الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
حامد الفقيه
محكمة بين يدي صديقي الراحل نايف الجماعي
الساعة 00:24
حامد الفقيه


لن اقول لك شهيدا واقبل ببطاقة الزيف التي يصرفونها للراحلين. 
لأني اعلم ان الله لم يجعلنا هنا إلا لنحيا وأنه الآن يعد لك اسم خير من اسمهم هذا.
ولي عتب عليك وطلب.
عتبٌ ...

فيما عرفتك كنت إنسانا ونحاتا للكلمات وبانٍ تنموي بجدارة وقدرة ..
كيف جروك  لمجاري الموت وهم سالمون؟
 كيف انطلت عليك حيلتهم وهم خادعون ؟.
 كيف ايقظوك لرصاصة الموت وهم نائمون؟.
 كيف يا صديقي... كييييف..
اعتذر منك.. أعلم أني ازيد جروح رأسك نزيفا
وموتك موتا..
لكني أشد موتا منك ونزفا..
ولي في التالي معك محكمة وطلبا..
عنوانها " حنيت " 
في عام الخيام ذاك ..
حيث كان حلمنا كبييير واعمدته زيف..

تركت قصيدتك الحنونة كروحك بين يدي صوت جلاد حزين كخالد زاهر يغنيها بدموع قلوبنا: " حنيت يا طير ضاوي للوطن والدار .. وان حن روح المفارق للوطن معذور..... " 
وكأن الوطن المفارق في كلماتك جنة منشودة ننتظرها.. 
والآن ..
قف وأسمع صوت الطارقون الذين كانوا واهمون بنبوأتك تلك .
جميعهم يصرخون : 
 - محكمة.

دعوى : هل هو هذا الوطن الحنين والذي أجريت له مدامع المهاجرين والمبعدين؟.
آخر من الحاضرين يرفع ضدك صوتا : 
- جعلتنا في الساحات نريد أن تغادر خيامنا إلى وطن بنفسجيا من كلماتك وصبا صوت خالد زاهر..
يا صديقي ..
سأدفع عنك وعن 
صدق حنينك في محكمة الحق هذه..
لا تخشى ساستخدم كل اساليب الخطابة التي علموناها باكرا وربما نسيتها، لكني من اجلك ساستحضرها..
فقط أضع لك طلبا هو إجرة دفاعي المستحق عنك.
عُد وقل قصيدة تليق بهذا الوطن المسخ .
القاتل والآكل بنوه..

هذا الوطن قصيدة عرجاء لا تستحق صدقك ونبلك  والحنين..
عد أرجوك وقلها ولا تأذن لزاهر بتلحينها وآدائها .. اجعلها بين يدي فنان أبكم لا يجيد سوى العويل لكي يلحن قصيدة تليق بهذا الوطن الجدب..
هيا عُد وسأستاذن لك أمراء الموت بعودة قصيرة لتقولها وتغادر ..
سيأذنون لك ويجهزون قناصا آخر أكثر حنكة وموت من الأول ..
اتدري لماذا ..

لكي تغادر سريعا وتبتلع القصيدة واحرفها الأخيرة في جوف رحيلك الثاني ..
اتدري لما سيستعجلون رحيلك؟
 لأن هذا المرة تلعن زرعهم الرديء المسخ .. ولن تجعله طعما  لمغررون جدد...
لا تخش سأحفظها ، سأصفي ذاكرتي هذا المساء جيدا بالبكاء حتى الفجر لكي ألتقط قصيدتك الطرية من شفاه عودتك وسأجعلها بين يدي سرب غربان كي يغنون قصيدة تليق بهكذا وطن..
حامد الفقيه
7/11/2015

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص