الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
محمد سلطان اليوسفي
تعز صمودٌ منقطع النضير
الساعة 16:19
محمد سلطان اليوسفي

برغم الاوضاع المأساوية التي تعيشها محافظة تعز من حصار خانق وقصف عشوائي كثيف تشنه المليشيات الانقلابية على المدينة  ، الا أن عزيمة ابطالها الاحرار أقوى من صواريخ المليشيات  ورصاصهم التي يقتلون بها النساء والاطفال الابرياء ، إن جرائم الابادة الجماعية التي ترتكبها جماعة المخلوع في محافظة تعز تدل على الحقد الدفين من قبله تجاه هذه المحافظة المشهورة بسلميتها وثقافتها ، ولأن تعز هي من اسقطت مشروع التوريث الذي كان يمهد له وانتفضت في وجهه وكان لها النصيب البارز والمشهود في ثورة فبراير 2011، ولأن تعز هي من اسقطت النظام الرجعي الكهنوتي في الثورة الام ثورة 26 سبتمبر ، فإنهم اليوم ينتقمون منها ويدمرون كل شيءٍ جميلٍ فيها ، ويستخدمون كل الأساليب القمعية التي يسعون من خلالها لإذلال واخضاع ابناء تعز الاحرار ، وأمام هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه المحافظة ، فقد ابلى ابناؤها الابطال بلاءً حسناً بصمودهم الاسطوري امام هذه المليشيات المنتقمة، وقد احرزوا تقدماً ملحوظاً في مختلف الجبهات القتالية التي يخوضونها بثباتٍ واصرار رغم شحة الامكانيات لديهم  معتمدين كل الاعتماد على الله عز وجل ثم على جهود المواطنين الشرفاء المخلصين لمحافظتهم  والذين لم ولن يقبلوا بالذل والانكسار امام هذه الجماعة المارقة التي تسعى للانتقام من ابناء تعز ، وعلى الرغم من امتلاك المليشيات اسلحة ثقيلة ونوعية تفوق بكثير الاسلحة الموجودة مع رجال المقاومة الا أن صاحب الحق هو من ينتصر ،وأما الظالم المتسلط مهما بلغت قوته وجبروته فإنه يظلُ جباناً لا يحسن الا الغدر وقتل الابرياء العزل ، فخلال يوم واحد بلغ عدد ضحايا القصف من المواطنين في تعز حوالي50قتيلاً واكثر من 200جريح غالبيتهم من الاطفال والنساء ، وهذه الجريمة من بين عشرات بل مئات الجرائم التي ترتكب في حق ابناء تعز ، كل هذه الاساليب القمعية التي تستخدمها المليشيات من قصف وتدمير وتشريد للمواطنين وحصار جائر  يقابله الصمود والثبات فأبناء تعز شعارهم قول شاعرهم : ( كلما ولى عظيمٌ شهدت منا عظيماً ) فلا يهابون الموتَ في سبيل الحرية والكرامة علمهم صبر الاشم معنى الثبات والشموخ  ،  فهم يقدمون الشهيد تلوى الشهيد ، وكأني بالشاعر الفضول قد اطل من قبره مخاطباً إياهم بقوله :

كم شهيدٍ من ثرى قبرٍ يطلُ     ليرى ما قد سقى بالدم غرسه

ويرى جيلاً رشيداً لا يظلُ     للفداءِ الضخمِ قد هيأ نفسه

ويرى الهاماتِ منا كيف تعلو   في ضحى اليومِ الذي اطلع شمسه

هذا هو مبدأ الاحرار وهذا هو شعارهم ، فقد نذروا ارواحهم من اجل الدفاع عن كرامتهم وحريتهم فهم لا يقبلون العيش بإذلالٍ ومهانة ، عاشت تعز وعاش ابناؤها الاحرار .

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص