الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
اليد القذرة
الساعة 18:59
أحمد طارش خرصان

أسبوعان ويزيد لم يكونا كافيين لإدراك أن صوت الحب والفن والموسيقى والمسرح في إب أكثر قدرة وتواجداً من أدوات الموت بشعاراته الزائفة والقميئة. 

لم أجد من عبارات التضامن ما يمكن أن يخفف عن الضحية شعورها بالمظلومية ، ويدفعها باتجاه تجاوز هذه الخيبة والقصدية المفرطة للنيل من رغبتها وتوقها إلى أن تكون إب مدينةً للحب والحياة والتسامح ، ومرتعاً خصباً ونموذجاً صافياً للتعايش والتأسيس لأن تكون الكلمة والموسيقى والفن والمسرح نقطة إلتقاء لا افتراق وخصام. 

مابين بزَّته العسكرية وبين بزَّته المدنية ، تبرز حقيقة الإنتماء لقيم المدنية ، وتظهر شخصيته ميلها المتقن إلى التواجد في كل ما من شأنه الإعلاء من الحياة وحرمة مصادرتها بأي أداة من أدوات الإستلاب والمصادرة المقيتة. 

أتحدث عن العزيز عرفات أحمد شرف الدين الطاهري والذي تعرفه إب ب ( عرفات شرف ) ،وهو يقف أعزلاً في مواجهة آلة الموت والعبث ، مكتملاً بإيمانه وحبه لمدينةٍ ، لم تجد عرفات شرف إلّا حيث حُلمتْ أن تجده فيه ، كعنوانٍ جيدٍ لكل نبيلٍ وملاذٍ آمن لكل موجوع. 

لم تكن إب لتدرك وهي تسمع أصوات الرصاص ، والتي كادتْ بقبحها أن تصل أقصى جهة منسية في أطراف العالم ، أن هدف ذلك القبح هو العزيز عرفات شرف ، إذْ تعرض البارحة لهجوم لم يكن ليستهدف سوى روح إب وإنسانيتها ، والذي كان الصديق والعزيز عرفات شرف صورة حقيقبة لتلك الروح والإنسانية . 

كنت وطيلة هذا الأسبوع ملاصقاً للعزيز عرفات شرف ، أثناء مشاركته في مهرجانات إب ( هوانا إب - أعيادنا سلام - أعيادنا غير في إب الخير ) ، وبمشاعر من وقف عاجزاً عن إدراك الرغبة في تجاوز الوهن الذي أبداه الصديق عرفات شرف وإب ، وكنت خلال تلك المهرجانات أكثر دهشة ، وأن أرى إب تتحدى حالة الحزن المستشرية في البلد ، وتتجاوز شعورنا المحبط جميعاً ، لتكون حاضرة إلى جانب اللحن والصوت والفن والمسرح والموسيقى كجبهةٍ موحدةٍ ، تواجه بحب وتسامح كل رغبات الموت المحمومة إلى جرّ المدينة بعيداً عن كونها مدينةً للحب والسلام. 

لا أدري من اليد القذرة التي ضغطت على الزناد ، ووجهت فوهة حقدها باتجاه العزيز عرفات شرف ، ولا أتفهم أن ثمة يد متسخة - في إب - شرعتْ في تدشين مرحلة النيل من كل جميلٍ وجيدٍ وحسن ، ولم أستطع حتى الآن إستيعاب أن إب أضحتْ مكتظة بالكثير من اللقطاء والمشبوهين ، ولم تحرك ساكنا وهي ترى أزقتها وشوارعها ال كانت نظيفة ، وقد تحولتْ إلى بؤرة قلق قاتلة. 

تحضر شركة ( مياه بلادي ) متشحة بشخصية العزيز عرفات شرف في حياة أبناء إب ، وبدعم لا محدود من شخصيتين مكتملتي الإنسانية ، كداعمين رئيسيين لكل ما يمنح إب شعوراً بأن لها حضناً ، ستأوي إليه متى داهمها الوجع والخيبات ، ولقد أجاد الحاج يوسف عبد الودود رئيس مجلس إدارة الشركة والمدير التنفيذي الإنسان صلاح الدين عبدالغني عبدالودود ، التماهي مع مدينة إب وكل ما يعزز حضورها كقطاع خاص في الحياة العامة. 

لم يكن عرفات شرف ليأبه لكل ما تعرض له ، وهو يتجول متشحاً بتلك المنهجية المدنية ، وماكنت لأظن أن ثمة من يحاول النيل منه ، رغبة في إطفاء روح إب وصوتها النزيه والملاصق لحياة الموجوعين والحالمين ، في مدينةٍ أضحى عرفات شرف نقطة ضوئها الوحيدة في هذه الأدغال العامرة بالأوغاد والوحشة والعتمة.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص