- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- عقوبات أمريكية على شركة سورية تموّل الحوثيين من إيرادات بيع النفط الإيراني
- دورات طائفية باشراف إيران للوكلاء الحوثيون الجدد!
- محلات عبدالغني علي الحروي تعزز تواجدها في السوق العالمي بالتعاون مع شركة هاير
- الحوثيون في إب يسجلون في مدارسهم طفل الصحفي القادري المخفي لديهم بإسم غير إسم أبوه
- علي سالم الصيفي ودورة في تمويل داخلية الحوثيين و الاستحواذ على 200 مليار ريال سنوياً
- إتحاد الإعلاميين اليمنيين يدين توعد قيادي حوثي بتصفية الصحفي فتحي بن لزرق
- بيان ترحيب من منصة (p.t.o.c) بفرض عقوبات امريكية على قيادات حوثية متورطة في جرائم منظمة وتهريب الاسلحة
- منصة تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن (P.T.O.C) تصدر تقريرها الجديد «الكيانات المالية السرية للحوثيين»
- إسرائيل تدعو السفن التجارية المتجهة لميناء الحديدة بتحويل مسارها نحو ميناء عدن
- المكتب السياسي للمقاومة يشارك احتفالات الجالية في امريكا بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر
يقول استاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء الدكتور طه الفسيل، من خلال البحث عن أسباب وعوامل الفساد في اليمن، نستطيع القول هناك اسباباً وعوامل ذات خصوصية نسبية باليمن، أبرزها ان المجتمع اليمني مازال مجتمعاً تقليدياً تسود فيه وتغلب عليه القيم التقليدية والروابط القوية المستندة الى علاقات النسب والقرابة والعلاقات المناطقية.
كما أن المرحلة الانتقالية والتحولات العميقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها بلادنا خاصة بعد قيام الوحدة المباركة في 22مايو 1990، بلا شك أفرز ذلك زيادة فرص ممارسات الفساد واتساع وتنوع مظاهره، حتى غدت تزداد بصورة كبيرة في المراحل الانتقالية وفترات التحولات العميقة.
وقد ساعد على ذلك في اليمن حداثة البناء المؤسسي والإطار القانوني للدولة اليمنية الحديثة وعدم اكتماله، إذ أن هذا الوضع وفر بدون شك بيئة مناسبة للفاسدين والمفسدين مستغلين ضعف أجهزة الرقابة وضعف مستوى خبراتها من اجل تحقيق المصالح الذاتية والشخصية.
اضف إلى ذلك غلبة علاقات القربى والنسب، والمناطقية والعشائرية على القيم والواجبات والالتزامات الوطنية في تفشي ثقافة الفساد بين أفراد المجتمع اليمني، بحيث اصبحت ممارسات الفساد امراً عادياً ومقبولاً ومتقبلاً من قبل المجتمع اليمني.
والفساد في المحصلة النهائية نتيجة لاتفاق غير قانوني بين طرفين فاسد ومفسد وان هذا الاتفاق إما ان يكون طوعياً يتم برغبة تامة بين الفاسد والمفسد للحصول على حق أو (حقوق) ومصالح خاصة غير قانونية وقد يكون الاتفاق اتفاقاً غير طوعي (إجبارياً أو غصباً)، وذلك عندما يقوم الطرف الفاسد بابتزاز طرف آخر هو فرد من أفراد المجتمع أو جماعة من جماعاته المختلفة تحتاج الى خدمة عامة.
والموضوعية تقتضي منا الاقرار بأن ظاهرة الفساد وانتشارها لا تعتبر مسؤولية الحكومة فقط وانما هي مسؤولية جميع اطراف المجتمع اليمني، افراداً وجماعات، قطاعاً خاصاً وجمعيات اهلية ومنظمات المجتمع المدني، إذ أن الأسباب والعوامل الكامنة وراء ظاهرة الفساد في المجتمع اليمني، تتعدد وتتداخل مع بعضها البعض، فهناك أسباب اقتصادية وسياسية، وأسباب اجتماعية وثقافية، وأسباب داخلية وأسباب خارجية، الى جانب وجود عوامل وأسباب عامة عديدة لوجود الفساد في المجتمع اليمني، مثله مثل اي مجتمع.
وعليه ونظراً لشمولية واتساع نطاق الفساد وقبول الناس له، اصبحت القوانين والانظمة السارية عاجزة عن التصدي للفساد، وزاد من حدة ذلك قوة ترابط وتكاتف الفاسدين والمفسدين ودقة تنظيمهم واتساع نطاقهم لأن المصالح تجعلهم اكثر قوة وسطوة بصورة او بأخرى، بينما تتسم علاقة الترابط والاتصال بين المصلحين بالوهن والضعف نتيجة تفرق هذه الجهود وتشتتها وعدم تنظيمها، وقلة عدد الكوادر الكفؤة والمؤهلة في كافة المجالات المختلفة مثل الهندسة والمحاسبة او ضعف وتدني مستواهم وكفاءتهم.
ومن أجل إزالة اللبس نقول إن القصد من تعريجنا على عدد الكوادر الكفؤة والمؤهلة، ليس القصد منه أن لا يوجد العدد الكافي منهم، بل العكس لدينا كماً هائلاً من المهندسين والمحاسبين خريجي الجامعات، لكن المؤهل منهم والكفء عدده قليل، ويترافق هذا مع انتشار مظاهر الجهل ونقص المعرفة بالحقوق والواجبات، وبطبيعة الاجراءات وخطوات الحصول على الخدمات العامة وتكلفتها خاصة في ظل قصور آليات الوصول الى المعلومات او غيابها.
كما أن عدم وجود إجراءات مكتوبة وقواعد عمل منشورة ومعلنة للجمهور في قطاعات الخدمات العامة يساعد بشكل كبير على فتح مجالات وفرص ممارسات الفساد، وضعف او غياب دور مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الخاصة في الرقابة ومتابعة الاداء الحكـــومي، واذا وجدت فإنها قد تفتقد للموضــوعية او الحيادية ويشــمل ذلك اجــهزة ووسائل الاعلام المختلفة وبالذات الصحف الحزبية، وحداثة مفهوم الفساد وابعاده العملية والعلمية المختــلفة في المجتــمع اليمني.
الامر الذي أدى الى غياب الرؤى الموضوعية والاســـباب العلـــمية لتشخيص الفساد وتحديد مظــاهره واخــتلالاته المختلفة وبالتالي تحديد الآليــات والاجـــراءات المناسبة الكفيلة بمحاصرته ومحاربته، وجود عوامل واسباب خارجية تساعد على نشر الفساد وتعميقه.
ويمكن اجمال الأسباب في وجود مصالح وعلاقات تجارية مع شركات ومنتجين من دول اخرى، حيث تسعى هذه الشركات الى الحصول على امتيازات واحتكارات داخل الدولة، مستخدمة في ذلك وسائل الترغيب والترهيب مفسدة بذلك جزءاً لا يستهان به من موظفي الدولة.
وهنا يبرز في هذا المجال الدور الذي تؤديه والسلوكيات والممارسات التي تسلكها بعض الشركات الاجنبية الكبيرة ومتعددة الجنسيات، وكذلك بعض المنظمات والمؤسسات الدولية الحكومية منها وغير الحكومية، حيث تشكل هذه السلوكيات والممارسات صوراً للفساد الخارجي مثل اللجوء إلى الحكومات والمسؤولين من اجل فتح المجال لأنشطتها واعمالها ومنتجاتها او من اجل الحصول على عقود امتياز لاستغلال الموارد الطبيعية او اقامة البنى التحتية.
وفي سبيل ذلك تستخدم اساليب الترغيب والترهيب من اجل تحقيق أهـــدافها والحصـــول عـلى الامتيـــازات التـي ترغب فيها وتكون هذه الشركات والمنظمات اكثر قوة في ضغطها وتأثيرها وسلوكها المفــسد على الدول التي تمر بمراحل انتقالية وفترات التحول مثلما هو الحال في بلادنا اليمن.
ومن الأمور الهامة التي يجب التنبه إليها، هو أنه لابد ان نعي قضية هامة وهي أن الفساد لا يوجد فقط في اجهزة ومؤسسات الدولة، وانما هو موجود ايضاً في القطاع الخاص وفي منظمات المجتمع المدني بصورة او بأخرى، فالفساد بصورة عامة لابد وان يكون له طرفان فاسد ومفسد.
...............
* من دراسة للدكتور الفسيل- استاذ الاقتصادي بجامعة صنعاء، "حول أسباب وعوامل الفساد في اليمن".
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر