الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
د/عبدالله أبو الغيث
حكومات تتكاثر وساسة ينبطحون ويمنٌ يتلاشى!!
الساعة 17:35
د/عبدالله أبو الغيث

   اتحفنا (الرئيس) هادي بتعديل حكومي جديد هذا الأسبوع، وتناقلت المواقع الإخبارية رفض رئيس وزرائه بحاح لذلك التعديل، بينما يقوم الحوثي وصالح بتكليفات وزارية للوزارات، وكذلك عينوا محافظين جدد للعديد من المحافظات إلى جانب من عينهم هادي، وصار لدينا في كل وزارة وزيرين، وفي كل محافظة محافظيين، وفي كل مؤسسة رأسين، بينما الوطن اليمني وشعبه المقهور صار بين خرابين يصبان على رأسه.

   خلاف هادي وبحاح يعبر عن صراع في قيادة التحالف العربي بين السعودية ولإمارات، ومصالح الدولتين هي من ستحسمه وليس مصالح حلفائهم اليمنيين، فهم يقاتلون في اليمن من أجل ترتيب أوضاعهم بدرجة أساسية. ومثلها مصالح إيران حليف الحوثي، ومصالح روسيا التي يعتقد صالح أنها ستحارب من أجله في اليمن! مع أنها صارت تبحث لها عن خروج يحفظ لها ماء الوجه من سوريا مع حليفتها إيران ولن تكرر الغلطة في اليمن، ومثلهما دول الخليج التي تريد الخروج من اليمن بنفس الطريقة بعد أن تأكد لها بأن ذلك أقصى ما يمكن لها فعله.

   وعندما يتأتى لأي من القوى الإقليمية والدولية ضمان مصالحها فلن تتوانى لحظة من التعامل مع حلفائها اليمنيين على طريقة ورق (الحمّام) الذي يكون مصيره الزبالة بعد استخدامه رغم حاجتنا الماسة إليه قبل ذلك!! فهل تعي النخب السياسية اليمنية بكل طيفها ذلك؟ وتدرك بأن شركاء الوطن هم الأبقى لها مهما تباعدت المسافات بينهم، فالوطن اليمني يظل هو القاسم المشترك بين الجميع.. فأن تكون شريك في وطن آمن وموحد خير لك ألف مرة من أن تنفرد بالأمور على أشلاء وطن منهار وممزق.

   خزينة الدولة صارت خاوية، وبعد شهر من الآن لن يكون هناك ميزانيات جديدة لا في صنعاء ولا في عدن، وسواح الفنادق الخارجية سيتفاجؤون بأن الحنفيات قد أقفلت أمامهم، ولن يجدوا ما يتعيشون منه حتى وإن بوسوا الأقدام وليس الأكتاف والركب فقط.

   إذاً.. الحل يكمن في أن تخلص الأطراف اليمنية في الداخل والخارج نياتها، وتستغل فرصة التفاوض القادمة في جنيف، وتستعد لتقديم التنازلات لبعضها.. على الأقل رحمة بالمنكوبين من أبناء شعبهم الذين صار الجوع يحصدهم وليس رصاص الصواريخ الجوية والأرضية فقط.

   على أولئك الساسة المنبطحين (ولا نريد أن نستخدم تعبير آخر) أن يمتلكوا الشجاعة ليصرخوا في وجوه أسيادهم الإقليميين والدوليين بعبارة (كفى) فوطننا صار خراباً وأصبح في طريقه للتلاشي.. حتى ولو كانت تلك الصرخة من قبيل صرخة ذلك الساذج الذي قال لمنتهك عرضه وهو يتظاهر بالنوم " أنا قلت باشوف عقلك لافين بايوصلك.. لكن والله ما ثنيت " !!

   ختاماً: على أولئك (الساسة) أن يتذكروا الحكمة القائلة: كن رجلاً بألف رجل، فإن لم تستطع فبمئة رجل، فإن لم تستطع فبعشرة رجال، فإن لم تستطع فكن رجلاً واحداً ولا تكن أقل من ذلك!!.
رجاء أخير نضعه أمام من يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين والعسكريين.. كفوا عنا قرفكم!!.

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص