الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد عبدالله القادري
مقاومة تعز كل العز
الساعة 20:41
محمد عبدالله القادري


كلما أأخذ قلمي لأكتب تعبيراً عن المقاومة الشعبية بمحافظة تعز ، يرفض قلمي الكتابة ويترجاني أن أتركه مبرراً ذلك بالعجز عن الوفاء والإيفاء لتلك المقاومة التي تعجز عن وصفها الأقلام ويجف الحبر وتصمت أمام هيبتها الألسن ... وكيف سأكتب عن مقاومة أسطورية ومن أين سأبدأ ومن أين أنتهي وماذا أعبر وأقول !! 
وانني هنا سأبعث أعتذاراً لتلك المقاومة التي كان المفترض مني أن أكتب عنها كثيراً ، واتحدث عنها دوماً، ولكن عجزي عن إيفاءها حقها جعل حروفي تتوقف عن الكتابة ، ولساني تنعقد عن الحديث لانني عند أقف أمام تلك المقاومة أقف وقفة إجلال وإكبار وتعظيم فيثبت قلمي وينضب كلامي وتصمت لساني .

المقاومة في تعز هي مقاومة من نوع آخر ، وتعتبر مقاومة متميزة أكتسبت العلامات الفريدة ، والصفات النادرة ، فمثلت مثالاً نموذجياً ، وسارت مساراً فريداً ، وخاضت مخاضاً أسطورياً ، فأصبحت تعز في مقاومتها ( غير ) وظهرت تعز في مقاومتها  ( ليس لها مثيل )
[
إذا بحثتم عن ( العز ) 
ستجدونه اليوم في ( تعز )
ففي الوقت الذي أعتز فيه الهمج الرعاء بإتباع كل حوثي مخرب وقاتل ومعتدي ومتكبر ، فإن تعز قد أعتزت برجالها وابطالها وشبابها وأبنائها المقاومون الذين رفعوا هامتها فوق السحاب وصدوا عنها قوى الشر والتخريب والإرهاب .

تعز المقاومة تواجه أكثر من عشرة ألوية عسكرية وأكثر من أربعون ألفاً من اللجان الشعبية الحوثية الذين قدموا من قبايل صنعاء وعمران وصعدة وغيرها وكل هؤلاء اليوم يخوضون معركة ضد تعز وأبناءها .. ومع ذلك فتعز لهم بالمرصاد تواجههم وتصدهم وتذوقهم مرارة الألم وتصليهم أصناف العذاب .

تعز تقصف قصفاً عشوائياً على أحياءها السكنية ، وتهدم المنازل والمساجد فيها ويموت فيها الطفل والمرأة والشاب والشايب ، ومع ذلك تعز لم تتراجع الى الخلف ولم تعرف الوهن ولم تكل أو تمل عن دربها المقاوم ولم تنكسر وينحني لها رأس أو يخر لها جبين .

 تعز هي المقاومة بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى ، وهي التضحيات الحقيقيه التي ليس كمثلها تضحية وليس كمثلها فداء ، فقد قدمت تعز ولازالت تقدم خيرة أبطالها الذين سقطوا شهداء وهم في ريعان شبابهم فداءً لها ، ليتضح الأمر أن تلك الأغنية الوطنية التي غناها إبن تعز الفنان الوطني أيوب طارش هي كانت تنبؤ في الماضي تحقق اليوم في تعز ( وهبناك الدم الغالي وهل يغلي عليك دمُ)

 تعز اليوم أثبتت أنها الأقوى في كل شئ ، فتلك المحافظة الثقافية أثبتت أنها أقوى واعتى في السقوط من صنعاء وذمار وعمران وصعدة التي تسيطر عليها ثقافة العنف والقتل ويغلب عليها طابع القسوة والأعتداء والمهارة في المواجهات ، ولكن تعز كانت أقوى في المواجهة وذلك مستمد من طابعها الثقافي الذي يرفض الثقافة الدخيلة المتمثله بالتركيع والذلال والقهر والعنصرية والفوضى والدمار ، فأبناء تعز قد أثبتوا أنهم بارعون في حمل الأقلام وبارعون في حمل السلاح ، ومثلما أنهم يملكون الثقافة السياسية والأدبية والعلمية والفنية فهم أيضاً يملكون الثقافة العسكرية ، وأن أولئك الذين يلبسون البناطلة الجنز ويحلقون التايسون وغيرها من حلاقات الموضة هم أقوى وأشد من أولئك الذين يلبسون الجعب ومحازم الرصاص وواصحاب القعشات في تربية شعر رؤوسهم .

 أثبت تعز أنها الأقوى والأعتى والأفضل والأبرز في مشايخها وتمثيلها القبلي ، ففي الوقت الذي لم يصمد فيه مشايخ حاشد ومشايخ بكيل ومشايخ مذحج أمام الحوثي ، ظهر مخلافي تعز صامداً قوياً صلباً ثابتاً ليميز تعز عن غيرها ويرسم الفخر والأعتزاز لكل أبناءها .

ورغم أنني كنت أكره الشيخ حمود المخلافي من قبل وذلك لكوني مؤتمري ولكن أصبحت اليوم أحبه وأفتخر به كثيراً ، فالمخلافي الذي كرهته في عام ٢٠١١ قد أحببته في عام ٢٠١٤ ، وكم من مرة أشعر بالقهر عندما أرى مشائخ محافظة كالعبيد والخدم لسيدهم الحوثي فأرفع يدي إلى السماء وأقول ( اللهم ابعث لنا في إب مخلافياً .. اللهم عز المقاومة في بشيخ مخلافيا )

 لسوء حظي أنني لم أتشرف بمعرفة مدينة تعز وزيارتها حتى مرة واحدة في حياتي رغم قربي منها كوني أحد أبناء محافظة إب المجاورة للحالمة والتي لم يتعدى مدة السفر اليها ساعة واحدة .. ورغم إقامتي الدائمة في إب إلا أنني عشت في صنعاء وزرت مأرب والمكلا وسيؤون وتريم والمحويت وحجة والحديدة وذمار والضالع ولحج وعدن والحديدة ولكن تعز لم أزورها وكنت إذا سافرت عدن أمر من مفرق ماوية ولم تأتي ذات يوم فرصة لأتعرف فيها على مدينة تعز .... ولم أكن أعلم أن المقاومة هي التي ستجعلني أعرف تعز وأبناءها معرفة حقيقيه بدون زيارة فالمقاومة في تعز تعرفني وتعرف الجميع من هي ( تعز )

 تعز المقاومة هي نستطيع أن نسميها ( تعز المعجزة ) لأنها في مقاومتها قد أعجزت عاديها ولقنت الحوثيون ومتحوثيهم درساً قاسياً ومقاومة تعز تعتبر معجزة من خلال صمودها وثباتها وبسالتها رغم قلة دعمها وإمكانياتها ليتضح القول أن تعز قوية بر جالها وليس بدعم التحالف وطيرانه ورغم أن المقاومة في تعز كانت من ضمن الأسباب لانتصار المقاومة في عدن والضالع .. ولكن تعز لم تستفيد من ذلك الانتصار للإمداد والدعم المساند للمعركة في أراضيها ... فلم يأتيها المدد من عدن ولا من الضالع فالجميع يتفرج على تعز حتى دول التحالف التي تتهاون عن تقديم الدعم المطلوب الذي يسهل انتصار المعركة في تعز ... ومع ذلك قاومت تعز أشهراً عديدة وصمدت صموداً أسطورياً يذهل العقول ويفوق كل التصورات .ولو حصلت المقاومة في تعز على نسبة ١٠٪ من نسبة الدعم من الاسلحة الذي في مأرب لم تستغرق المعركة في تعز أكثر من عشرة أيام محققة النصر ومعلنة الظفر ومكبدة الميليشيات الحوثية هزيمة سريعة ترغمها الانسحاب الى حدود محافظة ذمار.

 تعز هي الصمود والإباء والتحدي والشموخ والأعتزاز، وهي منبع الرجولة وملتقى الثقافة ومعركة البسالة وميدان الشراسة ، إذا أفتخرت كتب التأريخ بالمعارك والبطولات فسيفتخر التأريخ اليمني في بطولة معركة تعتز ، واذا أستدلت السير بمعجزة التضحيات ستستدل السيرة اليمنية بمعجزة المقاومة في تعز .

 اذا أردتم أن تعرفوا معنى المقاومة فأنظروا إلى تعز ، واذا أردتم أن تعرفوا حقيقة الشباب اليمني فأنظروا إلى شباب محافظة تعز ، واذا أردتم أن تعرفوا معدن مشايخ اليمن فأنظروا إلى مخلافي تعز ، تعز أستمدت قوتها في المقاومة من قوتها في الثقافة لتكون تعز هي الثقافة وهي المقاومة وفي تعز تتجلى ثقافة المقاومة .

 من أراد ان يعرف حقيقة اليمن فلينظر اليوم إلى تعز .. مقاومة تعز كل العز ومن تعز ستعتز اليمن

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/11/23
ابن اليمن
لاحول ولا قوه الا بالله
عندما يزاداد الشي عن حده ينقلب الى ضده يا قادري حسستني ان ابناء تعز قد حرروا تعز وبعد تحريرها اتجهوا نحو الحديده وحرروها ثم حرروا اب وذمار وصنعاء و بقية المناطق حول صنعاء حاشد وارحب وانهم الان على مشارف صعده ي اخي شويه احترموا عقولنا حتى نحترم ما تكتبون ونحترمكم كا كتاب محترميين ي عزيزي هل تعلم ان عدد سكان تعز اكثر من 6 ملايين لو 10في المئه حملوا السلاح لاستطاعوا تحرير اليم كله من عصابة عفاش والحوثيين
2
2015/11/23
ابن اليمن
لاحول ولا قوه الا بالله
تكمله ي صديقي انا من ابتاء البيضاء وللامنه لم يقاتل من ابنائنا الا القله ومع الاسف لايزال الحوثيين وعفاش جاثميين على صدورنا لان في كثير في مناطقنا اما مواليين لهم او ما يريدون القتال ولسان حالهم يقول خلوهم يتصارعون والمنتصر رحنا معه وهذا ينطبق على جميع المحافظات الا المحافظات الجنوبيه الذي خرجوا وقاتلوهم ف رقم انها كانه في عدن والمحافظات المجاوره لها حوالي 46 لواء اضافه الا الامن المركزي والاستخبارات الخ من القوات الذي كانه موجوده لكن عندما وجده الاراده القويه عند الجنوبيين وقام الجميع بالقتال ضد هؤلاء القتله ولم يجدوا حاضنه لهم استطاعوا هزيمتهم ف لنقول الحق حتى لو نكون من ابناء المحافظات الشماليه ان من قاتل بشراسه وقوه هم ابناء المحافظات الجنوبيه
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص