الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
زينب مروان
رموز تثير الفتنة..!!
الساعة 19:13
زينب مروان

لا حاجة لإستعراض تجارب الرسول الكريم صلوات الله ورضوانه وسلامه عليه مع المواطنين من غير المسلمين الذين كانوا يعيشون في مكة والمدينة وغيرها من أجزاء الدولة الإسلامية فهي معروفة من قبلنا جميعآ كمسلمين ومعروفة لغالبية الأخوة المسيحين شركائنا في الوطن، ابتداءآ من زواجه عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها إبنة عم ورقة بن نوفل الموحد في زمن الجاهلية النصراني مترجم الإنجيل،  مرورآ بإحسانه للجار اليهودي صاحب الأذى وإسلامه خجلآ من خلق النبي صلى الله عليه وسلم، وصولآ إلى ألسيدة ماري القبطية ام إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم الجارية المسيحية التي تزوجها الرسول والتي عاتب الله بها نبيه في القرأن عندما حرمها والعسل عليه الصلاة والسلام على نفسه مرضاة لزوجاته ومن ثم انجبت له إبراهيم آخر أبنائه من الذكور. 

هذا ما تركه الرسول الكريم محمد الأمين صلى الله عليه وسلم لنا من تجارب مع غير المسلمين عم حبيب يحمي ويغار عليه ويدافع عنه، نسيب مستشار آمين، ملك عادل وقاضي لا يظلم عنده احد، جار يرد عليه السيئة بالحسنة، صديق صاحب مال يرهن ترسه عنده مقابل دين، جارية ثم زوجة مكرمة وأم لإبنه، هذا ما عرفناه عن سيرة رسول الله في التعامل مع غير المسلمين وعليه فقد هذبت نفسياتنا بالفطرة لقبول غير المسلم كشريك أخ وصديق لا ينقصه شي عن المسلم. مع الإحتفاظ بشيء من الجزئيات والخصوصيات التي لنا الحق بالاحتفاظ بها لممارسة ديننا بحرية مع التأكيد على أن للآخر ايضآ نفس الحق يملكه ويمارسه. وهذا ما كان ولله الحمد. 


اما في الآونة الاخيرة وبالأخص وللدقة خلال الشهور القليلة الماضية شهد المجتمع الأردني عدد من المحاولات المقزز لخرق النسيج المجتمعي المتجانس المندمج لأبنائه مسلمين ومسيحين. فظهرت بعض الممارسات الصادمة وكأنها جاءت على شكل مخطط معد مسبقآ، او قد تكون ردود افعال بغير محلها وهذا ما نأمل. 

بدءت ملاحظتي الشخصية لها عندما تجرأ احد أصحاب المعالي السابقين على القول في ندوة قدر لي ان أكون من الحاضرين لها، وصعقتُ عندما صرح قائلآ : أن المسيحين في الاردن يمثلون 2% من مجموع السكان ومع ذلك استرسل ليقول ان الأردن يدعي ان المسيحين يعيشون في الأردن بسلام وتعايش ويحصلون على كامل حقوقهم. وان هذا من وجهة نظره غير صحيح!!!. 

لانه لم يصبح هو كشخص رئيس للوزراء. وهذا بتقديري.. 

وكأن البلد خاليه وهو الأنسب على الإطلاق من جميع رجالات البلد الذين نعرف ولا نعرف مسلمين ومسيحين. مقنعآ نفسه بأنه كان الأفضل لتلك المرحلة وأنه يستحق أن يكون رئيس وزراء. ولا أعرف على ماذا أعتمد في بناء تقديراته هذه!!؟ متناسيآ الدستور الأردني عن قصد ونصوصه الواضحة الصريحة التي تقول أن رئيس الوزراء يجب أن يكون مسلم. وقد أعطى الحق لدول أخرى غير الأردن لتحديد ديانة رئساء وزاراتها كلبنان وغيرها من الدول الغربية الديمقراطية بالإعتماد على التركيبة الديمغرافية للسكان وعددهم. 

(شخصنة الوطن) هذا ما مارسه عدد ممن كانوا رئساء للدول العربية المنكوبة حاليآ مثل: العراق، سوريا، اليمن، مصر، ليبيا، السودان وغيرها. يريد أن يختصر الأردن وتجربته الواقعية بالتعايش الديني كبلد كامل بتجربته هو فقط. وبما يستحق هو كشخص من وجهة نظره. ولو جاء رئيس وزراء مسيحي غيره فهذا لن يرضيه ايضآ. لان الحالة المتقدمة من تقديمه نفسه ومصلحته الشخصية على مصلحة الوطن والمواطن كانت ظاهرة اكثر مما يجب. 

بالأسبوع التالي جاءت حالة الصدمة التي عاشها الأردنين مما عرض على قناة المفروض بأنها أردنية لتتناول ما لا يقبله العقل ولا المنطق مما يخدش لا بل يمزق الحياء العام!!!. ويتناول تفاصيل وصفيه دقيقة لمقاطع حسية لا أخلاقية تم تقديمها بطريقة رخيصة أستفزازية لا منطق فيها. كانت النتيجة المنطقية الوحيدة المتوقعة والمطلوبة هي إحداث جلبة إعلامية سعت لها القناة بالدرجة الأولى والمواطن كمتلقي لم يعجبه ما تلقى وله الحق في ذلك. ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعي تمت مناقشة هذا الموضوع وسقطات اخرى للقناة نفسها بطريقة موضوعية في كثييير من الأحيان. وبطريقة عنصرية جهوية متطرفة في أحيان أخرى واستغلت المعتقدات الدينية لمالك هذه القناة وأصبح الحديث يحمل وجه وطريقة لا منطق فيها. حيث نسب البعض ما قدم عبر القناة لمعتقدات مالكها ومديرها الدينية. والذين بدورهم لم يحسنوا إدارة الأزمة بل استهزءوا بالمواطن وبالأخص بالمتابعين لهم من خلال بيانهم الذي لم يحتوى أي أعتذار عن محتوى ما قدمت القناة. 

وجاءت الطامة الكبرى عندما كتب أحد أعضاء مجلس الأمة على صفحته في فيسبوك منشور يهزء به بأحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعلم تمام المعرفة ان هؤلاء الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم وارضاهم جميعآ هم بمثابة الأهل والنسب والعزوة والشرف والتأريخ والعز لكل أردني سني مسلم من أبناء وطنه الذي يمثل تحت القبة. ومع ذلك سولت له نفسه ان يستهزء بأحدهم ويقول عنه ما قال. 

فوالله ان رائحة الفتنة قد بدأت تفوح. وهناك من يحاول ان يعبث فعلآ في النسيج الوطني الديني المتجانس للأردنين و والله ان الإختراق قد بدء من رجالات الدولة ممن لم يحصل على القطعة التي يريد من هذا الوطن. أردن العرب المسلمين الهاشمين السنه الذين نطالبهم بوضع حد صارخ لكل من تسول له نفسه ويعتقد أن هذا البلد وأهله هم شركة صغيرة خاصة قد يتلاعب بها هو لتحقيق مصالح خاصة او اللعب بورقات للضغط على الحكومة لتحقيق مآربه الشخصية. 

وهنا نرجو جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين رأس هرم الدولة الأردنية بأن تتحقق العدالة والمساواة بتوقيف النائب الذي حاول ان يوقع الأردنين مسلمين ومسيحين في شراك الفتنة في احد أشد السجون الأردنية، مثله مثل من تم توقيفهم من إسلامين ممن تم توقيفهم على خلفية قضايا تمس أمن الدولة والعبث في استقرارها والمراهنة على وحدة نسيجها من خلال منشورات إلكترونية مماثلة.  

وقبل هذا كله لتطاوله على سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه صاحب جدكم وحبيبكم ورسولكم وشفيعكم ونحن وإياكم محمد بن عبدالله العربي الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم. 

حفظ الله الأردن بلدنا الحبيب من كل الفتن وحدة واحدة لا تتجزأ وحفظنا لبعضنا إخوان يحمي بعضنا بعضآ مسيحين ومسلمين. جيران، إخوان وأصدقاء. وقدرنا الله ان نرى كيد كل كائد وان نرد كيده الى نحره. فليس في الطائفية سوى الكراهية والتفرقة والدم والقتل والخسة والنذالة. والمروئة عكس كل ذلك وهذه هي شيم الأردنين جميعآ.

«كاتبة أردنية»

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص