كلمات الشاعر يسلم أحمد باحكم
الحان وغنا الفنان الكبير محمد جمعة خان
وقليل من ذكريات زمان
مدخل
الشاعر ذو شفافية خاصة وشعور مرهف.واحساس عالي.ينقل خواطرة وماتجيش به نفسه ووجدانه في صوره التي يرسمها له فؤاده..كل حسب قدراته وقوة شاعريتة.فتراهم في كل واد يهيمون.ويتبعهم الغاوون.الهائمون في بحور العشق والعشقة الصابرون على عذابات المحبين والساكتون على نار العذاب والهجر والحرقة اللذين يعتبرون لذة الحب في عذابه.
والشاعر باحكم يعتبر من الشعراء المجدين في اشعارهم الحكمي والشعبي. فبالاضافة انه شاعر غنائي فله حضور كبير في ساحات الشبواني والمساجلات الشعرية وقد بارى الكثير من الشعراء الكبار مثل بوسراجين وباحريز وآخرين
قصائده الغنائية اشتهرت باسلوبه البديع واختياره للكلمات السهلة القريبة من اذن ووجدان المستمع والمتلقي فسرعان ماتستقر في الاذهان.
ارتبط الشاعر باحكم وجدانيا بالفنان خان فعجنتهما مراتع الصبا والشباب بمسك تراب حافتهما الحارة ودخون احجارها. فشبا على ثقافة مشتركة فلما تفجرت مواهبهما كتب باحكم احسن قصائده الغنائية ليسكب عليها خان احر انفاسه بالحانه الغنائية ليتفرد بها في سماء الفن والطرب الحضرمي الاصيل
الشاعر باحكم من مواليد مدينة المكلا حافة الحارة لعام 1915 شاعر حكمي وشعبي يقول اكثر الوان الشعر كلماته رصينة وقوية المبنى والمعنى وتصويره الشعري رائع. ويرسم الكثير من الصور الشعرية مما اكسبه شعبيه كبيرة وشهرة واسعة على المستوى الوطني وشعره يتميز بالمسحات القرآنية وذلك دليل على ثقافته الدينية الواسعة. حيث انه درس في كتاتيب وعلم كبار المشايخ اللغويين والمتفقهين ديناً ولغة وله مجموعة من القصائد الغنائية المشهورة والتي قام بتلحينها وغنائها الفنان الكبير كوكب حضرموت الساري المغفور له محمد جمعة خان.ومنها يااحيباب زاد اشتياقي فأسعفوا لي بيوم التلاقي..وويلاه من حكم القدر..وسحر عينك ياجميل..وفي دقيقة والقمر ولى..وحسبه رب البريا..وتعرض نحوي مربط فرس حلقتنا..
الحكاية
يحكى انه كان هناك مجلس فني وادبي يجمع الشاعر وشله من الاصدقاء وفي مقدمتهم الفنان خان..يسمى هذا المجلس،،شلة الانس،،  تجتمع هذه الشلة في بيت المرحوم صالح عبدالله السييلي بحافة الحارة متى ماحانت لهم فرصة.
وذات يوم وهم في المجلس دخل عليهم الشاعر باحكم ومزاجه متغير ليس عالعادة فسأله احد الحضور عن حاله وايش لي مغير مزاجه وغير ماحد تعرضك ونكد عليك فأجابه بعد لحظات بشفافية الشاعر الموهوب والمقتدر الذي جعل من كلمة تعرضك قصيدة لقصة حب مطلعها
تعرض نحوي وابدى ابتسامة
فلما تبسمت سل الحساما
فناديت يامن فتنت البرايا
لاتقتل الصب ظلماً حراما
فأخذ خان ورقة وقلم وطلب من باحكم اعادة القول فكتبها خان واخذ العود من جانبه وبدأ بالمخاواة والدوزنه والانتقال من مقام الى مقام حتى وصل الى لحن مناسب للكلمات والشاهد ان لحن تعرض نحوي خرج من رحم بيت المرحوم صالح السييلي.وطلب خان من الشاعر ان يكمل القصيدة فبعد يومين كتب الشاعر باقي ابيات القصيدة وسلمها للفنان خان فتألق خان بهذا المولود الجديد وتألق معه الشاعر ايضا كما تقول كلماتها
تعرض نحوي وابدى ابتسامة
    فلما تبسمت سل الحساما
فناديت يامن فتنت البرايا
      لاتقتل الصب ظلماً حراما
اما قد سمعت بزجر الإله
      لنهر الفقير وقهر اليتامى
تذكر ايامنا السالفات
       زمان السرور زمان الهياما
وسل يدك اليمنى لما تدير
       لنا في دجى الليل كأس المداما
وسل شفتاك بما حستاه
       من شفتي شاعر مستهاما
اناشدك الله يافاتني
        اذاكنت حراً وترعى الذماما
تعال نجدد عهد الهوى
       وليس على العاشقين ملاما
                    ،،،،،،،،،،،
كلما غاب نجم ظهر زاهر
بدأ نجم الفنان خان بالخفوت بعض الشي لتقدمه في السن وماسكن جسده من امراض ليبدأ نجم الفنان عبد الرب ادريس في الظهور وذلك بعد مشاركته في الحفل الساهر الذي احيته الندوة الموسيقية بالمكلا عام1960 بساحة القصر السلطاني وقد غنى ادريس في هذا الحفل رائعة الشاعر صالح عوض بن بريك ،،من شعاب الخضر ياظبي الشمال. فقد تألق بها الفنان ادربس ولاقت استحسان الجماهير فخرجت الصحف في اليوم التالي تشيد بالفنان الواعد صاحب المواهب عبد الرب ادريس.
ومتعة الشاعر ان يستمع لاغانيه بالحان من له القدرة على توصيلها للمستمع والمتلقي وباحسن الاصوات المختلفة. لتنتقل اغانيه لوجدان جمهوره باحسن حللها فقدم الشاعر باحكم رائعته الجميلة،،اهواك،، للفنان ادريس للتلحين والغنا فوضع لها احسن الالحان الشجية وغناها بصوته الصبابة فغزت قلوب العشاقا وتقول كلماتها
اهواك ان قصر الجفا اوطالا
      حتى وان كان الوصال محالا
ياظبية الوادي التي قد اتلفت
     جسمي السجي تصلفاً ودلالا
احرمتني كحل السهاد فباللقاء
       جودي ومابعد المحب حلالا
حتاما اسألك الوصال فتمنعي
      عني اللقاء فقد غدوت خيالا
ان كنت قد ارخصت قدر محبتي
     فانا بحبك دائماً اتغالا
جودي علي بزورة او نظرة
     تحيي الفؤاد وتقهر العذالا
العشق نار في الفؤاد يشبها
       كثر البعاد فقصري ماطالا
ياظبية لعبت بكل عواطفي
       مهلاً فان مدامعي تنهالا
الله اكبر من سهام لواحظ
       لعبة بقلبي يمنة وشمالا
سبحان من انشا جمالك فتنة
      جل المصور خلقه وتعالا
                     ،،،،،،،،،،

الخميس 18-8-2021