الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
في ضيافة الموت
الساعة 22:24
أحمد طارش خرصان

ونحن نفكر في مسيرة الماء ، لم نكن لنبحث عن أي شيء ، سوى تحسس ما تبقى من إنسانيتنا وشعورنا المتآكل بالإنتماء لمدينةٍ ، منحتنا الكثير من أحلامها وتوقها التبيل للحياة. 

لم تكن تعز بعيدةً عنا ، لكننا كنا نشعر بالمسافة التي تفصل إنسانيتنا وقيمنا عنها ، ولم تكن مسيرة الماء سوى محاولة جيدة ، لأن ندون في دفاترنا أن قطرة الماء يمكنها الإنتصار على فوهة البندقية والرصاصة. 

مائة وثلاثة وستون ساعة لا أعتقدها كافية ، لأن تبتسم تعز في وجوهنا ، وبمشاعر من يعترف بجميل لم نكمله ، لكنها كافية برأيي لأن نقول : إنه جهد المُقِلِّ يا تعز. 
لا بطولات في الذي تعرضنا له أو قمنا به ، غير أننا قمنا بما يتوجب علينا فعله إزاء تعز. صحيح أن علوي السقاف وعنتر المبارزي وأمين الشفق ومحمود ياسين والباقون ، لم يحملوا على ظهورهم دبة ماء سعة عشرين لتراً ، لكنهم وأنا معهم حملنا ما تبقى من ذرة كرامة ، وحاولنا القفز فوق واقعنا المهترئ والسيء. 

لست سعيداً بخروجي ، إذْ لا يمكن لأحدنا الفرح متى علم أن الإنسان العظيم محمود ياسين ما زال مختطفاً حتى اللحظة ، وكيف لك أن تتذكر النبيل والممتلئ رجولة العزيز عنتر المبارزي وهو يواجه كل ذلك العته ، وكيف لإب أن تسند رأسها للأمل دون أن تفتش عن الملاك الدكتور محمد علي عبود المليكي فلا تجده ، وكيف للرجولة أن تتكئ على الهش من الأدعياء ، وهي تتلمس بوجع العزيز أمين الشفق، وكيف لي أن أسعد بالإتصالات التي وصلتني وأنا أدرك أن العزيزين وليد عمر الكثيري ، وعبدالله كرش ما زالا رهن السجن وكرم المعاملة القرآنية. 

كيف لك أن تتذكر أولئك وتسعد بانتصار خروجك المنقوص. 
ربما سنستكمل فرحنا قريبا بخروج عناوين مسيرة الماء وأبطالها وسنكون معهم حينذاك
لنكتب ما يليق برجالٍ ، هم كل ما تبقّى لدى إب في هذا الدغل الموحش. 
ممتن لسيل التضامن والدفء الذي غمرني من الجميع ، وممتن لكل جهود الحب التي غمرتني والود الذي لفني منذ ولوجي سجن الأمن السياسي وحتى خروجي....... 
للجميع دونما توصيف أقول إنحناءة كاملة تليق بمقام كل شخص منكم وشكراً لكل ما قمتم به لأجلي ، وسأكون أكثر إمتناناً بخروج البقية.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص