الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وليد العليمي
أبناء العهد
الساعة 17:31
وليد العليمي

( إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا ًلا صلة له بالله ، وبالتالي لاصلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها ، لقد هيأتم جميع العقول في بلدان المسلمين لقبول السير في الطريق الذي سعيتم له ، ألا وهو إخراج المسلم من الإسلام ، وعدم إعتناقه أي دين ، وبالتالي جاء النشئ الإسلامي مطابقا ً لم نريده لا يهتم بعظائم الأمور ، ويحب الراحة والكسل ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب ،حتى أصبحت الشهوات هدفه في الحياة فهو إن تعلم فللحصول على الشهوات ، وإذا جمع المال فللشهوات وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات إنه يجود بكل شيئ في سبيل الوصول الي الشهوات ، إن مهمتنا تتم على أكمل الوجوه ) صموئيل زويمرعام 1935م  .

، إن أعداء الإسلام والمسلمين لم يتمكنوا من إخفاء عداوتهم وحقدهم ، وبين الفينة والأخرى يخرجوا علينا بمثل هذه التصريحات والأقوال الإستعدائية ،وما تخفي صدورهم وأعمالهم أشد وأسوأ ، حديث صموئيل زويمر الذي إفتتحت به هذا المقال وأحاديث وكتب ودراسات الكثير من المستشرقين والكتاب اليهود والغربيين ،وتصريحات كل قادة  الكيان الصهيوني وبعض الدول التي تدور في فلك هذا الكيان ،  تؤكد بما لايدع مجالا ً للشك أن ما يتعرض له الإسلام والدول الإسلامية من تمزق وتأكل وحروب وفرقة وفقر وتخلف  ،يقف ورائه أعداء هذه الأمة الخالدة من القوى السوداء الظلامية الغاشمة  ، وبلا ريب أو شك يقف الكيان الصهيوني  في طليعة  هذه القوى  . 

 من يعارض نظرية المؤامرة سيقف مذهولا ً ،وستنعقد لسانه ، ولن يجد مفرا ً من الإقتناع والإذعان لصوت الحقيقة الذي يؤكده ،جملة من الحقائق ونسيج مترابط من الأحداث التي تدور على أرض الواقع عبر مراحل متتاليةومتسلسلة  وفي فترة زمنية واحدة. 

لودققنا النظر قليلا ً في الأحداث المتوالية والمتعاقبة التي حدثت في القرنيين الماضيين ،سنتمكن بكل سهولة من الإمساك بطرف الخيط ، وعندما نقوم بجذبه ،ستتضح لنا الحقائق بكل يسر وإنسيابية ، وستنقشع ضبابية الأحداث التي تدور من حولنا ،والتي يحاول صناع المؤامرة إثارتها حول أعمالهم الحاقدة والضالة ،في محاولة منهم لطمس أثار الحقيقة التي تركوها رغما ً عنهم هنا وهناك . 

إن طرف خيط المؤامرة على هذه الأمة نُسج منذ زمنا ً بعيدا ً ،عندما كلف اليهود عبد الله بن سبأ ليدخل في الإسلام ،في زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقد نجح عبد الله بن سبأ في مهمته نجاحا ً مبهرا ً وحقق أهداف مشاريع اليهود الشيطانية بكل إحترافية ومهارة وخبرة ومازال نجاح هذه الأهداف ساريا ً الي يومنا هذا ، فقد أشعل الإظطرابات والإحتجاجات ضد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو أول من بالغ وغالى في حب الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجه،وأدعى ألوهيته ، وبذلك أسس فكر التشيع للإمام علي بن أبي طالب ، وقدإرتحل الي الشام ومصروالعراق وجمع حوله الأنصار الذين إنخدعوا بأقواله ، وبلا شك حظى بدعم لا محدود  من قبل اليهود ، الذين كلفوا الكثير منهم  لإعلان إسلامهم واللحاق بدعوته ،ليشدوا من أزره ،ويناصروا دعوته ، وقد إدعى عبد الله بن سبأ أنه تمعن في قراءة التوارة ،فوجد أن لموسى وصي ، و يجب أن يكون لكل نبي وصي ، ووصي النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو على كرم الله وجهه ، لذلك كان عبد الله بن سبأ أول من نادى بولاية الإمام علي ، وأول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة خاصة أبي بكرالصديق وأم المؤمنين عائشة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا ً .

لقد تمكن عبد الله بن سبأ من تنفيذ مخططات اليهود وسدد طعنات متتالية في ظهر الإسلام ، ومازال جسد الإسلام ينزف إلي يومنا هذا بسبب هذه الطعنات المسمومة ، لقد قام عبد الله بن سبأ بالتنقل بين الأمصار الإسلامية مدعيا ً أن الإمام علي بن أبي طالب أحق بالخلافة من عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأستطاع أن يثير الشبهات ،وجمع حوله الأنصار وزحفوا من البصرة والكوفة ومصرالي المدينة المنورة ،ولاكن الإمام علي خرج إليهم قبل بلوغهم المدينة المنورة ،وأقنعهم أن إي إعتداء على الخليفة عثمان هو إعتداء عليه ، وإضعاف للمسلمين ، وزرع بذور الخلاف والشقاق والفتنة ،فتراجع الناس عن دخول المدينة  و أصيب بن سبأ بخيبة أمل عندما فطن الإمام على لأبعاد مؤامرته الخسيسة ، لذلك قام بتدبيرمؤامرة أخرى  ، فقام بإكتشاف رسالة مزورة  دسها في يد أحد عمال الخليفة عثمان تحرض على قتله وقتل أتباعه ،وتمكن حينها من إقناع أتباعه بالعودة 
مرة أخرى الي المدينة ،وقتل الخليفة عثمان رضي الله عنه ، وبذلك أشعل نار الفتنة بين المسلمين ، وأستمرفي أشعال الإقتتال والفتن بين المسلمين ، وكان هو وأتباعه السبب الرئيسي في إشعال موقعة الجمل ،وصفين ، وغيرها .  

الذي لا يعلمه البعض أن الإمام علي بن أبي طالب عندما علم أن عبد الله بن سبأ يغالي في حبه ،ويدعي ألوهيته ،ووصايته ، أمر بقتله ، ولاكن عبدالله بن عباس رضى الله عنه نهاه ، فنفاه الي المدائن ، وأحرق أتباعه .

إستمر اليهود في صناعة المؤمرات والمكائد للمسلمين منذ ذلك الزمن الي يومنا هذا ، وفي نهاية القرن قبل الماضي ، تمكن مجموعة من اليهود من صياغة دستور يشرح أفكارههم ورؤيتهم للمرحلة القادمة ، أُطلق على هذا الدستور "بروتوكولات حكماء صهيون " ، وخلال فترة زمنية وجيزة تمكن اليهود من تحويل هذه البروتوكلات من الحيز النظري الي الحيز العملي ، عبر عدد من الكيانات السرية ، التي عُرف منها ، المحافل الماسونية ، وأندية الروتارى ،والليونيز، ومنظمة أبناء العهد .

لقد تمكنت منظمة أبناء العهد خلال زمن قياسي من تأسيس أول قرية يهودية في فلسطين عام 1894م ،والتي تعتبر النواة الأولى للكيان الصهيوني في فلسطين ، لقد أجمع الكثيرمن الكتاب والباحثين على أن منظمة أبناء العهد هي المحرك الرئيسي لمعظم الأحداث حول العالم (من إنقلابات وثورات وتفجيرات وقتل وعنف ) ، إنها كيان ضخم له فروع في معظم دول العالم ،وتأسس مقرها الأول والرئيسي في نيويورك عام 1843م ، لهذه المنظمة الصهيونية مهام وأهداف علنية وسرية ، أما العلنية ،والتي تعتبرغطاء ذكي لممارسة نشاطاتها الغيرقانونية ،والغيرإنسانية ،فمنها حب الخير للإنسانية ، ومساعدة الضعفاء ، والدفاع عن حقوق الإنسان ، و مساعدة ضحايا الكوراث الطبيعية ، أما أهدافها السرية ، فمنها دعم الصهيونية حول العالم ، السيطرة على المراكز الحساسة في دول العالم ، ومن وسائل عملها ، إنشاء شبكات سرية من العملاء حول العالم ، للتجسس وإلتقاط وجمع الأخبارورفعها الي مراكز بحثية متخصصة ، ودراسة نفسية كل قائد أوسياسي أو زعيم أو شخصية عامة لكى يسهل السيطرة على أي من هؤلاء .

 لقد كان أهم هدف تمكنت المنظمة من تحقيقه فى الجانب الفكري هو تبرئة اليهود من دم المسيح ، لعزل المسيحيين ،ومنع مناهضتهم لليهود ،لكى يسهل إستخدامهم والتلاعب بهم  ، لقد تمكنت هذه المنظمة من التغلغل في الأجهزة الحكومية حول العالم ،واستطاعت التحكم في سياسات هذه الدول ،خصوصاً في الولايات المتحدة ،وبريطانيا ،وفرنسا ،وألمانيا ، وسيطرت بشكل كلي على الحياة الإقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية في هذه الدول .

لقد نجحت هذه المنظمة الإرهابية في تدميرالأخلاق والأديان(ماعدا الديانة اليهودية) والحكومات الوطنية ،وتعاونت مع أذرع اليهود الأخرى مثل الماسونية ،في أشعال الحروب والفتن حول العالم ، وساهمت بدور بارز ورئيسي في إشعال الحرب العالمية الأولى ، والثانية .

 تستخدم هذه المنظمة كل الوسائل لتحقيق أهدافها ، مثل المال والجنس والإعلام ،و لها فروع في عدد من البلدان الإسلامية ، مثل الأردن وسوريا والبحرين والمغرب وتونس والعراق ومصروالسودان . 

تقود هذه المنظمة منذ تأسيسها حربا ً ضدالأديان ،وبشكل خاص ضد الإسلام ، وهي تسير على خطى قائدها الروحي المؤسس عبدالله بن سبأ ، فهي  من تذكي روح الفتنة الطائفية بين المسلمين ،بل هي من إبتدعت مصطلحات الطوائف ومسمياتها بين المسلمين ،إن توصيف المسلمين إلي سني وشيعي ، خدعة يهودية لا تقبل الجدال والشك، وبلا تردد يجب علينا أن نجزم أن التعصب من أى طرف  هو مكيدة صهيوينة موجهة ومدبرة .

لم يقف المشروع المعادي للإسلام  عند هذا الحد ، بل ان القوى الظلامية المسعورة ومنها "منظمة أبناء العهد " تقف وراء تأسيس وتمويل المنظمات الإرهابية التي ترفع راية الإسلام ، مثل "تنظيم القاعدة " و "تنظيم داعش " ، إن "منظمة أبناء العهد " تقف وراء كل العمليات الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها حول العالم وتم إلصاقها بالإسلام بأسلوب محترف لايستطيع القيام به إلا منظمة "أبناء العهد" وأذرعها داخل مخابرات وأجهزة أمن هذه الدول  .

 ، إن إمكانيات هذه المنظمة وقدراتها اللامحدودة التي تمكنت من إشعال الحروب في العالم ،مثل إشعال الحرب العالمية الأولى والثانية ، وإشعال الثورات مثل الثورة البلشفية "الشيوعية "في روسيا ، وتدبيرالإنقلابات حول العالم ، تستطيع بكل سهولة ويسر تدبير هذه الإنفجارات ،وهي بالنسبة إليها " مثل لعب الأطفال"  ، كتدبير "حادث 11سبتمبر "في نيويورك ، أوتدبيركل العمليات الإرهابية في أوروبا وبقية دول العالم ،  إن هذه الحقائق ستتبخر بسهولة إذاعلمنا إن هذه المنظمة تسيطر على كل شيئ في هذه الدول ، وفي عدد كبير من دول العالم .

 الحقيقة المرة التي يجب أن نعلمها جيدا ً ، أن منظمة "أبناء العهد " صنعت كل الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط ، فالشرق الأوسط  يعتبرمسرح رئيسي ومهم من مسارح عملياتها حول العالم ، لقد تمكن الكيان الصهيوني من تركيع أنظمة المنطقة العربية عبر هذه المنظمة الإرهابية وغيرها من المنظمات الماسونية الصهيونية الإرهابية التي تدور في فلك العبث الصهيوني ، البرجماتي النزعة ، الرامي لإغراق المنطقة في أتون الفوضى والعنف والدمار . 

  يجب على من لا يعلم أن يعلم أن القوى الظلامية الظاغطة المعادية للإسلام ، ممثلة ً بمنظمة أبناء العهد هي من وقفت وراء الثورات العربية ، وهي وراء قيام الممالك العربية ،والسلطنات ،وهي العقل المدبر لحلم الوحدةالعربية والقومية العربية ، والبعث الإشتراكي ،والشيوعية العربية ، وهي وراء ثورة كمال أتاتورك ، و ثورة الخميني ...الخ . 

 إن هدف القوى الظلامية المعادية للإسلام ، هدف إستراتيجي ذكي ، وهو تدميرالإسلام ،وتفتيت أبنائه ، ونزعه من صدورهم  ،عبرصنع بدائل يسهل تمزيقها وكسرها ، مثل القومية والعرقية(عرب وترك وفرس وفراعنة وأشوريين بابلين وسبئيين وبربر ..الخ)  ،والطائفية(سنة وشيعة ..الخ) ،وغيرها ، وعبرإغراق أبناء هذه الأمة في بحور أفكارتيارات التغريب واليساروالعلمانية والعبثية والشيوعية والإشتراكية والبعثية والوجودية ...الخ ، وهذا ما أكده صموئيل زويمرعام 1935م ،في حديثه الذي إفتتحت به هذا المقال . وما أكدته ممارسات وأفعال القوى المعادية للإسلام عبر الزمن ، وما أكدته أيضا ًكتب ودراسات ومقالات العقول المفكرة لهذه القوى المعادية ، وتصريحات قادتها ونشطائها .        

 إن الخروج من هذا الطريق المظلم الذي رسمه أعدائنا لنا بإحترافية وذكاء، يتطلب منا أن نرسم طريقا ً أخرمنيرنرسمه بنفس الإحترافية والذكاء ، ذروة سنامه الإلغاء الشامل والتام لكل مواطن إختلافنا التي زرعها العدوبمكرودهاء ، وإعتماد مواطن إتفاقنا إعتمادا ًرسمياً ملزما ًلنا جميعا ً، من يخالفه ، فقد كشف نفسه وأظهرخيانته وعمالته لأعدائنا ، وأضحى سرطانا ًخبيثا ًيجب إستئصاله بلا رحمة . وركيزة نجاح هذا الطريق هي توحدنا وإندماجنا إندماجا ًكلياً ، والحفاظ على هذه الركيزة واجب وشرف ، فهي خط أحمر ،وصمام أمان ، وركيزة مقدسة ، والتفريط بهذه الركيزة خيانة عظمى ، وأساس بناءهذا الطريق هوغسل العقل من أدران القوى الظلامية وأسخامها المزروعة في أركانه .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص