها السلاح, فالمقاومة في تعز ظلت تشكوا من النقص في الدعم العسكري طيلة الأشهر الماضية إلا أنه ورغم تسليحها المحدود جوبهت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع بمقاومة شرسة على الأرض كبدتها خسائر كبيرة وأجبرت تلك الميليشيات على التراجع إلى أطراف المدينة ما دفعها إلى تضييق الخناق عليها وقطع كل طرق الإمداد التي تمثل شريان حياة للمدينة وعدم السماح بإدخال المواد الغذائية والطبية وحرمانها من أبسط مقومات الحياة حتى وصل الأمر بهم إلى منع إدخال مياه الشرب وأنابيب الأكسجين.
وحتى اللحظة لا تزال تعز تعاني من قسوة الحصار الجائر الذي يشتد عليها يوما بعد آخر ووحشية القصف الهستيري للميليشيات الذي يطال كل شي فيها بدون استثناء منذ ما يربو على ثمانية أشهر ويزيد, دون أن يكون هناك أي تحرك جاد من قبل الحكومة اليمنية لإنقاذ أهالي المدينة من كارثة إنسانية حقيقة .
وفعلا لو كانت المقاومة حصلت على الدعم النوعي اللازم لكانت المعادلة قد تغيرت على ما هي عليه الآن , لكن ما وصل للمقاومة هو دعم محدود لا يتعدى مدرعتين أو ثلاث وهذه بالطبع غير كاف لتحرير معسكر واحد من تلك المعسكرات والألوية المدججة بالأسلحة الثقيلة والمنتشرة على أطراف المدينة .
كثيرة هي التبريرات والأسباب التي قد نسمعها سواء من قيادة التحالف أو الحكومة اليمنية لتفسير ذلك التباطؤ "الغير مبرر" , وكذلك كثيرة هي الوعود التي نسمعها يوميا منذ عدة أشهر عن قرب استكمال تطهير تعز لكن دون أن يلمس أهالي تعز من تلك الوعود شيئا.
هل السبب يعود فعلا إلى كمية الألغام الهائلة التي زرعتها الميليشيات في طريق تلك القوات ما أعاق تقدمها كل ذلك الوقت؟ هذا لم يعد مبررا مقنعا في الحروب الحديثة في ظل توفر الإمكانيات والوسائل المتقدمة للتعامل مع تلك الألغام .
أم أن ذلك التأخير يراد من ورائه استنزاف قدرات الميليشيات في تعز وتشتيتها من أجل تخفيف الضغط على معركة صنعاء؟
وإذا نظرنا من زاوية أخرى نلحظ غياب ملفت لغرفة تنسيق عملياتي بين المقاومة في تعز والتحالف وهو الأمر الذي يصعب من سير العمليات على الأرض ويؤخر من انجاز خطة التحرير.
في المقابل إذا لم يكن هناك رؤية وإستراتيجية واحدة للسلطة الشرعية في اليمن وللتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن في طريقة حسم المعركة ,فإن الأمر بالتأكيد سينعكس سلبا على انجاز التحرير الشامل لتعز ولليمن ككل, لأننا في مرحلة أحوج ما نكون فيها إلى التوافق بدلا من تأجيج الخلافات التي لا تخدم سوى القوى المعادية فقط وتشد من أزرها .
الكثير يرى أن التأخير ناتج عن حسابات ما يغلب عليها الطابع المناطقي,على اعتبار أنه لا يزال هناك تخوف لدى أطراف من التحالف العربي من فصيل سياسي معين داخل تعز وهو الأمر الذي يشكل أحد الألغام"السياسية" التي تقف في طريق عملية استكمال تطهير المحافظة, أعني بذلك الطرف تحديدا الإمارات العربية المتحدة التي تعد عضوا فاعلا في التحالف العربي لكنها لم تتخلص بعد من "فوبيا" الإخوان المسلمين وترى بأن أي انتصار في تعز هو انتصار للإصلاح ,الأمر الذي دفعها مؤخرا عبر وسائلها الإعلامية بالقول أن حزب الإصلاح هو من خذل تعز ويقف وراء عرقلة عملية التحرير , بغرض تحييد ذلك الفصيل الذي هو جزء من مقاومة شعبية تضم مختلف الأطياف والتكوينات , وحتى نكون منصفين فإن معظم قادة الحزب متواجدون بشكل قوي وفاعل في الميدان, لذلك فإن مثل هذه التصريحات تعمل على شق صف المقاومة وزعزعته وهي بذلك لا تخدم سوى تحالف الحوثي وصالح الانقلابي.
ما يجب أن يعرفه الجميع هو أن تعز تقاتل من أجل اليمن واستعادة مؤسسات الدولة المنهوبة, تقاوم من أجل المشروع الوطني الذي تمثله تعز بكل شرائحها وأطيافها وليس من أجل أي شي آخر, وإذا استمر التعاطي بهذه النظرة العدائية تجاه مكون من المكونات السياسية في اليمن فلن ننجز أي شي .
بات الإسراع في حسم معركة تعز أولوية إنسانية أكثر من كونها ضرورة عسكرية فكل يوم يمر على تعز تدفع فيه فاتورة باهضة من الخسائر المادية والبشرية جراء استمرار ميليشيات الحوثي والمخلوع في ارتكاب أبشع جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في مشهد يعكس حجم الحقد وبشاعة الفعل الممارس ضد أبناء هذه المحافظة التي تعاقب اليوم بوحشية منقطعة النظير فقط لأنها وقفت في وجه الميليشيات الغازية القادمة من كهوف مران وقررت حمل السلاح دفاعا عن أرضها وكرامتها.
وأيا كانت ماهية الأسباب التي تقف وراء ذلك البطء في عملية الحسم تبقى معركة تعز مفصلية ومصيرية يعلق عليها الكثيرون آمالا كبيرة فهي تتمتع بأهمية إستراتيجية كونها تعتبر خاصرة اليمن وبوابة العبور نحو الشمال والجنوب لذلك ينبغي الأخذ في الاعتبار أنه من سيكسب معركة تعز سيكسب معركة اليمن ككل ومن سيخسرها سيخسر معركة اليمن أيضا, ولا أظن أن هذا الأمر يغيب عن ذهن المخططين العسكريين وقادة العمليات عن بعد , ولكن ربما ما يدور خلف كواليس السياسة أكبر مما يدور على أرض الميدان .
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر