الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
"منظومة داعش" بين حقيقتها الحوثية ومراحل أستخدامها في اليمن
الساعة 19:37
محمد عبدالله القادري

 كنا نظن أن الخيارات الأستراتيجية التي كان يصرح بها ويهدد بها ويتوعد بها .... كنا  نظن أنها منظومة صواريخ مخزونة مكونة من أسكود وغيرها يستخدمها الحوثي في ساعة الصفر ، وكنا نظن أنها تدخل إيراني وروسي لحماية الإنقلاب الحوثي ، وكنا نظن أنها أسلحة نووية حصل عليها من إيران ليستخدمها في اليمن ، و لم نكن نتوقع أن خيارات الحوثي الأستراتيجية هي إستخدام "منظومة داعش"
فهذا الأمر لم يكن متوقع لدى عامة الشعب اليمني لأسباب كثيرة ، ولكن ماحدث هو كشف حقائق كثيرة كانت مخفية وظهرت إلى عالم الحقيقة ليتضح الأمر عن حقيقة داعش التي ظهرت في اليمن بعد ظهور الحوثي وليست إلا مجرد وسيلة صنعها الحوثي ويستخدمها في الدفاع عنه والحفاظ على نفوذه .

  ماهي حقيقة داعش ، وماهي مراحل إستخدامها في اليمن  ، وقبل أن أتكلم عن حقيقة داعش سأتكلم عن المراحل التي استخدم الحوثي فيها داعش والتي تؤكد حالياً أن الحوثي في نقطة الوسط إذ هناك مرحلة قد مرت والآن في مرحلة وسطى وهناك مرحلة قادمة .

 المرحلة الأولى : أستخدام الحوثي لداعش كمبرر ،وهي تعتبر المرحلة غير المعلنة ، وفي هذه المرحلة إستخدم الحوثي داعش كذريعة وكمبرر  أستطاع أن يغالط به الرأي المحلي والخارجي من خلال تصوير تقدمه وتوسعه بأنه يقضي على الإرهاب ويحارب الدواعش ، فالحوثي الذي أوهم العالم أن هدفه محاربة الدواعش والإرهاب قد أعتبر كل من يخالفه ويعترضه داعشي حتى أصبح كل من يرفضون الحوثي دواعش ، وفي هذه المرحلة كانت داعش الحوثية تنفيذ العمليات والتفجيرات بصورة غير معلنة كالذي حدث في المركز الثقافي في مدينة إب وغيرها ، وهذا مايبرر للحوثي أمام الجميع أهمية وجوده وصوابية فعله الذي يتمثل في إدراك وجود داعش وأهمية وجود وبقاء الحوثي للقضاء عليها ومحاربتها.

 المرحلة الثانية : هي مرحلة أستخدام الحوثي لداعش كمدافع ، وهذه هي المرحلة المعلنة وهي المرحلة الوسطى ، وفي هذه المرحلة ظهرت داعش في اليمن من خلال إعلان  تبنيها عن العمليات التي نفذتها في بعض مساجد صنعاء ، وفي هذه المرحلة إستخدم الحوثي داعش كمدافع يهدف لكسب الوقوف معه بحجة وجود تنظيم داعش بالفعل في اليمن ، ويهدف الحوثي كسب الرأي والموقف والدعم  الداخلي والخارجي ، كما أن الحوثي أستخدم داعش في تفجير المساجد من أجل محاربة المذهب الزيدي ورواده وكسب كل مواقف أهالي المنطقة الزيدية في أقليم آزال بحجة وجوب الوقوف مع الحوثية التي يعتبر الدفاع عنها هو دفاع عن الجميع من أخطار تنظيم داعش.. فهذه استخدم الحوثي داعش كمدافع عنه من غضب الجماهير والشارع الذي تولد ذلك الغضب نتيجة سياسة الحوثي وأخطاءه وفشله وفساده في البلاد ، وأيضاً دفاع عن إنقلابه ومقاتلة خصومه من خلال التعاطف والتضامن معه ، كما يستخدم الحوثي داعش كدفاع عنه وعن نفوذه وذلك يتضح من خلال تفجيرات عدن وغيرها التي تبناها داعش مؤخراً   فما حدث في عدن هو دفاع عن صنعاء وماقام به داعش هو دفاع عن الحوثي .

 المرحلة الثالثة : إستخدام الحوثي لداعش كبديل ، وهذه المرحلة  هي مرحلة السيطرة أي بمعنى سيطرة داعش على بعض المحافظات اليمنية ، وفي هذه المرحلة يستخدم الحوثي داعش كبديل من خلال تسليمه غير المباشر لزمام الأمور التي لازالت تحت سيطرته ، ودعمه بصورة أخرى لإحلال البديل له بشكل آخر ، وهو يهدف من خلال ذلك الى تصوير المشهد بأن رحيل الحوثي أدى إلى وجود داعش ، ومن خلال أفعال داعش سيقول الناس سلام الله على الحوثي ..... وهذه المرحلة ستكون بعد تحرير صنعاء إذ يسعى الحوثي إلى الإنخراط في ثوب داعش ويسيطر على صعدة وعمران وحجة وذمار وبعض المحافظات ليستخدم داعش كمسمى عند مصارعته للدولة اليمنية من جديد ... بمعنى آخر أن الحوثي سيستخدم مسمى داعش لمحاولة إنقلابه وأستيلائه على السلطة في اليمن تختلف عن الطريقة الأولى من حيث المسمى أي بإستخدام داعش لعودته تحت مسمى آخر .

  أتضحت حقيقة داعش الآن في اليمن على المستوى المحلي ، فهو تنظيم داعشي حوثي فالدواعش هم الحوثيون والحوثيون  هم الدواعش ، والحوثي الذي كانت حجته محاربة الدواعش هو الذي جاء بداعش وهو الذي يستخدم داعش ، ولم تعرف اليمن الدواعش إلا بعد إنقلاب الحوثي فحيثما حل الحوثي حلت داعش، وعلى المستوى الخارجي لقد اتضح أن الذي يحدث في اليمن هو نسخة ممايحدث في العراق وغيرها ، فداعش صناعة إيرانية خالصة تستخدمها وتدعمها إيران وتنتجها إيران ، فداعش اليمن هي نسخة من داعش العراق وغيرها ، وداعش تعتبر سلاح إيراني تدافع به إيران عن نفسها وتقاتل به غيرها بأستخدام أساليب مختلفة ، فأيران تستخدم داعش سلاح يحارب الإسلام بأسم الإسلام ويحارب السنة بأسم السنة ، ويحارب عدوها بإسم عداوتها ، ويدافع عن نفوذها وتواجدها بدعوى محاربة نفوذها وتواجدها .

داعش سلاح إيران العسكري وسلاحها السياسي وسلاحها الطائفي، داعش سلاح إيران التي تعتبره أقوى من الأسلحة النووية

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص