الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محمد عبدالله القادري
الأخوان والوهابيون وضرورة توحيد الصف لمواجهة خطر الفكر الإيراني
الساعة 17:23
محمد عبدالله القادري

عندما تكون هناك عداوة بيني وبين شقيقي يجب ان ادرك خطورة العدو الذي يتربص بنا وهو عدوي وعدو شقيقي معاً ولكن هذا العدو سيستفيد ويستغل عداوة الشقيقين ليناصر احدهما على الاخر فاذا كان عدوي وعدو شقيقي يوماً في صفي ضد شقيقي سيكون يوماً آخر في صف شقيقي ضدي وهو مايجب ان ندرك خطورته انا وشقيقي ونتجاوز عن خلافاتنا لنقف في وجه عدونا معاً ... وكذلك هو الحال اليوم في الخلافات والعداوة بين اليمن والسعودية وتربص عدو الجميع وهي ايران المستفيدة الوحيدة من هذه الخلافات واذا كانت ايران تقف اليوم في صف اليمن فستقف غداً في صف السعودية في حالة لوكانت احداهما مكان الاخرى في الوضع وفيما يخدم السياسة الايرانية واهدافها.

سأتحدث اليوم عن الخطر الشيعي الفكري الذي يعتبر هو السبب في كل مايحدث في المنطقة العربية من اختلالات وحروب وفتن فمايحدث باليمن هو نتيجة ذلك الخطر الفكري الذي غزا ارض الايمان والحكمة قادماً من ايران ليحقق الدموية والتمرد والانقلاب ويزعزع الامن والاستقرار ويزرع العنصرية والسلالية والعرقية ويستحوذ على كرسي الحكم باعتقاد الاحقية ويحارب مشارب الفكر الاسلامي الاخرى النابعه من روح الدين الاسلامي الحنيف .

الفكر لايواجه الا بفكر .. والفكر الشيعي الايراني يعتبر خطراً على منهج الدين الاسلامي ووسطيته واعتداله ومساواته وتعامله مما اصبح ذلك الخطر الفكري خطراً على المسلمين وخطراً على العرب .... ايران ليست عدوا انظمة وليست عدو شعوب ولكنها عدو فكر وعدو عقيدة وهذا مايتطلب ان ندرك هذه الخطورة التي تتطلب ان نفكر بعقول الكبار ونتعامل بتعامل المترفعين وننظر بعيون العقلاء لنحقق وحدة اسلامية وعربية لمواجهة كل الافكار والاعداء التي تتربص بالجميع وتستغل الخلافات بين الاشقاء فلو نظرنا الى التقدم الايراني وتوسعه الفكري في الوطن العربي لووجدنا ان ايران استغلت الخلافات بين صدام والسعودية لترسخ جذورها في العراق وهو ايضاً ماجعها تستغل خلافات حزب المؤتمر وحزب الاصلاح لترسخ وتوسع تواجدها وتمركزها في اليمن .

سيقول الكثير ان الفكر الشيعي الايراني يعتبر فكر اسلامي وانا اقول يعتبر فكر اسلامي منحرف والفكر الاسلامي المنحرف لن يواجهه الا فكري اسلامي حقيقي وصافي ووسطي صحيحاً في مساره وصافياً من منبعه وقوياً بثوابته وسليماً في معتقده ومن خلال نظرتنا لخطورة الفكر الشيعي الايراني يجعلنا ننظر الى اهمية جماعة الاخوان والجماعة الوهابية وتوحد صفها لمواجهة ذلك الخطر .

هناك ثلاث جماعات صاحبة البروز الاكبر على مستوى العالم فالاولى هي جماعة الشيعة صاحبة الفكر الاسلامي المنحرف وتندرج تحتها العديد من الطوائف وهذه الجماعة جذور تأسيسها قديمة جداً ولكنها رغم اقدميتها لم تحقق السيطرة الكبيرة المفترضة في تولي مراكز الحكم عبر العالم والسبب يعود الى عدم تقبل المسلمين لأفكارها التي تتناقض مع عقيدتهم وفطرتهم والجماعة الثانية هي جماعة الاخوان المسلمين وهي جماعة لم يمضي على تأسيسها فترة قرن ولكنها حققت انتشاراً كبيراً على مستوى العالم واستطاعت تحققيق نتائج كبيرة تجعلها في مقياس النجاح مقارنة مع صغر عمرها وهذه الجماعة تعتبر اوسع الجماعات الاسلامية فكراً من حيث الشمولية وسعة الافق .... والجماعة الثالثة هي الجماعة الوهابية المتمثله في جماعة اهل السنة والجماعه او السلف وهي جماعة تركز اكثر اهتماها في علم الحديث والعقيدة .

على مستوى الوطن العربي فإيران تنظر وتصنف ان اعداءها الحقيقين الى اثنين الاول جماعة الاخوان والثاني الجماعه الوهابية فإيران لن تستطيع التقدم الا بفكر ومن السهل عليها اختراق الانظمة واختراق الاحزاب واختراق ولكن من الصعب عليها اختراق العقول التي تحمل الفكر النظيف والسليم ... وهذا مايجعلنا اشد ايماناً بوجوب توحيد الصف بين الاخوان والوهابيون وأن نعلم ان الاختلافات فيمابينهم ووقوف بعضهم ضد بعض لايصب الا في مصلحة ايران عدو الجميع.

الاخوان والوهابيون جماعة السلف هم الاقرب لبعضهما البعض من حيث الفكر والمنشأ وان كان هناك اختلافات فتلك الخلافات تعتبر نظرية لاثؤدي الى ان يقف احدهما ضد الاخر او التخاذل عن نصرته امام عدو الجميع ... فمن حيث المنشأ الاخوان تأسست في مصر وهي دولة عربية والوهابيون تأسست في السعودية وهي دولة عربية وهذا مايدلل على افضلية هاتين الجماعتين على الجماعة الشيعية التي تتمركز الان في ايران بلاد فارس .

التحالف العربي اليوم لن يستطيع مواجهة الخطر الايراني على الوطن العربي الا اذا كان هذا التحالف مصاحب بتحالف جماعة الاخوان وجماعة اهل السنة والجماعة ... طائرات التحالف واسلحته وعتاده العسكري لن يقضي على خطر الفكر الايراني الشيعي في الوطن العربي فالفكر لايقضي عليه الا فكر ومثلما تشكل تحالف عربي بقيادة السعودية ومصر نحن بحاجة الى تحالف بين الجماعه الوهابية التي منبعها من السعودية وجماعة الاخوان التي منبعها في مصر لمواجهة الفكر الشيعي الايراني .

لكي يتحقق الامن والاستقرار في المنطقة العربية يجب على دول التحالف ان تسعى الى عملية التصالح بين الانظمة وبين جماعة الاخوان والسعي الى ان يكون هناك تحالف حقيقي بين انظمة الحكم العربية المتحالفه وبين الجماعتين الاسلاميتين الوهابيون والاخوان وذلك للحاجة الماسة لهذه الجماعة في مواجهة الفكر الشيعي على الوطن العربي وللدور الذي تلعبه في تحقيق وحدة عربية قوية تستطيع الوقوف في وجه المؤامرات والاخطار.

الربيع العربي اثبت لنا هشاشة الانظمة العربية وضعف احزابها ماعدا سوريا التي من ضمن اسباب صمودها هو الفكر الشيعي الطائفي المتحالف مع ايران ورغم ان ذلك الفكر منحرف الا انه كان عامل لصمود النظام السوري وهذا يتطلب منه الاستفادة للانظمة العربية التي لم تكن قائمة على فكر اسلامي فسقوطها سيكون سهل جداً ومن المعلوم ان ايران استطاعت ان تحتوي الاحزاب القومية وتخترقها وتسخرها لصالحها ولكنها لم تستطيع ان تحتوي جماعة الاخوان والوهابية وتسخرها لخدمتها لأسباب عقائدية وفكرية فالفكر الشيعي في الوطن العربي لن يواجهه الفكر القومي ولا العلماني ولا الرأسمالي ولا الشوعي ولا أي فكر آخر فجميعها لن تستطيع الصمود امامه بل ستكون سريعة التحالف معه والاستسلام بين يديه والانقياد تحت سياسته ماعدا الفكر الاسلامي المعتدل والوسطي والمتمثل بجماعة الاخوان وجماعة السنة .

اخيراً اقول نحن نؤمن بفكر قبل ان نؤمن بانظمة واشخاص ونحتاج الى فكر لكي نواجه فكر ولا استطيع ان اغوص في تفاصيل هذا الموضوع الان فالحديث الى موضوع كهذا يحتاج الى كتيب وليس الى مقال ولكني ساكمل في مقال لاحق من اجل ان اتجنب الاطالة في مقالي هذا.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً