الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 1 اكتوبر 2024
الحريري في ذكرى اغتيال والده: ربط الجولان السوري بالجنوب اللبناني جنون
سعد الحريري
الساعة 23:01 (الرأي برس - وكالات)

 قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، اليوم السبت، إنه "لن يعترف لحزب الله بأي حق من حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب"، داعيا الحزب إلى الانسحاب من سوريا.

وقال الحريري، في خطابه بالذكرى السنوية العاشرة لاغتيال والده رفيق الحريري،: "نحن بكل وضوح، لن نعترف لحزب الله بأي حق من حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية، يسخرون من خلالها امكانات الدولة لانقاذ النظام السوري وإيران".

واعتبر أن "الكلام يتكرر عن اعتبار لبنان جزءا من محور يمتد من إيران إلى فلسطين مروراً بسوريا ولبنان. ونحن نقول: لبنان ليس في هذا المحور، ولا في أي محور.. غالبية الشعب اللبناني تقول لا لهذا المحور ولأيّ محور، لبنان ليس ورقة في يد أحد، واللبنانيون ليسوا سلعة على طاولة أحد".

وسأل "أين هي مصلحة لبنان في اختصار جامعة الدول العربية؟ واختصارها بنظام بشار الأسد، ومجموعات ميليشيات وتنظيمات وقبائل مسلحة تعيش على الدعم الايراني وتقوم مقام الدول في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟ وأين هي مصلحة لبنان من أن يذهب لبناني للقتال هناك؟ وأين مصلحة لبنان في التهجم على البحرين؟، معتبرا أن "مصلحة لبنان من كل ذلك، هي صفر معدومة وغير موجودة".

ثم تطرق إلى الحوار مع "حزب الله"، قائلا: "قررنا منذ أسابيع الشروع في حوار مع حزب الله، والحوار بكل بساطة هو حاجة وضرورة في هذه المرحلة، هو حاجة إسلامية لاستيعاب الاحتقان المذهبي، وهو ضرورة وطنية لتصحيح المسيرة الوطنية وانهاء الشغور في الرئاسة الأولى"، مشيرا إلى أن "النزاع قائم في ملفات، منها المحكمة الدولية، ورفضهم تسليم المتهمين، والمشاركة اللبنانية في سوريا، إلى ملف حصرية السلاح بيد الدولة".

وإذ طالب حزب الله بـ"الانسحاب من سوريا"، قال: "دخلنا الحوار، لأن الحوار أكبر منا ومنهم"، مشيرا إلى "خطورة الاحتقان السني- الشيعي، وخطر غياب رئيس للجمهورية"، متهما حزب الله بـ"تأجيل الكلام في أمر انتخاب رئيس للجمهورية".

وذكّر الحريري أنه "سبق وقلنا لحزب الله أن دخوله الحرب السورية هو في حد ذاته جنون، استجلب الجنون الإرهابي إلى بلدنا، واليوم نقول له أن ربط الجولان بالجنوب هو جنون أيضاً. وسبب إضافي لنكرر ونقول: انسحبوا من سوريا. يكفي استدراجا للحرائق من سوريا إلى بلدنا، مرة حريق من الإرهاب، ومرة حريق من الجولان، وغدا حريق لا أعلم من أين".

ويشير الحريري هنا إلى قصف حزب الله لموقع عسكري إسرائيلي بمزارع شبعا المحتلة ردا على استهداف قافلة عسكرية له بطائرات إسرائيلية في الجولان السوري المحتل.

 وقال الحريري "تمكَّن بشار الأسد من تكسير سوريا على رؤوس السوريين، وأجهز جيشه وحلفاؤه من تجار الحروب الأهلية على أكثر من نصف مليون ضحية، ونجح في تشريع الحدود لانتشار قوى التطرف والضلال، وتهجير عشرة ملايين مواطن سوري يهيمون على مأساتهم في مشارق الأرض ومغاربها".

واحيا "تيار  المستقبل" الذي يتزعمه سعد الحريري اليوم السبت مهرجان "الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال رئيس الوزراء  اللبناني الراحل رفيق الحريري في مركز البيال وسط بيروت، الذي اغتيل في انفجار  ضخم في بيروت في العام 2005. 

وكان المهرجان قد بدا بعد وصول سعد الحريري، الذي حضر إلى لبنان خصيصا للمشاركة شخصيا، بالنشيد الوطني أدته الفنانة تانيا قسيس، تصاحبها فرقة موسيقية، فالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم كلمة لميا منصور، احدى الذين تلقوا تعليمهم بدعم من مؤسسة رفيق الحريري، وقد نالت شهادة الدكتوراه في قضايا البيئة من إحدى جامعات بريطانيا.

تبع ذلك، شهادة عبر الشاشة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وصف فيها الأحداث التي حصلت في لبنان بعد اغتيال الحريري بـ"الخطيرة والانقلابية"، كما أشاد بمزايا رفيق الحريري "غير الطائفية، مما جعل الناس يحبونه، كما أنه كان رجلا إصلاحيا".

ثم كانت شهادة ثانية من وزير المالية الكويتي السابق بدر الحميضي، الذي قال عن الحريري الأب إنه "لم يكن لديه ميليشيا، وإنما عمل على بناء بنية تحتية، وقد أنجز الكثير في هذا المجال"، وخاطب اللبنانيين قائلا: "لو كان لا يزال حيا لحقق الكثير".

كما أدلى الرئيس التركي السابق عبد الله غول بشهادة قال فيها إن "الرئيس الحريري عمل على ترسيخ العلاقات اللبنانية - التركية"، وأشاد بـ"الإعمار الذي شهده لبنان في عهده"، وبـ"نظرته الايجابية لدور الشباب اللبناني في النهضة". وأضاف: "الحريري لم يكن قائدا لبنانيا فقط إنما كان شخصا جديرا بالاحترام في كل دول العالم، ونحن نشعر بغيابه في المنطقة".

وتحدث أيضا عبر شهادة مسجلة رئيس البنك الدولي السابق جيمس ولفنسون عن "اهتمام الحريري بالمستقبل والحلم الذي راوده بالنسبة لبيروت، ولجيل الشباب وتثقيفهم"، متمنيا "وجود أشخاص من امثاله".

ووصل سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء اللبناني الراحل وزعيم تيار "المستقبل" الأكثر تمثيلا لدى سنة لبنان، منتصف ليل أمس إلى بيروت للمشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لاغتيال والده.

وأصدر مجلس الأمن الدولي في 30 مايو/ أيار 2007 القرار رقم 1757 الذي نص على إنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وكانت لجنة التحقيق الدولية اشارت في تقارير لها إلى احتمال ضلوع مسؤولين أمنيين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري، في عملية أرغمت تداعياتها دمشق على سحب قواتها من لبنان بعد تواجد استمر29 عاماً، وذلك في 26 أبريل/نيسان 2005.

وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومقرها مدينة لاهاي الهولندية، وهي محكمة جنائية ذات طابع دولي عملها رسميا مطلع مارس/ آذار 2009 لمحاكمة المتهمين بتنفيذ اعتداء 14 فبراير/ شباط 2005 الذي أدى إلى مقتل الحريري و23 آخرين بينهم مرافقيه.

وكانت المحكمة أصدرت في عام 2011 قرار اتّهام بحقّ 4 أفراد ينتمون لحزب الله في اغتيال الحريري، وهم سليم عيّاش ومصطفى بدر الدين، وحسين عنيسي، وأسد صبرا.

وفي سبتمبر/أيلول 2014، أصدرت قرار اتّهام جديد بحق عنصر خامس من حزب الله هو حسن حبيب مرعي لمشاركته باغتيال الحريري.

ويرفض حزب الله تسليم المتهمين ويتعاطى مع المحكمة على أنّها "أمريكية -إسرائيلية ذات أحكام باطلة.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر