الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
وئام عبد الملك
عن الآليات العسكرية للتحالف التي دخلت تعز، وحديث الحسم في المدينة
الساعة 18:47
وئام عبد الملك

ما إن وصلت قبل يومين بضعة آليات عسكرية تابعة لقوات التحالف العربي إلى جبل صبر عن طريق مشرعة وحدنان، التقط العشرات من المواطنين الصور أمام آلات الموت تلك بعد أن تصالحوا معها، وتناسوا كل الألم الذي سببتها لهم مثيلاتها على أيدي المليشيا، أو صواريخ أخطأت طريقها واغتالت حياتهم، بعد أن نالوا نصيبهم من الوجع الذي كان كريما معهم للغاية، وخلفته هذه الحرب في أرواحهم وأجسادهم، واختطفت من بينهم أحبتهم، واغتالت أحلامهم، وصحيح بأن كلمة(  تحرير) تخيفهم، لكنهم يريدوا الخلاص وكيفما اتفق.

توقع المئات بأن هذه الآليات العسكرية هي طريق البداية لعملية تحرير تعز، بعد أن شاهدوا من قبل في عدن وصول آليات كتلك ثم تم تحرير عدن، لكن لم يتم تأكيد خبر الحسم العسكري في تعز حتى اللحظة، على الرغم من تصريح الناطق باسم الحكومة راجح بادي الذي قال بأن عملية تحرير تعز ستنطلق خلال الساعات القادمة، وكان هذا التصريح قبل أربعة أيام، وتصريحات المتحدث باسم قوات التحالف أحمد عسيري، وفئة كبيرة من المواطنين، بعد أن سمعوا حديث الحسم والتحرير والخلاص أكثر من مرة، لم يعودوا يؤمنوا بهذا، حتى يروا بأنفسهم ذلك.

وما إن علم العشرات من سكان المدينة بخبر تحرير المدينة، بعد وصول بضعة آليات عسكرية، قرروا النزوح، سواء من الأماكن التي يتواجد الحوثيون فيها، لأنها ستكون منطقة صراع، أو من وسط المدينة، لأنهم يتوقعون وكما اعتادوا أن تقصف المليشيات التابعة لصالح والحوثيين المدينة بشكل عشوائي، أصبحوا يدركوا تماما معنى النزوح الذي اضطروا إليه من قبل كثيرا.

وبعد وصول الآليات العسكرية إلى جبهة صبر والضباب، وحين لم يعقب هذا أي أمر، بدأت التكهنات تجد لها طريقا هنا وهناك، وتوقع البعض أن يكون هذا مجرد دعم اعتيادي، للقيادي في المقاومة السلفي أبو العباس، في جبهة صبر، الذي أصبح الدعم للمقاومة مؤخرا من السعودية يأتي إليه، بعد أن كان يصل إلى الشيخ حمود سعيد، ولم ينقطع الدعم عن الأخير، لكنه لم يعد كما كان، ربما تكون المملكة العربية السعودية بحاجة إلى قيادي في المقاومة تضمن ولاءه، أو لا يثير تذمر بعض الدول المشاركة في التحالف لانتمائه مثلا، أو أن ذلك مجرد امتصاص لغصب الشارع في تعز الذي أصبح يعتقد وبشدة، بوجود سبب سياسي يقف حائلا أمام تحرير المدينة، إلى جانب صعوبة تحرير المدينة.

إن معركة تعز معركة صعبة بعض الشيء، ودول التحالف ربما تجد صعوبة بالغة في ذلك، لأن المعركة لن تكون سهلة، ولا تريد أن تخسر والمفاوضات القادمة قد اقتربت، فهي بحاجة لتحرير مناطق كثيرة حول تعز، مترامية الأطراف، ومختلفة التضاريس، وهناك حديث بأن العمليات العسكرية ستتركز على محورين، محور الضباب وصبر، وحتى  إذا قررت أن تبدأ المعارك عن طريق عدن، وكذلك الأمر إن تم تحرير منطقة الحوبان، فتلك منطقة مترامية الأطراف، وطرق وصول الدعم العسكري البري ما زالت غير كافية لأن الطرق غير مؤمنة، ومداخل المدينة كذلك، أو أن قوات التحالف غير جادة في عملية تحريرها، وهذا ما يؤكده بعض الرجال الذين شاركوا مؤخرا في معركة تحرير القصر الجمهوري، فالمقاومة لكي تكسب المعركة كانت بحاجة إلى غطاء جوي يحمي ظهورها، من المقاتلين الذين تمركزوا في التباب المحيطة بالقصر، ومن المؤكد وكما يعلم الجميع فتعز هي المدينة التي سيتم تأمين عدن من خلالها، وبدء معارك تحرير أوسع وأشمل في عموم اليمن.

إن دعم التحالف بالسلاح للمقاومة في تعز غير كافي، وأكثر ما تحصل عليه المقاومة هو رصاص بالآلاف، والمقاومة في تعز إمكانياتها متواضعة كثيرا، وعلى الرغم من ذلك في تحرز تقدما من حين لآخر، وتحافظ في أكثر الجبهات على المناطق الواقعة تحت سيطرتها، كلما طال أمد الحرب لا تصبح المقاومة على قلب رجل واحد، والتطرف يكبر حجمه.

باختصار معاناة الناس تتفاقم، ووطننا في احتضار، وخبر الخلاص لا تظهر ملامحه بعد، على الرغم من الاشتباكات المتواصلة في جبهة الضباب، لكن لجوء المليشيا لعملية تلغيم المناطق التي تتواجد فيها، قد يكون مؤشرا على أنها تستعد للمعركة المتوقع حدوثها يوما ما، واقتراب جولة المفاوضات الجديدة التي ستبدأ منتصف هذا الشهر، قد يكون دليلا على اقتراب معركة الحسم في تعز، فالتحالف ربما سيسعى لأن تكون تعز محررة، أو على الأقل أجزاء منها.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص