الأحد 24 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
نبيل سبيع
حرروا عدن من القاعدة أولاً ثم تحدثوا عن "تحرير صنعاء" من الحوثي!
الساعة 20:53
نبيل سبيع


العربية الحدث قالت اليوم إن "جيش الشرعية" و"المقاومة الشعبية" استكملا خطة تحرير صنعاء! لكن المنطق يقول: قبل أن تتحدث السعودية عن تحرير صنعاء من قبضة الحوثي وصالح، عليها أولاً أن تحرر عدن من قبضة القاعدة والفوضى.

السعودية والإمارات وبقية دول التحالف أطلقت عملية "السهم الذهبي" لتحرير عدن من الحوثي وصالح وإعادة الشرعية إليها، وتمكنت مع فصائل المقاومة الجنوبية من اسقاط عدن من يد الحوثي وصالح. لكنها لم تسقطها الى يد "الشرعية" كما قالت، بل أسقطتها الى يد "أنصار الشريعة"، الى يد القاعدة.
ولم تبالِ!
بل مضت قدماً وهي تقول إن موعد حرب تحرير صنعاء من قبضة الحوثي وصالح وإعادة "الشرعية" اليها قد اقترب، وها هي وسائل إعلامها تتحدث عن استكمال خطة تحرير صنعاء، فيما يتحدث الكثير من اليمنيين المتطلعين لاسترداد صنعاء من قبضة الحوثي بكل ثقة وطمأنينة قائلين: وسيتم تحرير صنعاء من الحوثي بنجاح إن شاء الله كما تم في عدن.

لكنّ تحرير عدن لم يتم حقيقة: فقد تحررت من قبضة الحوثي وصالح الى قبضة القاعدة والفوضى. وباتت عدن بحاجة ماسة لتحريرها من القاعدة والفوضى قبل أي حديث عن تحرير صنعاء من الحوثي وصالح.
- لماذا؟
لأن الذهاب الى حرب في صنعاء في ظل سيطرة القاعدة والفوضى على عدن لا يعني سوى الذهاب الى حرب "تحرير" أخرى فاشلة وبلا أي أفق، حرب لا أحد يعرف ما قد تجره من كوارث ومآسٍ على أكثر من 3 مليون مواطن يمني ممن يعيشون في صنعاء أو ممن نزحوا اليها من عدن وتعز وصعدة وحتى المكلا.

ولأن هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها:
- إذا كانت السعودية لم تستطع إعادة "الشرعية" الى عدن بعد انتصارها فيها وسيطرتها عليها، فكيف ستستطيع إعادتها الى صنعاء؟
- وإذا كانت "الشرعية" لم تستطع اثبات نفسها في عدن، فكيف ستثبت نفسها في صنعاء؟
- وإذا كانت السعودية و"الشرعية" لم تنجحا في عدن بعد انتصارهما فيها، فهل يمكنهما أن تنجحا في صنعاء بعد انتصارهما فيها، إذا افترضنا انتصارهما فيها أصلاً؟
- وإذا كنتم قد فشلتم في عدن الى هذا الحد بعد انتصاركم على الحوثي فيها، فكيف تعدون الناس بنجاح منقطع النظير في صنعاء بعد انتصاركم "الموعود" على الحوثي فيها؟
الخلاصة:
إخفاق السعودية و"الشرعية" في عدن بعد انتصارهما على الحوثي فيها يمثل إعلاناً واضحاً وصريحاً عن إخفاقهما المُسْبَق في صنعاء قبل خوض الحرب فيها ناهيكم عن الانتصار.

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص