الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
أروى عبده عثمان
لا تكربلوها: أوقفوا حروب التعبئة
الساعة 21:46
أروى عبده عثمان


أوقفوا حروب التعبئة " الدين – سياسي" وستنجو "مشرعة وحدنان " وكل اليمن : 

" إن عملية إبادة الجنس البشري في رواندا كانت من تصميم أفارقة من خريجي جامعات أوروبية وأمريكية حصلوا من دراساتهم على مفهوم النقاء العنصري .. غريب تماماً عن تاريخ بلادهم "
كتاب أوهام الهوية .. المؤلف جان فرانسوا بايار

                                                   **
أكانت الأحداث التي تُروى عن مأساة " مشرعة وحدنان " صحيحة أم مبالغ فيها .. كنا ندرك ، معنى الحرب الأهلية ، الاقتتال الداخلي الذي لا يبقي ولا يذر ، وعليه فقد كنا نصرخ ليل نهار ، أغلقوا النوافذ المشرعة للفتن والتعبئة والتعبئة المضادة ويقينيات الإحتراب التي تتغذى من معين " الرقص على الثعابين"، هي الحرب اليوم ، وما أحسن الحرب عند المتفرجين ، وأول المتفرجين والصانعين : " عفاش ومنظومته " مالك الموت الحصري لليمن والجوار .. "أوقفوا الحرب ، لا للحرب " منطق لم يأت من فراغ ، بقدر ما تعززه حوادث /حروب التاريخ اليمني والبشري الماثلة أمامنا .. وأقذرها الحروب الأهلية حروب الأخوة الأعداء ..التي لا تقضي على الحاضر بل وترسم المستقبل الأسود .. الذي سيلاحق أجيالنا ببصمة الكراهية والحقد ومشاريع الانتقام للآباء وتوريثها للأبناء .. الشرخ الذي لا يجبر ..وللأسف وجد وتعشعش ، ونمى وتغذى وهاهو يستشرس علينا أوقدت فيه لحوم الأطفال اللدنة والنساء والشيوخ .. الكل دفع الثمن والشباب الأكثر وقوداً لها .. وكارثة/ مقتلة " مشرعة وحدنان" إحدى خيوط الكارثة الكبرى ..أنها الحرب من طاقة لطاقة ، الحرب الناسفة لقيم الإنسان "العيش والملح ، تفسخ المائدة الواحدة ، واللقمة الواحدة وشربة الماء بين الأخوة وأولاد العم والجيران والأصهار ..

قالها هيرقليطس : " الحرب أم لكل الأمور تصنع الإلهة ، والرجال والعبيد " وفي مشرعة وحدنان كان هذا الثلاثي يصفي بعضه بعضا .. كما حل في كل اليمن .. و تاريخ القبائل( المشائخ ، والعسكر- والإكليروس رجال الدين ) : الثلاثي العابث في اليمن منذ قرون .. 

نعم أزمتنا إنسانية عميقة ومردها التعبئة/ الحرب خلطة " السياسة والدين " كانت ماكينتها الجهنمية المقايل والتفاريط والمساجد ، والباحات ، والمدارس ،والجامعات ، أسلمة السياسة ، وتسيس الدين بتعويذة سلطة ( السيف والمصحف) وتوليد وتعمير الطوائف والمذهبيات ، والفرقة الناجية مقابل الفرق الباغية ، تعمير العرق الإلهي المقدس ، مقابل الأعراق الأخرى .. استثمار الله والمقدس في مرجل الاستبداد وأحقية الملك .. للأسف اشتغل على هذا المطبخ الذي ظل يتعفن لعقود طويلة وانفجر في وجوهنا جميعاً : رجال الدين والسياسة ، وأنجر إلى هذا المطبخ" العفن" أستاذ الجامعة الذي تلقى علومه في أرقى جامعات العلوم والتكنولوجيا والفلسفة .. الجامعة المدنية والعلمانية ، ومعه الصحفي ، والشاعر ، والتربوي ، والحقوقي ، والقاضي ، والنقابي ، واليساري ، والليبرالي ، ورجل الحزب ، ونساء المدارس والجامعات ، ودعاة حقوق الإنسان في منظمات المجتمع المدني .. وفي حمأة هذا التلوث جروا معهم آلآف الأطفال الفقراء .. نعم جروهم إلى مذبح الحرب كقرابين يتزلفوا بها الله ، والسيد والزعيم . كل من ذكرتهم اسقطوا بدم بارد لحظة العقل والضمير ، عقود من تحصيل المعارف بالمدرسة والجامعة واللف حول العالم للنضال من أجل حق الحياة ، والكرامة الإنسانية ، وعدم التمييز ، وحرية الرأي والتعبير ، وحرية الأديان والجندر ..الخ . 

لحظة فاصلة بين الآدمية والقطيع ، استدعت فاشية العرق والهويات ـ فتحوا " تختة" الأنساب المقدسة / العرق الإلهي المقدس ، التي طالما توهمنا بأنها طمرت ، وصدأت ، وأغلقت في مسيرة تشكيل وعي الإنسان ، وعيه المدني بمبدأ المواطنة ، الوعي بمعنى الدولة ..

ماحدث ، هو امتداد لموروث حروب بكر وتغلب " لقد قَتلنا وقُتلنا ورب الكعبة ، ولا أدري على ماذا" ، ملحق من ملاحق حروب اليمن في التعبير الشعبي " على أيش قتلناه" كما توردها حكاية من ذمار أن جماعة غارت على شخص فقتلوه ، ولم يسأل أحدهم .. سبب قتله .. المهم فعل التثوير وفعل القتل إنه الجهاد الأعمى للجهل المقدس الذي يستدعي غرائز القتل من تختة موروث القتل البدائي (هابيل وقابيل) ..
فيا أيها الأعزاء .. 

كان الحوار الوطني .. هو من يدفع عنا بلاء الحرب ، بأقل القليل .. لكن لحظة النشوة ، ويقين الإنتصار ، وزهو الخرافات والأساطير باسترجاع الملك الإلهي للطائفة المذهبية الصغيرة .. وتحالف مالك الموت ، وطائفة المظلومية .. ثم حلت كارثة الحرب على الدولة والقانون والدستور ، والإنسان والمدن ، وكل مايقف في طريق هذيانات النصر المقدس بتوحش لم يشهد التاريخ اليمني مثيلاً لبشاعته .. انه التاريخ الأسود في حياة كل اليمنيين( 21سبتمبر2014 ) .

فلا تكربلوا مأساتنا ووجعنا ، وفجيعتنا بكارثة اسمها مشرعة وحدنان ، حيث قتل الأخ أخاه ، أياً كانت الأسباب : حل القتل ، واستنطقت الغرائز ، وهاجت وتوحشت ، وكانت تلك الصورة / اللعنة التي ستلاحقنا اليوم وغداً . 

لا تكربلوها ،أيها الأعزاء وتستدعوا ماضويات القتل باسم الخرافات المستدامة لفلكلور الحسين ، والكرار ، وعائشة ، وخديجة ، وزينب ، وقرطلة ، وسعيدة بنت الدقم .. الخ من ماضويات قفة من قفف الإبادة المستدامة في تاريخ الشعوب العربية .. 

تراثنا اليمني البسيط لا يعرف الكربلائيات إلا من خلال كتب التراث الصفراء ، وتعرفها أقلية صغيرة جداً ، أخرجها أخوتنا الحوثيون /أنصار الله/المسيرة القرآنية اليوم لبغددة اليمن ، وكربلة البلاد والعباد ، واستدعاء تراثاً لا نعرفه .. ليطغى على تراث الزيدية المستنير الذي نعرفه ونؤمن به .

قطف خبر : 
اسالوا زيون أم العزيز هاني الجنيد " من ايحين وازيووووون قد أهل صبر يعرفوا ويغرفوا الحسين والحسينات ، والكربلائيات ..الكريرة "الكرار" ، وبن جندب والباقر والحوزات ، والنجف الأشرف والإصطفاء الإلهي ، والحسينية المهداوية ؟ من ايحين وازيون قد ، اصحاب صبر والقريشة ، ولا حتى أصحاب صعدة ، ومران وعمران نلطم ونخزق ثيابنا وأطمارنا ،وندقدق رؤوسنا وصدورنا ، ونزعق بهستيريا واحسيناه ، ويا باطلاه ، ..الخ ؟ اسألتك بالله يا زيون تقدري تنطقي أنت وصاحباتك نساء صبر ، مفردات قاموس حروب الأخوة مثل : الروافض والنواصب ،والإثنى عشرية ، والخمستعشرية .. وعيال المتعة ، والمجوس ، والزينيبات والفاطميات ، والعائشيات.. قولي معي " الله يخزيهم " من يريد أن يكرس وبعنف الإيديولوجيا ثقافة لا نعرفها ، ولا تمت لمورثوتنا بصلة .. ولا حتى كنا إلى قبل سنيين نعرف السادة ، وفلكلورهم التمييزي والتراتبي للناس ، خصوصاً في تعز .. 

كان نيتشة محقاً عندما كان يتفلسف وبيده المطرقة لتكسير الرؤوس المتخمة بالعقائد القديمة ورسوخ الأفكار .. اليمنيون اليوم أكثر مدعاة لاستلاف مطرقة نيتشة لتكسير رؤوس اليقنيات للخروج والقطع مع توارث ذهنيات الخرافة والأيديولوجيات السياسية / الدينية ..
وإلا كيف تشوفوووا؟

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص