الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
محمد سلطان اليوسفي
أنقذوا اليمن ..
الساعة 21:30
محمد سلطان اليوسفي

لم يعد خفي على احد اليوم حجم المأساة التي يعيشها الشعب اليمني في الشمال والجنوب وفي الريف والمدن ، لم تبق مدينة لم يصل إليها اثر هذه الازمة التي نمر بها من انعدام للمواد الغذائية و المشتقات النفطية وارتفاع اسعارها إذا وجدت ، وكذلك  الانقطاع المتواصل للتيار  الكهربائي ،  ولم تبق  قرية الا وتجرعت من كأس الحرمان نفسه الذي تتجرعه المدينة من غلاء المعيشة وشحة الخدمات ، ولم تبق بيت الا وطرقت المأساة بابها ، وشبح المجاعة  يهدد الملايين من ابناء اليمن ، فيما تزال رحا الحرب تفتك بالمئات من ابناء الوطن .

كل هذه المعاناة التي يتجرعها المواطن اليمني المسكين تحتم على الجميع أن يسعوا جاهدين إلى ايقاف نزيف الدم اليمني اولاً قبل كل شيء ، والعمل ايضاً على اعادة الامور إلى مجاريها والعودة إلى طاولة الحوار الجاد .

إن المتأمل في الاوضاع المأساوية التي يعيشها المواطن اليمني اليوم  سيجد  أن هذه الاوضاع هي نتاج لسياسة الحقد والكراهية المتوارثة وليست وليدة اليوم ولا بنت الامس القريب ، فالخلافات التي نشبت بين الاطراف المتصارعة هي امتداد لخلافات سابقة الجميع يعرفها وسمع عنها ، فكل من يتقاتلون اليوم سبق لهم وأن تقاتلوا وكان الوطن ضحية لحروبهم العبثية ، و إن الحرب  مهما طال امدها فلن تحقق شيئاً للوطن سوى الخراب والدمار ، ومن يراهن على الحرب في تحقيق مآربه واهدافه فهو خاسر لا محالة ، فما يجري  اليوم من حروب عبثية ما هو الا استنزاف لخيرات  الوطن ومقدراته  وليس دفاعاً عن الوطن كما يصور البعض ، ومن يتوهمون اليوم أنهم يدافعون عن الوطن وعن سيادته وهم يضحون بالوطن ومقدراته وبالمقابل يتضح علاقتهم وصلتهم بأطراف اخرى خارجية تزودهم بالمال والعتاد ولا تريد لليمن الا أن تكون محطة عبور لدول الجوار التي ادركت ـ مؤخراً ـ حجم الخطر الذي يحدق بالمنطقة نتيجة هذا التدخل البغيض.

واليوم لا سبيل للحل الامثل  والاتفاق العادل مالم يتم أولا ايقاف نزيف الدم اليمني المتدفق في مختلف ارجاء الوطن ، فبادروا بإنقاذ وطنكم اولا بإيقاف القتل والاقتتال وقتل الابرياء بدون مبرر أو حجة فإنكم باستمراركم في الحرب ما انتم الا كالذي يصب الزيت على النار ويريد منها ان تنطفئ ، عليكم اليوم أن تثبتوا وطنيتكم  وحبكم لوطنكم إذا كنتم تدعون انكم تحبونه ، وإن ابسط الاشياء التي يمكن أن تقوموا بها من اجل انقاذ الوطن هو التوقف عن قتل الابرياء والتخلي عن السلاح وارجاعه إلى كنف الدولة التي انقلبتم عليها والتي يعترف العالم بشرعيتها وانتم وحدكم فقط من ينكر ذلك وتسعون إلى الالتفاف على شرعية الرئيس الشرعي و المنتخب من قبل الملايين من ابناء اليمن  .

إن تراجعكم اليوم وتنازلكم من اجل الوطن  لا يعني الانهزام ولا يعني أنكم مغلوبين  ولا يعني ذلك أن ثمة  فشل لحق بكم ، ولكن معنى ذلك ـ إذا تنازلتم ـ أن فيكم حب للوطن وللمصلحة الوطنية ، وستكونون قد كفرتم عن كل اعمالكم السابقة بعودتكم إلى الحوار الجاد الذي لا يشوبه أي غدر أو مكر.

إن حجم المعاناة التي يعيشها المواطن اليمني اليوم كبيرة  يصعب على المتأمل وصفها ، كما يصعب على من يعيشها تحملها ، و لن اضيف شيء إذا ما قلت أن الشعب اليوم يموت جوعاً  فحسبكم ما جرى وكفى .

 

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً