- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- اعتبروه أحد أفضل الأطباء.. يمنيون يشيدون بالدكتور المصري هشام إبراهيم (تفاصيل)
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
لطالما وقف محمود ياسين إلى جانب البلد ، متوحداً بإيمانه بمبادئه وقيمه ، التي لم تنجح الأدغال الموحشة من النيل منها .
أتحدث عن محمود ياسين صاحبي ، وأحاول الغوص في حياة فتى بلغ الأربعين من عمره ، دون أن تتمكن العتمة من صلبه على أعمدة الشيخوخة والوهن ، ولربما نجح - فيما يبدو - من مغادرة الموت بيقين من أظهر تحديه له ، ولا مبالاته إزاء عدوٍ ، لم تعد تفصله عن لحظة الهجوم عليه سوى القليل من الوقت.
أحاول التخفف من كوني صاحباً عاقاً لمحمود ياسين ، وكتابة ما يشبه تضامناً معه ، غير أنني أعرف محمود ياسين جيداً ، وهذا كافٍ لأن أشعر بالأسى وخذلان اللغة ، كلما حاولت الكتابة عن محمود - صاحبي - وسيرة ملاكٍ ، وقع اليوم في قبضة الحوثيين رفقة ماجد المذحجي وعلي البخيتي ، وعبدالرشيد الفقية .
لم يرتكب الحوثبون عملاً صادماً وجديداًعلبهم ، ولم يقوموا بغير وظيفتهم التي وجدوا لأجلها ، والتي تكاد تنحصر في قدرتهم على العيش كعناوين مبتذلة ورخيصة - لكل ما هو قذر وتافهٍ - لم تخبرهم أجسادهم بالذي فعله صالح بهم في حروب صعدة السابقة.
يختطف الحوثيون محمود ياسين ورفاقه ، فيما الحاج قاسم ياسين في الدنوة يزهو بإبنه محمود ، كقائد عسكري تمكن الأوغاد من اقتياده بخسةٍ ووضاعةٍ إلى ساحة الإعدام ، ولعل الحاج قاسم ياسين - والد محمود - أكثر طمأنينة من أيّ وقت مضى ، وهو يرى الفقيه سعيد يعاود الظهور مرة أخرى ، مواجهاً أسوأ عصابة سيعافها التأريخ كجيفةٍ ، وجماعةٍ لم تستوعب ( كم يُثقل عليها دم المقتول).
أتحدث عن محمود ياسين كمن يسرد مروياتٍ جيدةٍ عن المبادئ والقيم والنزاهة ، وكمن يتحدث عن ضمير أمة ظل محاطاً بالموت ، دون أن يستسلم للتعري المشين والسلوكيات الفاضحة ، حاملاً على عاتقه واجب الدفاع عن حياةٍ ، حولها الحوثيون وصالح إلى مرتعٍ خصبٍ للقبح والطقوس القذرة.
أشعر بمحمود ياسين ورغبته في العيش بمقاسات مواطن يمنيٍ بسيطٍ ، وبقناعة مؤمن وزاهدٍ ، اختزل الحياة في الوفاء لبساطته وإيمانه بحرية الإنسان وبؤس المعتقلات ، التي لايمكن لها أن تدفع المجتمع للرضوخ لهذا المنطق المستهجن والغبي.
لمحمود ياسين نكهة الأصالة ورائحة التمرد على كل ماهو بالٍ ومهترئٍ ، وأجده اليوم مكتملاً بسيرة فتى بلغ زنزانة الحوثيين وصالح ، كمناهض لكل من يحاول سلب اليمنيين وطنهم وأحلامهم.
قرأت ما سرده الكاتب علي البخيتي في صفحته عن الواقعة ، وأدركت حجم النهاية المفجعة التي تنتظر هؤلاء ، وأدركت أيضاً الذي وصلنا إليه ، وكيف أن صالح نجح في الزج بالحوثيين في معركةٍ خاسرةٍ ، وحوَّلهم إلى ما يشبه اسفنجةً ، استطاعت - وبنجاح بالغٍ - إمتصاص كل أوساخه وسوءه .
لا أدري ما الذي فعله الحوثيون بصاحبي محمود ياسين ، ولا بالذي فعلوه بصديقي ماجد المذحجي وصديقي العزيز عبدالرشيد الفقيه ، وبصديقي العزيز باسم الورافي وآخرين ....،إذْ لا يمكنني منح الحوثيين مروءةً إفتراضيةً ، ومانعاً أخلاقياً أصيلاً ، قد يدفع بالحوثيين للتعامل معهم بإنسانيةٍ ، لا بهمجية مفرطة .
انتصر محمود ياسين ورفاقه ، في موقف يثبت لليمنيين قدرتهم الفائقة على مقارعة الزيف والمرجعيات العفنة ، وأدوات القمع المستهلكة. لصاحبي محمود كل الأمجاد ولرفاقه تحية صلبة وإرادة فولاذية.
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر