الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
أنور الأشول
السيناريوهات المحتملة في اليمن وغصة تعز
الساعة 02:52
أنور الأشول

وقف الحرب والعود للحوار من حيث انتهى أطراف الحوار في ظل الضغوط الدولية المستمرة على الرياض وتداعي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في اليمن، ناهيكم عن دراسات أمريكية تقول إن استمرار الحرب على اليمن سيقابله تدهور أمني في السعودية.

وإضافة إلى تنامي وتمدد داعشي في المحافظات اليمنية الجنوبية التي شهدت في الآونة الأخيرة ظهور علني لتنظيم القاعدة وداعش في حضرموت وعدن، وذلك أمرًا ينبئ بتكرار الواقع السوري في اليمن وهو ما تخشاه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي..

وبطبيعة الحال يعطي ذلك إيران الفرصة لتقوية نفوذها في المنطقة العربية إزاء الفشل الذي تقوده السعودية وحلفائها في حربها على اليمن كما فشلت في اقتلاع حكم الأسد في سوريا..

وإزاء هذا أيضًا هناك موافقة سعودية وإن كانت على استحياء للحل السلمي في اليمن وهو ما عبرت عنه خارجيتها على لسان وزيرها "الجبير" وذلك بدعمها لهادي وحكومته المنفية في الرياض بقبول الحوار الأممي في جنيف أواخر شهر أكتوبر الحالي..

ولكن نجاح الحوار المزمع حدوثه أو المفاوضات إذا صح التعبير مرهون بمدى جدية الدعم الأممي والدول الكبرى وأيضا السعودية في وقف النزيف الدموي في اليمن، ولازال الغموض يكتنف هذا السيناريو..

غير أن هناك محللون يرون في هذه المفاوضات بداية لحلحلة الأزمة اليمنية التي تعقدت يفعل تمسك الأطراف المعنية بالحوار بشروط تعجيزية قد لا تتفق مع الواقع اليوم وعدم تنازل كل طرف عن ما يراه مكاسب سياسية حققها خلال الأزمة اليمنية التي قاربت على الثمانية الأشهر.

السيناريو الآخر استمرار الحرب على اليمن من قوات التحالف بقيادة السعودية بهدف تحقيق مكتسبات على الأرض خلال الأيام المتبقية لبدء مفاوضات أو حوار جنيف2 وفرض أمر واقع جديد يزيد المشهد اليمني تعقيدا.

وهذا هو ما يلوح في الأفق نتيجة لما تشهده الساحة اليمنية من تدفق لقوات موالية للسعودية في المناطق الساحلية اليمنية على رأسها عدن ووصول كتائب من الجنود السودانيين وغيرهم للتسريع بانجاز ما يمكن انجازه على الأرض والتقدم في مواقع تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية الموالية لصالح وعبد الملك الحوثي حتى تجد الأطراف الأخيرة نفسها أمام تحول جديد قد يدفعها بقبول الحوار بشروط جديدة على ضوء هذه المتغيرات.

وأمام هذا السيناريو تحديات كبيرة ليست بالسهلة خصوصا وأن هذه القوات المتواجدة في عدن تعاني من عدم الاستقرار الأمني في ظل الانقسام الحاد للحراكيين ومن يطلق عليهم بالمقاومة الجنوبية وامتلاكهم لأجندات خاصة بهم تعيق أي تقدم في تحقيق هذا السيناريو.

 إضافة إلى ما تشهده المدينة من تقاسم السيطرة عليها من قبل تنظيم القاعدة وداعش وحلفائهما "الإخوان المسلمين" الذين يستميتون في عدن وحضرموت وغيرها من المناطق اليمنية الأخرى الخاضعة لهم بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية منها.

السيناريو الثالث وإن كان يراه البعض شبه مستحيل لاسيما في المرحلة الراهنة ويراهن عليه التحالف السعودي العربي  متمثل بانهيار التحالف بين أنصار الله (الحوثيين) والمؤتمر الشعبي العام وسقوط صنعاء إذا ما سيطرت قوات التحالف ومناصريهم من القوات الموالية لهادي على محافظتي الجوف ومأرب وتصدع المناطق القبلية المحيطة بصنعاء الزيدية المذهب وانضمامها للتحالف وحدوث الكارثة على صنعاء المعقل الرئيس لصالح وحلفائه أنصار الله (الحوثيين)..

 وسيناريو كهذا قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني في العاصمة اليمنية التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة وتدخل اليمن نفق جديد وفوضى عارمة لا يمكن تخيلها باعتبار صنعاء المخزون الضخم للسلاح والذخيرة.

وهنا نجد أنفسنا أمام سيناريو ليبي أكثر قساوة على الغازاة من جانب وعلى المواطنين من جانب أخر.. وحينها تتحول صنعاء لغصة ثانية إلى جوار مدينة تعز التي تعاني الأمرّين منذ اندلاع المواجهات في المدينة ذات الكثافة السكانية الهائلة.

وأمام السيناريوهات المفترضة سيكون الكاسب الوحيد هم إخوان اليمن وأذرعهم المتشددة داعش وأخواتها وإنتاجهم من جديد في اليمن بعد الإخفاقات التي يحصدونها اليوم في سوريا وقبلها مصر.

وربما لن يقف الأمر عند هذا الحد بل سيعدون أنفسهم للأخذ بثأرهم في مصر من البوابة الجنوبية للبحر الأحمر في اليمن، وهو ما لم تدركه حاليًا القيادة المصرية على المدى القصير والطويل..

ويظل كل ذلك مرهون بقراءة الدول المعنية بالتدخل المباشر في اليمن وكيفية التعاطي مع مصالحها والأخذ بعين الاعتبار للموقف الأقليمي والدولي من الأزمة اليمنية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
1
2015/10/23
احمد مرشد
حتى الوبيضات يتحدثون في امر الامه
هذا المافون احد احذية صالح وخريج اجهزة العهر السياسي الصنعاني

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً