سَيَجْبُرُ خَاطِرِي وَتَطِيبُ نَفْسِي
مَتَى أَصْبَحْتُ يَوْمًا طِبَقَ عَكْسِي

لِأَنَّي نُسْخَةٌ عَنْ كُلِّ ضِدٍّ
وَظِلٌّ مُفَرِّغٌ مِنْ كُلِّ حِسِّ

وَلَو لمْ يأْلَفونيَ بَعضُ أَهْلي
لَكُنْتُ ظَنَنْتُ أَنَّيَ لَسْتُ إِنْسِي

أَتَتْنِي زِينَةُ الدُّنْيَا صَبِيًّا
تُزَفُّ كَأَنَّنِي فِي يَوْمِ عُرْسَي

لَعُوبٌ تَسْتَثِيرُ فُؤَادَ خَالٍ 
مِنْ الأَهْوَاءِ لَا يَصْبُو لِهَمْسِ

وَلِنْتُ لَهَا وَقَدْ صَارَتْ عَجُوزًا
بِهَا مَنْ كُلِّ نَائِبَةٍ وَبُؤْسِ

أَنَالَتْنِي صَبِيًّا كُلَّ حَظٍّ 
وَلَمْ تَبْقِيْ سِوَى أَيَّامِ نَحْسَي

فَيَا آتٍ بَكَتْ نَدَمًا عُيُونُي 
فِرَاقِيَ فِي سَبِيلِكَ يَوْمَ أَمْسِ

وَيَا كَدَرَ الصِبَا لَوْ بَادَلُونِي
بِيَوْمٍ مِنْكَ أَفْرَاحِي وَأُنْسِي

وَيَا زَمَنَ البَرَاءَةِ لَيْتَ أَنَّي
أَبِيعُكَ حَاضِرِي مِئَةً بِفِلْسِ

وَيَا لَيْنَا الطُّفُولَةِ لَوْ عَلِمْتِي
مَآلَ فَتَاكِ كُنْتِ عَشِقْتِ عَبْسِي

وَيَا حُلُمِي رَأَيْتُ اليَأسَ طَيْرًا 
عَلَى كَتِفِي وَيَأْكُلُ شَعْرَ رَأْسِي

وَيَا قَلْبٌ زَرَعْتُ بِكَ المَعَالِي 
جَعَلْتَ مِنْ الهَوَانِ حَصَادَ غَرْسِي

وَيَا جَسَدٌ لَبِسْتُكَ يَوْمَ عِيدِي 
وَمِيلَادِي فَصِرْتَ اليَوْمَ حَبْسِي

وَيَا وِزْرِي الَّذِي أَنْقَضْتَ ظَهْرِي
كَفى ظَهْرِي شَقَاءً حَمْلُ يَأْسِي

وَيَا وَجَعٌ بِكَيْتُكَ مِنْ لِسَانِي
شَقَقْتَ مَشَافِري وَقَلَعْتَ ضِرْسِي

وَيَا قَدَرَي الَّذِي يَعْدُو وَرَائِي
تُسَارِعُ فِي الخُطَى.....!! 
هلْ حَانَ دَهْسِي... ؟؟