الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أحمد طارش خرصان
(هوانا إب )
الساعة 20:34
أحمد طارش خرصان


لا أدري كم استمر المهرجان ، غير أن الفن والحب والتسامح والدعوة إليهما ، قيم لا بمكن اختزالها في زمن ومكان ما ، ربما تجد إب طريقها إلى الحلم بعيداً عن دعوات الموت والموت المضاد ، وتعرف كيف تدير أحلامها البسيطة وموسيقاها الندية ، وتعرف كعاشقة الطريق إلى قلب حبيبها ، ولعلها - وهي تتمايل راقصة على إيقاع رغبتها في الحياة والتسامح والمحبة والتعايش - تدرك تماماً القيمة الحقيقية للفن واللحن والمسرح والكلمة في دروبها الممتلئة بالوجع والحزن. 

تحاول إب الرقص والفرح في جغرافيا مكتظة بالجثامين والضحايا ، وبما يمكن أن يكون عملية قفز مجازفة لواقع موبوء ومزدحم بالآهات والجروح الغائرة .

لم يكن مهرجان ( هوانا إب ) سوى دعوة صريحة وصادقة لتفعيل قيم المحبة والتسامح ، وموقف واضح ورافض لكل محاولة بائسة ، تحاول جر المدينة بعيداً عن هويتها القيمية والروحية وهوسها بالوتر والندى المتساقط من زفزقة العصافير وضحكات الغيم. 

ساعتان وأنا أتجول في فيافي اللحن والصوت والوجه ال كان أكثر من حسنٍ ، وما زلت واقعاً حتى اللحظة تحت تأثير ما كان من مهرجان ( هوانا إب ) .

لم يكن مهرجان ( هوانا إب ) إن لم يمتلك جناحين ، تمكنا من التحليق بإب وبأملها في الحياة ، صوب حلم ممتلئ بالمحبة والتعايش والتسامح ، ولقد كان جناحا إب ( بنك البمن والكويت ممثلاً بمديره الأنيق ياسر الأغبري ، وشركة مياه بلادي ممثلاً بغيمة المحبة والتسامح البهي عرفات شرف ) حاضرين في مفردات الحلم وبهاء الصورة التي استوطنتْ قلوب الكثيرين في مهرجان ، ستكون إب جاهزة لتدشينه كلما وجدت اضمحلالاً في قيمها وحبها للفن والحياة. 

تتحول شركة ( مياه بلادي ) إلى غيمة أخرى ، تكاد تزاحم غيمات السماء في سخائها ورعايتها لكل ما يساند الحياة والمحبة ، ولعل شركة ( مياه بلادي ) ومن خلال رعايتها لكثير من المناشط الثقافية والفنية والوطنية ، تدرك تماماً واجبها إزاء مدينة ، لم تعد لتجد في هذا البلد - وقد أضحى وقفاً على الموت والدمار- سوى مياه بلادي ، كشركة خاصة لطالما كانت حاضرة إلى جوارها في أفراحها وأتراحها. 

لم يكن بنك اليمن والكويت أيضاً سوى إضافة جديرة بالإحترام والتقدير ، وحضوراً كل ما تتمناه إب أن يستمر هذا الحضور الجيد والمروق. 

ربما تأكدت وأنا أشاهد الجمهور الحاضر أن الفن قادر على تخطي عتبات الخيبات ، وتجاوز إشكالات الساسة وإخفاقاتهم ، وأنه ( الفن ) أكثر قدرة على بناء البلد من البندقية ورغبات العنف المحمومة ، والتي كثيراً ما تمنحنا الجنائز والأحزان والدموع. 

ليس أمامي سوى أن أقف تحية لفرقة ( نيو موف ) بقيادة الفنان الجميل محمد أبلان وكافة زملائه ( من ألمع نجوم الدراما اليمنية) ، والذين كانوا بحق رسل محبة وتسامح ، وكانوا جديرين بأن تصفق لهم المساحات الخضراء في جبل بعدان ، مرددة معهم ومع الجميع
هوانا إب.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص