تصاعد التوتر الذي تشهده مدينة عدن، وسيطرت المخاوف على سكان المدنية من انفجار الوضع في أي لحظة، على خلفية تمرد القائد المقال للقوات الخاصة (الأمن المركزي) بعدن، ورفضه الانصياع لقرار إقالته الذي أصدره الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد أيام من كسره للإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون، ومغادرته للعاصمة صنعاء إلى مدينة عدن الشهر الماضي.

وقالت مصادر محلية لـ"المصدر أونلاين" إن الرئيس هادي استدعى، أمس، تعزيزات عسكرية من محافظة أبين إلى مدينة عدن، التي يقيم فيها منذ نحو أسبوعين.

وأضافت المصادر أن الكتيبة العسكرية تابعة للواء 119 مشاة في محافظة أبين، الذي يقوده العميد فيصل رجب، وذلك في ظل توتر تشهد المدينة، جراء تمرد قائد قوات الأمن الخاصة عبد الحافظ السقاف، الذي يرفض قرار إقالته من منصبه.

وتزامن وصول التعزيزات العسكرية مع لقاء جمع بين وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، اللواء محمود الصبيحي مع الرئيس هادي في القصر الجمهوري في عدن، أمس.

وقال مصدر في أمن عدن إن قائد القوات الخاصة المقال من منصبه رفض، أمس الأول، تسليم قيادة المعسكر، رغم المفاوضات التي امتدت معه لنحو أسبوع، لإقناعه بالامتثال لقرار إقالته.

وأضاف أن المفاوضات مع السقاف وصلت إلى طريق مسدود، مشيراً إلى أن سلطات محافظة عدن تدرس خيارات لإنهاء تمرّده، دون أن يحدد ماهية تلك الخيارات.

وكانت الأطراف المعنية أجمعت الأحد الماضي على أن يتسلم العميد عدلان الحتس قائد القوات الخاصة بشبوة حاليا، معسكر قوات الأمن الخاصة في عدن، خلفا للسقاف، بدلا عن العميد ثابت جواس، غير أن السقاف رفض التسليم، وأبلغ لجنة الوساطة المشكلة من نائب وزير الداخلية ناصر لخشع، ومحافظ عدن عبد العزيز بن حبتور ووكيل الأمن السياسي ناصر هادي، أنه لن يسلم إلا بناءً على قرار من العاصمة صنعاء.

كما أبلغ السقاف لجنة الوساطة أنه لا يعترف بشرعية الرئيس هادي، مهددا بتفجير الوضع عسكريا في مدينة عدن إذا تم إكراهه على التسليم.

وتشهد المنطقة المحيطة بمعسكر القوات الخاصة تشديدات أمنية، حيث ينتشر الجنود المتأهبون لخوض موجهات مع اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي.

واندلعت خلال اليومين الماضيين مناوشات محدودة بين الطرفين، سرعان ما تم احتواؤها وإيقافها.  وتنتشر قوات الأمن الخاصة المتمردة في عددٍ من شوارع مدينة عدن، بالتزامن مع انتشار أفراد اللجان الشعبية، المنتشرة بكثافة في المدينة، فيما تحتشد قواتها في بعض المحافظات المجاورة.

كما أفادت مصادر محلية بأن هناك تعزيزات كبيرة من صنعاء إلى معسكر القوات الخاصة بعدن، حيث وصل مئات المقاتلين الحوثيين إلى مدينة عدن بالزي المدني لدعم تمرد القوات الخاصة، مشيرة إلى أن هناك تعزيزات أيضا من قيادة الأمن المركزي بصنعاء، ومن القوات الخاصة في معسكر الصباحة بصنعاء.