الاربعاء 02 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 1 اكتوبر 2024
داود أوغلو: لا تتركوا شعوب الشرق الأوسط أمام خياري الاستبداد والإرهاب
داود اوغلو  داوود
الساعة 20:53 (الرأي برس - وكالات)

أوضح رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"؛ أن شعوب وبلدان الشرق الأوسط؛ تجد نفسها أمام خيارين:  فإما الرزوح تحت وطأة الزعماء الأوتوقراطيين (المستبدين) أو الإرهابيين، وإن هذين الخيارين يشكلان مصدر تهديدٍ كبيرٍ جداً، لذا ينبغي علينا تعزيز الخيار الثالث؛ المتمثل بإدارة النظم الديمقراطية، مشدداً على ضرورة عدم ترك الشعب بين خياري الأسد أو داعش.

جاء ذلك في كلمة له باللغة الإنكليزية - خلال اجتماع "ويلتون بارك" في العاصمة البريطانية "لندن" - حيث أضاف: " لم يعد من الممكن النظر إلى النزاعات والمشاكل؛ على أنها قضايا وطنية، فإما أن نعيش معاً في سلام، أو لنكن متأهبين لمزيد من المخاطر "، مشيراً إلى أن تركيا تقع وسط المنطقة؛ التي تأثرت سلبياً بسبب الحرب الباردة، وانفراط عقد الاتحاد السوفييتي، وتأثيراته الممتدة من آسيا الوسطى إلى البلقان، ومن وسط أوروبا إلى القوقاز، وبحر قزوين والبحر الأسود، وأن بلاده واجهت ولا تزال تواجه بعض المسؤوليات الأخلاقية في المنطقة، مذكراً بمذبحة "سربرنيتشا" في البوسنة والهرسك، وما شابهها من مسؤوليات أخلاقية ".

وتابع داود أوغلو: " يقيم في تركيا عدد كبير من الكوسوفيين، يفوق عددهم عدد مواطنيهم المقيمين في كوسوفو، كما يلجئ إلينا أتراك الكاكاوز لحل مشاكلهم (أحد الشعوب التركية يقطن معظمهم جنوبي مولدافيا، وجنوب غربي أوكرانيا، وجنوب شرقي رومانيا)، وإذا تحدثنا عن الأبخاز والقضية الأبخازية؛ فإننا نجد أن عدد الأبخاز المقيمين في تركيا أكثر من عدد أولئك المقيمين في أبخازيا، كذلك تضم تركيا مواطنين أتراك من أصل جورجي بقدر عدد سكان جورجيا، وفي هذا السياق، أود الإشارة إلى أن في أوكرانيا 300 ألف من تتار القرم (أتراك القرم)، وبطبيعة الحال، نحن نشعر بالمسؤولية الأخلاقية تجاه حمايتهم ".

وأشار داود أوغلو إلى أن هجوم 11 أيلول/ سبتمبر الإرهابي؛ أدى إلى تغير مفهوم الأمن حول العالم، وترك تأثيراته على الصعيدين الوطني والدولي، في الوقت الذي تعرض له المسلمون بعد تلك الأنشطة الإرهابية؛ إلى مرحلة نبذ، ومشاكل كبيرة في العراق وأفغانستان، مشدداً على أن دور تركيا في أفغانستان كان مهماً وفعّالاً، وأن الجيش التركي هو الجيش الوحيد الذي كان يمتلك القدرة على التواصل مع الشعب الأفغاني، وذلك إنطلاقاً من العلاقات التاريخية الخاصة بين تركيا وأفغانستان.

ولفت داود أوغلو إلى أن تركيا تواجه مسؤوليات كبيرة في المنطقة، حيث أن المشاكل التي تعرض لها العراق بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر؛ لا تزال تفرز مسؤوليات تجاه تركيا، كما أن الاعتداءات التي يشنها تنظيم داعش الإرهابي، في الموصل أو غيرها من المناطق العراقية؛ تفرز موجات نازحين نحو تركيا، نازحين من جميع أبناء الشعب العراقي أكراداً وشيعة وسنّة، إضافة إلى مسؤولياتنا الجمة تجاه الاعتداءات المستمرة التي تتعرض لها المساجد في ألمانيا، حيث تعتبر أحد إفرازات الأزمة الاقتصادية التي ضربت الاقتصادات العالمية عام 2008، وقال: "إن التطورات التي أعقبت تلك الأزمة، تدفعنا إلى إنتاج حلول أخلاقية واقتصادية في آن واحد؛ لأن الأزمة المالية تحولت إلى أزمة اقتصادية، وأخرى اجتماعية وسياسية وفي العديد من البلدان".

وحول ظاهرة الإسلاموفوبيا؛ أوضح داود أوغلو أن تلك الظاهرة تثير قلق بالنسبة لتركيا، حيث أن التيارات القومية المتطرفة؛ تواصل تعزيز مكانتها في أوروبا، تحت تأثير الأزمة الاقتصادية، التي تسببت بمشاكل اجتماعية في أوروبا، مشيراً إلى أن بلاده التي تمتلك ثقلاً هاماً في المنطقة، وقفت إلى جانب الشعب الفرنسي بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في باريس.

وفيما يتعلق بالربيع العربي؛ تابع داود أوغلو: " إن الربيع العربي؛ جاء بمثابة زلزال سياسي ضرب شمال أفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط، وحوض البحر المتوسط؛ بسبب عدم دعم تلك المنطقة لتحقيق التحول الديمقراطي، والمقاربات المزدوجة المعايير التي تمارس على المنطقة "، داعياً جميع المسؤولين لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين، وتقاسم الألم مع سكان تلك المخيمات، قبل الحديث عن سوريا، ومشدداً على ضرورة تقديم استجابة استراتيجية وأخلاقية؛ حيال المشاكل المستمرة في أوكرانيا وسوريا، والهجمات التي وقعت في باريس، وحوادث إحراق المساجد في ألمانيا؛ من أجل التغلب على كل هذه التحديات.

وحول سوريا؛ نوه رئيس الوزراء التركي إلى أن العالم يدفع ضريبة عدم اتخاذ مجلس الأمن الدولي قرارات ملزمة طيلة السنوات الـ 3 الماضية؛ فيما يخص الملف السوري، متسائلاً عن حجم المظاهرات المعادية للأجانب واللاجئين؛ التي كانت ستندلع في أوروبا لو أنها واجهت ما واجهته تركيا؛ من تدفق موجات طالبي اللجوء، خاصة في هذه الظروف، مشيراً إلى أن تكلفة استقبال مليوني لاجئ سوري على الميزانية التركية؛ بلغت 5 مليارات دولار أميركي، فيما وصل حجم المساعدات التي قدمت لتركيا في هذا الصدد 250 – 260 مليون دولار فقط، وأن استقبال اللاجئين لا يعد حدثاً جديداً بالنسبة لتركيا، اذ سبق واستقبلت 500 ألف لاجئ من أكراد العراق، وآلاف البوشناق (مسلمي البوسنة)، الذين فروا إلى تركيا هرباً من حرب البلقان، دون أن تطلب أو تتلقى أية مساعدات من الدول الأجنبية.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر