الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وئام عبد الملك
مشاهد من تعز التي أمعنوا في إذلالها
الساعة 21:21
وئام عبد الملك

في أحد مداخل المدينة بتعز، وفي نقطة تفتيش أمنية، واستمرارا لمسلسل الإذلال الذي يجيدوه الحوثيين وحليفهم صالح، وبحجة تفتيش المدنيين، قاموا بتوزيع أبناء تعز في مجموعات بحسب الوزن والطول، وكأنهم خراف للبيع!

وفي تعز وحدها يُسمح للمارة في بعض الأحيان من تجاوز النقطة الأمنية، وبما أن يبدأ المدني بعبورها، يتم إطلاق النار عليه غدرا، أعطوه الإذن بالمرور ليقتلوه فقط، هذا هو ربما ما يشبه التمتع بالأعمال غير الإنسانية، التي كثيرا ما تحدث عنها الأديب الروسي دوستويفسكي في وصفه للسجان.

هناك مرضى يكونوا بحاجة للرعاية الطبية، وبسبب قطع الطرقات، يضطر أولئك المرضى لعبور الطريق مشيا على الأقدام، تحت حر الشمس الحارقة والرياح، وخطر الشظايا والرصاص.

وتعرض أحد الأطباء للحبس وإطلاق النار، في أحد مداخل المدينة، حين أراد أن يُدخل الدواء لمرضاه.

أحد المرافق في تعز يخشى مديروه من التحدث لوسائل الإعلام عن تعرضه للقصف، لأنهم في كل مرة يتحدثوا فيها لوسائل الإعلام يتعرض المركز مباشرة للقصف، هكذا يستمتع أولئك بأدوات القتل التي يملكونها لإجبار الناس على الصمت.

المواطنون من خلال بعض طرق جبل صبر، أو بعض المداخل، يقومون بإدخال بعض المواد البسيطة، فإن لم يصادروها منهم، أجبروهم على دفع مبالغ باهظة، ويأخذون حق المدني، ويجبروه على الصمت بسلاحهم.

ويقومون بتفتيش أبسط حاجيات المدنيين كالتلفونات، انتهاكا لخصوصياتهم، وتعبثا بهم.

المدني العالق في مداخل المدينة، يمشي في الطرقات وعينيه مثبتة على الأرض خوف الألغام.

أي إجرام ذاك الذي يدفع أولئك الجلادين إلى إجبار الناس على المشي في طرقات ملغمة، أو استغلال جهلهم بذلك وجعلهم في لقاء مفاجئ مع الموت.

ما نتحدث عنه مجرد غيض من فيض، والمعاناة أكبر من ذلك بكثير، ففي هذه الحرب التي فرضت على الحالمة، وأعادت تعز إلى الواجهة على الرغم من المحاولات المستميتة للسابقين واللاحقين لدفنها حية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص